حميد الحريزي ومحطات مظلوم (3)........


هاتف بشبوش
2018 / 5 / 16 - 15:40     

حميد الحريزي ومحطــــــــات مظلوم (3)........
هاتف بشبوش
في ايلول 1967 وصلت حالة التوتر الى اشدها بين تياري قيادة الحزب الشيوعي ، فاعلن رسميا الانشقاق الى (( القيادة المركزية )) بقيادة عزيز الحاج ومن تبعه و (( اللجنة المركزية)) بقيادة عزيز محمد ومن والاه ، وقد كان رفاق (( مظلوم)) ومن ظمنهم (( ابو سلام)) ضمن تشكيلات القيادة المركزية كما هو حال اغلب تنظيمات بغداد المركز ، التي تبنت طريق الكفاح المسلح لاسقاط النظام وكان معهم حين ذاك مظفر النواب ، في حين كانت ((اللجنة المركزية )) بين بين ، وقد بدأ كل من الطرفيين يشن هجوما اعلاميا ودعائيا ضد الطرف الآخر ، وقد فشل الجناح المسلح و تم القبض على عزيز الحاج وتنتهي هذه الصفحة من نضال الحزب عبر الثورة المسلحة والعنف الثوري مما تسبب المزيد من المرارة لمظلوم الذي اعتزل الطرفين رغم ميوله الى جماعة القيادة المركزية ، وقد سلم بندقيته التي كان يحتفظ بها منذ حركة (( حسن سريع)) الى رفيقه (( ابو سلام )) فهو يعتبرها ملكا للحزب .
يموت مظلوم ( غضبان) في العام 1973 في بداية الجبهة الوطنية وقد أوصى مظلوم قبل مماته أن لاتوضع جنازته فوق السيارة مثل الحيوانات والآثاث حيث انه في البلدان المتحضرة توضع الجنازة في داخل السيارة مع باقة من الورود دون البكاء بل قراءة حسنات الرجل وماهي أخلاقه بين أصحابه وأصدقائه كما اوصى ان لايقام له مجلس فاتحة ، وانه لم يترك سوى دراجته ومنجله و((مسحاته)) وعدد من الكتب ، وهو لادائن ولا مدين لأحد .
يموت مظلوم ويبقى ولده كفاح . وكأنه يتوارث النضال في العمل الحزبي حتى السبعينيات والجبهة الوطنية . كفاح هذا كان اسمه مطشر فتغير الى كفاح وهنا علامة دالة من الروائي الى رمز الثورية . كفاح يرسل بزمالة عن طريق الحزب الشيوعي وهو شاب يافع الى الإتحاد السوفيتي فيكمل الدكتوراه في الأدب في جامعة باتريس لو مومبا ثم يعود لوطنه ليصبح استاذاً مميزاً في الادب والنقد العربي في السبعينيات . ونظرا لثقافته العالية وفطنته واتقانه للغة العربية والروسية والانكليزية مما أثار حفيظة وكلاء الامن في الكلية ، مما جعلهم يعرضون عليه الإنتماء لحزب البعث مع اغراءات كبيرة في تسنم مناصب مهمة كعمادة الكلية ، او رئاسة الجامعة أو الوزارة لكنه يرفض . وفي يوم باشرت في الكلية استاذة جديدة انها الدكتورة(( احلام سلام الريان ))، السمراء ذات الهيبة والجمال والعمق المعرفي ، وكان كفاح دليلها في التعرف على اقسام الكلية واساتذتها وطلبتها ، مما جعلها تستانسه كثيرا بعد ان عرفته من انه الشاعر المجدد المبدع (( كفاح)) حيث كانت تتابع شعره باعجاب كبير قبل معرفته ولقاءها به . وهذه الحالة المشابهة حصلت لبدر شاكر السياب حيث كانت الطالبات معه في معهد اعداد المعلمين يقرأن أشعاره دون معرفتهن من انه هو الشخص المقصود معهنّ في المعهد فهو لايستطيع البوح بشخصيته أنذاك لقبح منظره مما حدا به أن يقول بحرقة وألم شديدين ( ياليتني كنتُ ديواني ...لأنتقل من حضنٍ الى ثاني ) .
