إنتكاس ثورة أكتوبر الإشتراكية


فؤاد النمري
2022 / 10 / 29 - 11:18     

إنتكاس ثورة أكتوبر الإشتراكية
2018 / 4 / 17
نقول إنتكاس الثورة لأن الثورة الشيوعية اللينينية ككل الثورات الإجتماعية غير قابلة للإلغاء طالما أنها حكم التاريخ خلافاً لما يدعي الأعداء والمفلسون سياسياً حيث أن أحكام التاريخ غير قابلة للإلغاء . ذلك ما أكده لينين في خطابه يفتتح تأسيس الأمميىة الشيوعية في 6 مارس آذار 1919 حين قال .. " نجاح الثورة الشيوعية في العالم بات مضموناً " . نحن البلاشفة نرى في وقائع التاريخ منذ ثورة أكتوبر وحتى اليوم أن لينين ليس هو ماركس عصر الإمبريالية وحسب كما وصفه البلشفي الأعظم بوسف ستالين بل هو أيضاً ماركس عصر الإشتراكية تبعاً لتطور الثورة الإشتراكية بقيادة رفيق لينين وتلميذة الأمين القائد الأعظم يوسف ستالين .
نحن الشيوعيين البلاشفة نواجه العامة اليوم يؤمنون إيمانا حسيّاً وبالمشاهدة أن التاريخ حكم حكما قاطعاً قضى بإلغاء الثورة الإشتراكية البولشفية وكأنها لم تكن ؛ البلاشفة لا يستطيعون مطالبة العامة تبرير إيمانهم الحسي خاصة وأن الشيوعيين الذين عرف العامة الشيوعية منهم يؤمنون أن الثورة البلشفية باءت بالفشل التام وكأنها لم تكن، ولذلك هم يستعدون اليوم لاكتشاف آفاق جديدة تفضي إلى الإشتراكية ويرون في الديموقراطية البورجوازية الأفق الأرحب الموصل إلى العدالة الإجتاعية شبيهة الإشتراكية(!!) .
لكن كيف يمكن لأحزاب إدّعت يوماً إمتلاكها النظرية العلمية في علم السياسة وفي التطور الإجتماعي تبني لنفسها برنامجا سياسياً جديداً مختلفاً بناءً على افتراض، مجرد افتراض، لم تجرِ محاكمته حتى ولا من قبل أية جهة شيوعية أم غير شيوعية !؟ لا يجوز تأهيل البرامج الجديدة لهذه الأحزاب التي ما زالت تدعي الشيوعية قبل محاكمة فرضية فشل ثورة أكتوير اتلبلشفية .

من أجل محاكمة ثورة أكتوير البلشفية محاكمة علمية وموضوعية لا بد من الإشارة إلى الحقائق التالية ..

