الحركات البورجوازية في المجتمع وتحالف سائرون


محمد قاسم نصيف
2018 / 5 / 4 - 18:33     

الحركات البورجوازية في المجتمع وتحالف سائرون
نسمع ونشاهد هذه الايام التصريحات التي يدلي بها قادة الاسلام السياسي عن التحالفات القادمة في الانتخابات, انها لعبة جديدة-قديمة تلك التي يروجون لها عبر فضائياتهم ولافتاتهم التي ملئت شوارع بغداد من اسامي جدد تابعين لنفس القوائم الفاسدة المتسببة في دمار المجتمع.
ان قوائم الإسلام السياسي قد بدأت بتغيير أسمائها وعناوينها الإسلامية الى تسميات مدنية لأن المجتمع العراقي كان قد صاح بأعلى صوته "بسم الدين باكونه الحرامية" .. لأن هذه العصابات التي حكمت لم توفر أي من حاجات المجتمع بل وفرت القتل والتهجير والفساد ونهب كل الثروات .. هنا نرى الحزب الشيوعي العراقي يتحالف مع هذه العصابات في قائمة سائرون والكل يعلم ان التيارات المنضوية فيها هي جزء من العملية السياسية النابعة من قوى الإسلام السياسي .. ولو نراجع تاريخ الحزب الشيوعي العراقي جيدا وانا لا اقصد القاعدة الجماهيرية لأنها ضحت وناضلت من اجل الحرية والاشتراكية عبر تاريخها, الا ان هناك دلائل لا أحد يختلف عليها عن اخفاقات اللجنة المركزية للحزب وايضا تأثيرات الاتحاد السوفيتي فقد كانت هناك مرحلة تاريخية لاستلام السلطة وكان المجتمع جاهز لذلك ,لولا تبعية الحزب للاتحاد السوفيتي وما جرّت هذه التبعية للمجتمع من ويلات.
الآن ما هو البديل الذي ستقدّمه " قائمة سائرون " في الانتخابات, سوف يقتصر على اقتراح بعض الإصلاحات الشكلية، وحصر المشكلة باستبدال سلطة "فاسدة" و"ميليشياوية" بشريحة من التكنوقراط التي تستعين بخدماتهم أحياناً السلطة لترميم صورتها أو إتمام ما لم تنجزه أو زيادة كفاءتها في مجالٍ النهب. تطرح هذه الشريحة نفسها، وخبرائها واستشاريين، كبديل للسلطة، يحمل قضايا الإصلاح ويتّسم بنظافة الكف، من دون المس بركائز النظام الرأسمالي البطريركي الطائفي القائم.
السؤال الذي يطرح لهذا الحزب هو, كيف يربط مصير الفقراء والكادحين في ظرف سياسة امبريالية مرتبطة مع أميركا وشركائها من الاسلام السياسي؟ . فبعد كل هذه الدمار والخراب والقتل على الطائفية والنهب لكل الثروات والحزب الذي يدعي بالشيوعية يتكلم عن ظروف المرحلة التاريخية ويتحالف مع أشد القوى الرجعية, فما هو برنامج هذا الحزب عن الخصخصة وشروط صندوق النقد الدولي الذي يشترط ويفرض أي صناعة وتنشيط القطاع الحكومي ودليل خصخصة التعليم وصحة وكهرباء ولا يوجد لتر ماء صالح للشرب .
اننا نرى ان الحزب الشيوعي وأعضاء اللجنة المركزية في ازمة كبيرة جدا فمشاركتهم في مؤتمر صلاح الدين وإعطائهم منصب في مجلس الحكم الذي أتت به القوات الأمريكية ودخول كمكون طائفي "شيعي" ,وبعدها الائتلاف مع اياد علاوي وهذا ادى إلى انسحاب الكثير من اعضاء الحزب, وكان رد اللجنة المركزية "نحن يهمنا القاعدة الجماهيرية ولا يهمنا اسم او قادة القائمة" ولقد كان جميع المرشحين من حزب البعث الذي قتل مئات من الحزب ,واليوم يتحالف مع التيار الصدري في حجة القاعدة الجماهيرية من اتباع مدينة الثورة والشعلة ومناطق والأحياء الفقيرة, أن مرحلة الانتخابات القادمة المبنية على المحاصصة الطائفية سوف تعيد نفس النظام البائس, الكل يعلم ذلك الا هذا الحزب.
ان التحدي الأكبر، أمام هذه السلطة المتجبرة الرأسمالية والطائفية والعنصرية والأبوية والقمعية، هي ببناء أسس المواجهة الحقيقية ومد أيدينا الى كل المناضلين حتى نتمكن من بناء جبهات متحدة تحمل برامج سياسية واضحة، وتعمل على إسقاط هذا النظام وتحقيق الاشتراكية والمساواة والعدالة الاجتماعية.