كفاح وأحلام يتحابان ويتزوجان بعد غرام جميل . لكن أجهزة الأمن تلاحقهم وتضايقهم فيضطرالى الهروب بينما تختطف زوجته أحلام ولايعرف مصيرها بعد ذلك والى الأبد لأنها غيبت في سجون البعث .
بعدها تتمركز عصبة من الشيوعيين من جماعة القيادة المركزية في العراق تمهيدا لخوض الكفاح المسلح انطلاقا من الاهوار لإسقاط النظام القائم وكانت بقيادة المهندس (( خالد احمد زكي)) ابن بغداد .
ثم تنقلنا الرواية في جزئها الثالث الى نضال الحزب الشيوعي في الأهوار ونضالها ضد البعث وكيف نرى إجرام البعثيين أمثال الساقط البعثي حاشوش الذي جاء للأهوار مع أبيه ((ألحرامي فدعوس )) القاتل والهارب من عشيرته... ((الرفيق حاشوش)) يتمنطق مسدسه متنكبا رشاشته قاصدا دارعشيقته ((مريوده))مستعرضا عضلاته بما منّ عليه الحزب من النعمة والجاه ولابد له ان يتأهل فليس هناك أحسن من ((سعيده)) بنت سرحان تصلح زوجة له ، وقد رتب الأمر مع عشيقته ((مريودة)) زوجة والد ((سعيده)) لإقناعها بذلك فيكون تردده على دارهم وعلاقته مع مريوده لا تثير التساؤل كما قال لها.
سعيدة كان لها حبيبا شيوعيا طيبا( ناطور) تنتظرالزواج به عن قريب لكنه جندي في القادسية و في الخطوط الأمامية من القتال بين القوات العراقية والقوات الإيرانية وبعد مكرمة القائد وإعفائه من عقوبة الإعدام لانتمائه للحزب الشيوعي فإكتفوا بنقله الى الخطوط الأمامية كي يموت وبهذا يكونوا قد نفذوا بحقه حكم الأعدام بطريقة أخرى خبيثة وبالفعل يؤتى به ذات يوم ملفوفا بالعلم العراقي ميتا في الخطوط الأمامية بعد ان كانت سعيدة كل يوم تذهب الى القديس يوشع كي يرد لها حبيبها من جيش القادسية لكنه لم ينفعها بشيء مثلما لم يفعل كلُ القديسين مع الكثيرين أمثال ( ناطور) محبوب سعيدة . هذا هودأب القديسين لاينفعوا بشيء البتة والاّ فعلوا شيئا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقرار القدس حيث أن الفعل هذا أكثر شراً من إبرهة الحبشي الذي رُمي بحجارةٍ من سجيل قبل الإسلام . فهل من أحد يعود بنا الى زمان المعجزات ، أم انّ هناك في الأمر ريب ..
وتبقى سعيدة خائفة من مريودة البعثية زوجة أبيها سرحان التي تفعل الرذيلة مع الرفيق حاشوش في إتحاد النساء. سعيدة تخاف من أبيها أيضا لأنها تعتقد من انه هو الآخر متواطيء مع حاشوش مثلما تسمع عن أخبار الشيخ روضان الذي لفلف زوجته بحصيرة وأضرم النار عليها واحترقت حتى الموت لأنها لم تعطه الجنس الذي يريده من بين زوجاته الأربع . وهذه القضية تناولها بشكلٍ آخر الفيلم الأيراني (رجم ثريا) إنتاج 1986 من تمثيل نخبة من الممثلين المعارضين للنظام والذي يحكي قصة رجم (السيدة ثريا مونتشهري) وهي قصة حقيقية حدثت في إحدى قرى الريف الإيراني حيث أن زوج بطلة الفلم يتفق مع رجل الدين المسؤول في القرية بصفقة دنيئة فيسوقها الى الرجم حتى تموت ليس لشيء الاّ لأنها ذاقت به ذرعا وقرفا من أخلاقه الدينية المزيفة مما دبر لها مكيدة الزنا التي يعاقِب عليها الدين بالرجم بينما هي العفيفة الطاهرة فرجمت من قبل أهالي القرية حتى ماتت تلك الميتة التي تهز الضمائر الحية والميتة على حد سواء لكنها لم تهز ضمير زوجها الديني القميء .
