قصاصات سيلوسية 21 : من المظلة الى الشمسية والمطرية


سيلوس العراقي
2018 / 5 / 7 - 15:15     

معروف استخدام الانسان منذ القدم ولجوءه لعمل وسائل بدائية من أغصان الأشجار لأغراض مختلفة ومنها ما يمكّنه أن يؤمّن الظلّ ـ الاصطناعي ـ
فعُرفت المظلات في مصر الفراعنة المصنوعة من أغصان (سعف) النخيل المربوطة على عصا من الخشب، للاتقاء من الشمس الحارة، التي اقتصر استخدامها على الفراعنة والنبلاء ورجال الدين وتظهر المظلات في عدد من الرسومات الفرعونية، ومن المرجح استخدامها لاتقاء أشعة الشمس فقط
بينما انتشرت في الصين القديمة القبعات الكبيرة المصنوعة من القش والتبن وأغصان النباتات اليابسة الملائمة لصناعة القبعات الكبيرة التي استخدمها المزارعون والفلاحون البسطاء للاتقاء من الشمس. وكذلك صنعوا من اغصان النباتات مظلات كبيرة للملك وللنبلاء لاتقاء حرارة الشمس. وستظهر أيضًا في الصين، الشهيرة منذ القدم بانتاجها للحرير، أوائل المظلات المصنوعة من الحرير منذ القرن العاشر قبل الميلاد لغرض استخدامها من قبل الملوك والنبلاء الصينيين للوقاية من مياه الأمطار
ومن الصين انتقلت فيما بعد المظلة "المطرية" فهاجرت الى الاغريق فالرومان وانحصر استخدامها على العوائل الملكية والنبلاء والأغنياء وغالبًا ما تم استخدامها من قبل نساء العوائل الملكية التي كان يقوم بعض العبيد والخدم الخاصين لحمل المظلات لهنّ
وسيخفت استخدامها في القرون الوسطى الأوربية لغاية القرن الثامن عشر حيث سيبدأ ظهور استخدامها في بعض الدول الاوربية كما في العالم الجديد
وفي البحث عن تسمياتها، فهي من بين المواد المحيّرة بين تسميتها وبين استخدامها والغرض منها
انها كلمة ـ الشمسية ـ

فمن اللاتينية
umbra
التي تعني : الظل
تم اشتقاق
umbrella
ombrèlla
التي تعني بالتالي المظلة كآلة أو أداة محمولة باليد استخدمت لتأمين الظل من الشمس


وبالرغم من أن استخدامها لتأمين الظل أثناء العمل أو أثناء الاستلقاء على شاطيء البحر للاتقاء من ضربة الشمس، لكن استمرّ استخدام ذات التسمية حين تم استخدامها لاتقاء مياه الأمطار
ويبدو أن التسمية لهذه الأداة الواقية من الشمس انتقلت الى العربية لتسمى بالشمسية لاستخدامها في وقت تساقط المطر من دون استخدامها للوقاية من الشمس الحارقة في المناطق العربية عمومًا
وربما استعاضوا عنها بغطاء الرأس للاتقاء من الشمس؟ الأمر ليس بالأكيد

وتشترك بتسمية الشمسية اللغة الآذرية والتركية
şemsiye
وفي البنغالية تستخدم كلمة يبدو أنها أقرب للكلمة العربية "غطاء" وهي
Chātā
وفي البلغارية والمقدونية تسمى بالجادور
chadŭr
чадър
بينما في اللغة الكتالونية والفرنسية تعني ما يستخدم للماء أو ضد ماء الأمطار
paraigua
parapluie
وكذلك في العبرية فقد تم اطلاق تسمية "مطرية" מִטְרִיָּה عليها لاتقاء مياه الأمطار عمومًا ـ والتسمية متناسبة وملائمة للغرض من استخدامها
بينما في العربية فتسميها الشمسية بينما يتم حملها حين تمطر