التيار الديمقراطي التقدمي يهنئ الطبقة العاملة في عيدها


فهمي الكتوت
2018 / 4 / 30 - 14:49     

تحتفل الطبقة العاملة الأردنية في الأول من أيار تحت شعار "ارفعوا ايديكم عن أموال العمال" ففي الوقت الذي يعاني الشعب الأردني عامة والعمال خاصة؛ من ظروف بائسة ناجمة عن سياسة الافقار والتجويع وفرض الحزم الضريبية المتحيزة ضد ذوي الدخل المحدود، وارتفاع معدلات البطالة بشكل غير مسبوق، وازدياد اعداد المسحوقين والمهمشين والمعذبين في الأرض، غدا شبح البطالة يهدد المزيد من العمال بسبب تفاقم الازمة المالية والاقتصادية، وهروب رأس المال خارج البلاد بحثا عن فرص للاستثمار، وتمدد مساحات الفقر لتلف معظم سكان البلاد. تتعرض مدخرات الاردنيين في صندوق الضمان الاجتماعي للاستنزاف والسطو على ما تبقى منها بعد فتوى ديوان التشريع والرأي حول؛ "صلاحية صندوق الاستثمار في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي بالتصرف بأموال الصندوق دون موافقة او مصادقة من مجلس إدارة المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي".

ان أوساط واسعة من المشتركين في الضمان الاجتماعي من عمال وموظفين قلقون بشدة من توسيع صلاحيات إدارة الصندوق، بسبب فتوى ديوان التشريع والرأي؛ التي تطلق يد السلطة التنفيذية في استنزاف ما تبقى من ادخار للأجيال بمشاريع متعثرة وقروض حكومية غير امنه. امعانا في السياسات الرسمية بتشديد القبضة على أموال الضمان، غير ابهة بمصير العمال واسرهم الذين كرسوا حياتهم في خدمة الوطن، وادخروا أموالهم لحماية شيخوختهم، وليس للعبث بها من قبل تلاميذ الليبرالية الجديدة، لينهوا خدماتهم خاليين الوفاض، بعد تبديد مدخراتهم بمشاريع فاشلة او احتجازها بقروض غير قابلة للوفاء، ومنهم من قضى نحبه على رأس عمله في معمل او منجم او محجر غير متيَقِنٌ على مصير اطفاله.

فأن استثمارات وعائدات صندوق الضمان ليست مطمئنة… ويكفي الإشارة الى ما ورد في الدراسة الاكتوارية الثامنة الصادرة في عام 2015 عن الفترة الزمنية الممتدة لثلاث سنوات وتنتهي في 2018، للكشف عن مدى الاستهتار بأموال الشعب والتي تفضح فشل سياسات الاستثمار وبلا مواربة، حين تؤكد ان عائدات الصندوق اقل من 12% من المتوقع، فقد سجل معدل العائد للصندوق 0.6% سنويا خلال الفترة 2011- 2013.& وان متوسط عائدات صندوق الاستثمار منذ تأسيسه عام 2003 لا يزيد عن 1.5% وهي نسبة متدنية جدا تثير الكثير من علامات الاستفهام، وان نحو نصف أموال الصندوق 4.6مليار دينار تحولت الى سندات وقروض حكومية غير قابلة للسداد.

ان التيار الديمقراطي التقدمي اذ يهنئ الطبقة العاملة الأردنية بعيدها فانه على ثقة بأن وحدتها وتضامنها وتنظيمها نقابيا وسياسيا سيمكنها من الحفاظ على مكتسباتها وانتزاع حقوقها المشروعة والانخراط في التصدي للنهج السياسي الذي أضعف البلاد وإدخلها في في دوامة الأزمة. تحية للطبقة العاملة الأردنية والفلسطينية والعربية عامة في نضالها من اجل الاستقلال الوطني والتحرر من التبعية والاستغلال، وتحية للطبقة العاملة العالمية في نضالها الاممي نحو عالم جديد تسود فيه قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.