فقدت ((سعيده)) قدرتها على الكلام بشكل نهائي بسبب مطاردة البعثي حاشوس لها ومقتل حبيبها ، تضحك ضحكا هستيريا دون سبب ظاهر، تسب تلعن .. تضرب خدودها تبكي بكاءا مرا ثم تسقط . وصل بها الأمر الي التجديف والتطاول على بعض الأسماء المقدسة ومنهم سيد يوشع لأنها عرفت جيدا من أنه الكثير من الأولياء لايهشون ولايبشون .
((سرحان)) يهرب من الجيش الشعبي الذي زجته به زوجته البعثية كي يخلو لها الجو مع عشيقها حاشوش ويبدأ بالنضال في الأهوار ضد البعثيين مع رفاقه الآخرين وسعيدة تفوق من جنونها بعد أن يهرب بها ابوها بعيدا عن حاشوش وزوجته وتتعلم السلاح والمعارك وتصبح من إحدى المناضلات الشيوعيات العنيدات ضد البعث .
ثم تبدأ الحملة الإيمانية للبعث التي أطلقها المجرم صدام وخلال هذه الفترة حاشوش زهد في أن يكثر من الصلاة والسجود والركوع وقراءة القرآن والأدعية ويتنبأ بمصائر الناس... أطلق لحيته وحلق شاربه مرتديا خواتمه مع مسبحته السوداء و بسرعة مذهلة بانت على جبهته آثارالسجود والورع وأطلق عليه لقب ( السيد نعمة) والناس الأغبياء يزورونه من كل صوب وحدب لغرض الشفاء فهو نعمة وهدية من رب السماء لسكان الأهوار وكذلك الحال بالنسبة لمريودة عاهرة إتحاد النساء هي الأخرى أصبحت قارئة جيدة للإمام الحسين وأصبح إسمها ( الملّة فاطمة ) وضاع بذلك تأريخها الشائن والمجرم وسط خزعبلات الدين وغباء النساء العراقيات لحد اللعنة.
تنتقل بنا البانوراما الروائية في أحد فصولها الى سقوط الصنم الصدامي على يد المحتل الأمريكي وتفتح الزنزانات على أيدي الناس الغاضبة ويخرج منها المعتقلين منذ اعوام وأعوام في أقبية البعث المجرم ، يخرج منها رجل إسمه كفاح( أشيب فارع القامة ، تبدو عليه علامات الهيبة رغم ملابسه الممزقة ، شعره الابيض يجلل كتفيه ، خال جميل يضيء وجنته اليسرى ، يسير حافي القدمين دون هدى لا يعرف إلى أين يذهب ، ولكنه ظل يردد لازمته كما كان في زنزانته الإنفرادية قبل ((24)) عاما (هل هدم الدرج ؟؟ هل هدم الدرج ؟؟ من هدم الدرج..؟؟؟هل هدم الدرج ؟؟...) هنا إشارة الى ماقبل 24 عام حيث أخفى كفاح كتبه الماركسية تحت الدرج وبنى عليها بالإسمنت خوفا من ملاحقة الأمن البعثي . أحد السابلة يقف مذهولا وهو لا يدري بماذا يجيب هذا الرجل الشبح ، تركه ومضى ، وهو يهز يده مستهزئا ، قائلا (وهل بقي شيء لم يهدم ، ألا ترى ما يجري في البلاد أيها المجنون...؟؟؟) ..
