رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة -4


محمد عبد القادر الفار
2018 / 5 / 19 - 17:37     

مهما خابت ظنونُك الأخرى، يبقى ظنك أنك ستنجو في كل مرةٍ ومهما حدث، ظنّك أنكَ عزيزٌ على غيبٍ ما، أنك مميزٌ أو ينتظرك شيء قبل النهاية أو بعدَها. هذا الظنُّ ليس ظناً عادياً. إنه الأمل الضروري للتكيف لدى أغلب الناس. وإن استطعتَ أن تقتل هذا الأمل تماماً نجوتَ من نفسك، ولكن لا أعدُكَ أن تعيش سعيداً بعدها.

لعلّك استمعت إلى أغنية "فاتت جمبنا".... ليس مصادفةً أنَّ لهذه الأغنيةِ مقدمةً موسيقيةً وهّابيّةً طويلة، فقبل البدء بالكلام كثير من التفاعلات التي تمهّد لظهوره.

من من المسمتعين للأغنية للمرة الأولى لم يحسن الظّن بالجميلة التي حيّرت البطل؟ من منهم لم يتوقّع النهاية السعيدة: أنها مهتمة به هو بالذات. مبدئياً لو لم تكن النهاية جميلة لما استحقّت أن يغنّى لها، وبمقدمة بهذا الطّول. ولكن هل نهاية هذه الأغنية هي نهاية القصة، أم أن قصته معها لها فصل آخر أخير هو أغنية "حبيبها" حين يقول "حبيبها أنا قبلك وربما جئت بعدك وربما كنت مثلك؟" و"حبيبها وروت لي ما كان منك ومنهم، فهم كثيرٌ ولكن لا شيء نعرف عنهم"....

في سياق مشابه ساق لنا أحد العارفين قصيدة "محب الله في الدنيا عليل"... فجاء فيها:

اذا ذكر الحبيب ونحن جمع ترى كلا له وصف عراه
فمنا من تمايل باهتزاز ومنا من تساقط من علاه

أما حسين السيد فقال في "فاتت جمبنا":

بصيت لصاحبي لقيته جمبي وما هوش جمبي



ويقول العارف بالله:

فسلم للرجال ولا تكابر فقد وضح الطريق لمن راه


أما حسين السيد فيقول:

عرفت طريقها عرفته .... وشقيت على بال ما عرفته...


ويقول العارف بالله:

كتمنا الحب خوفا من وشاة


ويقول حسين السيد:

كنت عايز أسأله .. هو كمان حس بيها وانشغل ... (ولكن لا يسأله)


وأنت ..و أنا

عند كلّ ظهور ستسأل وسأسأل: هل هذه النهاية؟ وعند كلّ مغيبّ سنسأل نفسَ السؤال... سنسأله متفائلــَـينِ ومتشائمــَـين.... وسيمرّ الوقت... عليّ وعليكّ.... ستنطفئ النار التي آنستُها والتي آنستَها.... وسيبقى الخالد الذي يفنى.....



حالي وحالُك يا صاحبي خاطف....لسوء الحظّ أو لحسنه - وظنّي فيك يا ربّي جميل..... حالي وحالُك يا أخ الفناء زائل وسيمرّ: زي الدنيا ما تيجي فى ثانية وتمشي فى ثانية...