(1) في مارس آذار 1918 رفضت البورجوازية الروسية أن يقود البلاشفة ثورتها فأعلنت الحرب على البلاشفة وشكلت تحالفاً عريضاً ضم كل أطياف البورجوازية وفلول الإقطاعيين والقيصرية نادى بإبادة البلاشفة . قاد البلاشفة البروليتاريا الروسية للدفاع عن أنفسهم وانضم إليهم الفلاحون الفقراء وقاربت الحرب على الإنتهاء بانتصار البلاشفة في مارس آذار 1919 حيت صرح لينين يقول .. " لقد برهنت البروليتاريا الروسية على أنها أقوى من البروليتاريا في إنجلترا وفي ألمانيا " حيث كان ماركس يتوقع أن تبدأ الثورة الشيوعية فيهما . ما لا مندوحة عن الإقرار به هو أن البروليتاريا الروسية كانت أقوى الطبقات في المجتمع الروسي قبل نهاية العقد الثاني من القرن العشرين .
(2) قبل أن تضع الحرب الأهلية أوزارها في العام 1919 أرسلت أربع عشرة دولة إمبريالية وتابعة تسعة عشر جيشا إلى روسيا بهدف "خنق البلشفية في مهدها" كما أعلن وزير الحرب البريطاني ونستون تشيرتشل آنذاك الذي أرسل ثلاثة جيوش حتى قاربت مالية بريطانيا على الإفلاس مما اضطر مجلس العموم أن يطرد تشيرتشل من الوزارة . استطاعت قوى الثورة البلشفية في روسيا أن تلحق هزيمة مذلة بمجموعة الدول الرأسمالية الإمبريالية في العالم وهو ما أرغم هذه الدول أن تخفف من وطأة الإمبريالية على الشعوب كيما تكون مقاومة الشيوعية أولى أولوياتها .
(3) الحرب العالمية الثانية جسدت مؤامرة كبرى على الاتحاد السوفياتي . الفاشية في إيطاليا والنازية في ألمانيا كانتا ربيبتي المخابرات الإنجليزية (MI6) الوالغة في التآمر والإنحطاط . وتم افتضاح هذه المؤامرة في مؤتمر ميونخ 1938 حيث قدم رئيس وزراء بريطانيا تشيمبرلن والرئيس الفرنسي دالادييه جوائز ترضية أو دفعة على الحساب لشريكيهما هتلر وموسوليني فكان من نصيب هتلر النمسا وبلاد السوديت من تشيكوسلوفاكيا ونصيب موسوليني الحبشة والقرن الأفريقي أما باقي الحساب فهو الانحاد السوفياتي بأكمله . تلك المؤامرة الكبرى المفضوخة أرغمت الإتحاد السوفياتي لأن يشتري سنتين من الحياة السلمية من هتلر مقابل سكوت الاتحاد السوفياتي على احتلال هتلر لبولندا . ما جرّ الاتحاد السوفياتي إلى قبول هذا المأزق وعقد اتفاقية عدم اعتداء (مولوتوف – روبنتروب) في 23 أوغست/آب 1939 ، بالرغم من أن احتلال هتلر لبولندا كان توطئة مكشوفة للحرب على الاتحاد السوفياتي، هو تشتيت التحالف غير المقدس الإمبريالي النازي الفاشي حيث كانت بريطانيا وفرنسا منعهدتين بالحفاظ على استقلال بولندا وفعلا حال احتلال بولندا أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا غير أنها كانت حرباً كلامية كاذبة .
استكمالاً للإستعدادات لغزو الاتحاد السوفياتي قام هتلر مسبقاً باحتلال كامل القارة الأوروبية وتوظيف كامل مقدراتها المادية والبشرية في الحرب على الإتحاد السوفياتي .
المأثرة التاريخية الأعظم التي حققتها الشعوب السوفياتية بقيادة القائد التاريخي للبروليتاريا يوسف ستالين تتجاوز كل المعايير التي يمكن أن تدعيها العلوم العسكرية، كما يعجز أبرع أساتذة العلوم العسكرية عن تفسير هئوليتها فكان أن استقر تفسيرهم على أن الإشتراكية هي وحدها السبب في تحقيق مثل ذلك الإنتصار الفريد على النازية . بعض الأرقام القليلة المتوفرة تشير إلى هئولية تلك المأثرة التاريخية العظيمة . يكفي أن يعلم المرء أن الاتحاد السوفياتي احتل برلين وجيشه العامل يعد 6.5 مليون جندياً بعد أن خسر 9 ملايين جندياً و 15 مليون مدنياً، وخسر في الحرب 106400 طائرة و 83500 دبابة . أي مجتمع يمكن أن ينتج مثل هذه الأرقام الفلكية !!؟

الآن وبعد كل هذا الإستعراض الواقعي لجبروت قوى الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي تقوم دعوى افتراض فشل ثورة أكتوير الإشتراكية أمراً لا مناص من مواجهته والرضوخ إلى حكم التاريخ أياً كان هذا الحكم بخصوص مصير ثورة البلاشفة الإشتراكية وإلا فإن أية دعاوى لا تستند إلى حكم التاريخ إنما هي الزبد الذي يذهب جفاءً .
الإستعراض التاريخي لجبروت قوى الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي حكى لنا أن تلك القوى كانت أقوى من البورجوازية والاقطاع ومن قوى الرأسمالية العالمية مجتمعة ومن قوى النازية والفاشية في أوروبا، فما هي طبيعة تلك القوى إذاً التي تغلبت أخيراً على قوى الاشتراكية الجبارة في الاتحاد السوفياتي !؟
أنا أعلم مسبقاً أن زعماء الأحزاب "الشيوعية" سيتجاهلون مثل هذه المحاكمة الفيصلية لأنهم متأكدون أن محكمة التاريخ ستكشف زيف زعامتهم وبطلان سياساتهم لكن الشيوعيين الحقيقيين وكما كان ديدنهم دائما لن يتنازلوا عن الماركسية اللينينية