اذن كفاح المناضل الشيوعي ابن الشيوعي مظلوم وزوج الشيوعية الشهيدة أحلام الريان هو الآن مخبولا يجوب الشوارع التي تزدحم بمجنزرات الدبابات الأمريكية التي ناضل ضدها كفاح سنين وسنين . ونظرا لثقافته ظل أصحاب الثقافة يرافقونه معهم الى المقاهي في المتنبي ويدير النقاش باسلوب العارف لا المجنون فتارة يتذكر نيرودا ولوركا وماهو الفرق بين نيرودا هذا الذي عاش حياته بينما لوركا قتل . يتذكر أشياء بينما العراقيين يتشرذمون بين الشيوعي الأخير سعدي يوسف الذي يكيل الشتائم حتى لأهله في البصرة وكل العراقيين . الرواية تتطرق عن سوء التطبيق للفكر الشيوعي الذي أدى بمايكوفسكي أن ينتحر بعدما رآى الكثير من التناقض بين الفكر وتطبيقه . ففظل الموت إنتحارا وخلاصا من عالم بات لايُطاق .
يسأل كفاح وهو يجادل المثقفين بأسئلة فلسفية عن ناظم حكمت سليل الإرستقراطية التركية العريقة وحبيبته منور. فهنا مواساة للنفس اذ انّ السياسة والثقافة تقتل صاحبها او على الاقل تحطمه فيقول كونفوسيوش من انّ الناس الجهلة أطول عمرا من المثقفين وهذا مانلاحظه اليوم في حياتنا العامة فالمثقف يتمنى لو كان انسانا عاديا كما حال أغلب الرعاع العراقيين ولذلك كفاح حين يتذكر ناظم حكمت فأنه يعرف من انّ ناظم قد ضحى بالكثير وهو ذلك الشاعر العقائدي الشيوعي الذي رُدّ له الإعتبار في تركيا بعد عقود وعقود من موته وأقيم له نصبا تذكاريا بعد ذلك. كفاح كان دائم السؤال عن حبيبته أحلام على طريقة ناظم حكمت الذي كان يقول :
لم اتمكن يا حبيبتي
أن أشتري لك باقة من البنفسج الأصهب
وكان الرفاق جياعاً
فأكلنا بثمنه خبزاً أسمر
كفاح المجنون أصبح مَضربا لكل من يقول خذ الحكمة من أفواه المجانين فنراه يردد في المقاهي مع أصدقائه(لا ادري لماذا رحم بلدي عقيم ، لايلد الفلاسفة ؟؟ لماذا اليونان ولاّدة للفلاسفة ؟؟هل لأنّ نفوسنا أدمنت على تلقي الإجابات ولا تجيد السؤال والتساؤل) .
نعم لأننا نقتل الفلاسفة بعد ان نطلق عليهم كلمة زناديق وعلى سبيل المثال لا الحصر إبن رشد واحد من أبرز و أكبر و أشهر فلاسفة الإسلام ، حتى تم إختيارهُ لتولي منصب القضاء في "أشبيليه" و هو أكبر و أهم منصب في إسبانيا حينها . تم تكريمهُ أوروبياً و تم تدريس كتبهُ في أغلب جامعات أوروبا. تعرض "إبن رشد" لإشرس و أشد حمله تكفيريه، حيث إتهمهُ الفقهاء و رجال الدين بالكفر و الزندقه و الإلحاد، و تم ترحيلهُ الى مراكش قبل أن يتوفى هناك بسبب الكآبه و الإهمال و عدم الرعايه الصحيه .
ينتهي كفاح بقصته الحزينة يجوب الشوارع مجنونا حكيما حكاءاً في المقاهي بكل أنواع المعرفة التي يحملها عن ظهر قلب أيام زمان حتى تنحره يد الإرهاب التكفيري وهو الذي أفلت من يد الطاغية والبعث المجرم . كفاح لم يمت مرة واحدة بل مات مرتين عن طريق الخيانة العظمى إذ انّ أحدهم من يدعي الوطنية سرق إبداعه وهو اليوم في شارع المتنبي بإعتباره شاعرا فحلاً وبهذا مات كفاح للمرة الثانية بهذا العمل القبيح . وقبل أيام نشر الروائي الجميل سلام ابراهيم عن الخيانات الحزبية عن صديقه الشيوعي (حسين السلمان) الذي قتل زوجته الشيوعية(منى) من أهالي الحلة في بلغاريا وقام بتقطيعا ووضعها في بانيو الشقة بالإتفاق مع السفارة العراقية أنذاك مقابل تعيينه في أكاديمية الفنون الجميلة التي يعمل بها حتى الان منذ ذلك الزمن البعثي دون محاسبة أو قصاص .
يموت كفاح و تنطوي صفحته ليلحق بفردوس حبيبته (أحلام) لكنه يظل هادرا بوسامته وأناقته مع الفرات ومع كل الذين ماتوا واستشهدوا في سبيل الأوطان .
أما (السيد نعمة) وعاهرته (الملة فاطمة) البعثيون سابقا تمادوا في النصب والإحتيال حتى أصبحوا من ذوي الشأن في الخارج على إعتبار أنهم قارعوا الديكتاتورية الصدامية وقد شاهدهم أهالي الأهوار ومنهم المناضلة سعيدة وأبوها في التلفزيون من ضمن فريق مجلس الحكم عند سقوط الصنم وبداية الإحتلال الأمريكي والحاكم المدني برايمر ومجلسه السيء الصيت وبهذا يعيد التأريخ نفسه مع قدوم شلّة من الساقطين خلعواالزيتوني البعثي وارتدوا العمّة وأطالوا اللحى وحملوا المسبحة وهذه الثلاث هي أدوات النصب والإحتيال بينما الشعب مغفل تنطلي عليه هذه الممارسات لكونه من أكثر الشعوب تخلفا وتراجعا .
كلمة بحق الروائي حميد :
أراد حميد عن كل ماذكر أعلاه أن يعطينا الإنطباع الحقيقي للقادة العراقيين على مستوى حكام دولة أو وزراء أو مدراء عاميين وماهي صفاتهم الحقيقية على غرار تلك الحكاية التي تتخذ كموعظة من المفروض أن يهتدى بها ومفادها : ( إتفق رجل مع زوجه في إختبار ابنهم الذي لايزال صغير السن ، فوضعوا قرآنا في أحد الآركان وفي الركن الثاني نقودا والثالث زجاجة خمر ، لكي يروا إبنهم حين يدخل ماذا يأخذ ... فقالت الزوجة بم تفسر اذا أخذ القرآن قال الزوج سيكون عالم /واذا اخذ النقود قال سيكون تاجر / واذا أخذ زجاجة الخمر قال سيكون فاسق/ فدخل الطفل واذا به يأخذهم كلهم / فقالت بم تفسر ذلك/ قال زوجها سيصبح زعيما عربيا .
وفي النهاية أستطيع القول من أنّ حميد مازال قادراً على إدهاشي فهذا يعني انه يكتب في الجانب الصحيح ، لأن الإدهاش القادم من أي مبدع يتطلب الكثير من العناء الإبداعي و المعرفة الخالصة في إثارة هورمون الإدهاش .
يبقى حميد الروائي وسط هذه الدوّارة الغبية لشعبٍ لم يسمح لنفسه أن يكون متحضرا بل يفتخر لجهله وتمسكه بحب الأولياء الذين هم مصدر هذا التراجع الرهيب في العقلية والتفكير ، فأستطيع أن أستنتج من رسائل الروائي حميد بما قاله الفرنسي الشهير بودلير في نصه ( الكلب والقنينة) حيث يعطي بودلير كلبه عطرا جميلاً ويرفضه فيقول له أنت كما البشر لايعجبهم الاّ الروائح النتنة . ومع كل هذا وذاك لو سئل حميد مع أي جانب تقف ؟؟ لأجاب كما أجاب فيدريكو غارثيا لوركا حين قيل له في مندلع التمرد الفرانكوي في أسبانيا : مع أيّ جانبٍ تقفُ ؟أجاب لوركا عليه الصلاة والسلام :الشاعرُ مع الخاسر ! .

هــاتف بشبوش/ عراق /دنمارك