!!!هل قبلت حماس بالبرنامج المرحلي ؟؟


حافظ عليوي
2006 / 3 / 14 - 11:18     

هل حماس ستعدل ميثاقها المتمثل ببرنامجها الوهمي الذي يدعو لتصفية اسرائيل ، وفرض منظورها الاسلامي الخاص على كل فلسطين من النهر للبحر ؟!! ، ام انها ستتعامل مع الواقع الذي نشأ عن الاتفاقيات ، بين السلطة ودولة الاحتلال ؟؟!! ، هل ستطرح الكفاح المسلح كبديل ؟ مع ماذا هي ؟ ما هي خطتها العملية ؟ هل من الممكن تشكيل حكومة على اساس سلبي دون اطلاق مبادرة سياسية ايجابية ، تتماشى مع المستجدات السياسية الجديدة ؟
فلقد أعلنت حماس يوم 14-1-2005، البرنامج الانتخابي لقائمتها التي تخوض به الانتخابات التشريعية ، التي اجريت في 25-1 من هذا العام . ولقد خلا البرنامج من الدعوة الصريحة " لتدمير إسرائيل " ، هل هذا تناقضا مع ميثاق الحركة ؟ أم أغفلته عن قصد لترك الباب مفتوحا أمام أمكانية تعديل ميثاقها ؟
ووضعت حماس في برنامجها الانتخابي ، وقد بدا فيه ضمنا أنها تعزز التزامها بالعمل حاليا على الاكتفاء باستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 ، لإقامة دولة عاصمتها القدس، لكن ميثاق حماس الصادر في عام 1988يدعو إلى تدمير إسرائيل ، والعمل على إنهاء وجودها ، وعدم الاعتراف بها وإقامة الدولة الفلسطينية " من البحر للنهر " ( من البحر المتوسط لنهر الأردن ) . لكنه اكتفى بالإشارة إلى " دحر الاحتلال "، أليس هذا تباينا واضحا بين ميثاق الحركة وبرنامجها ؟؟!! ، أليس هذا اعتراف ضمني بالبرنامج المرحلي ، الذي قدمته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في العام 1974 ؟؟!! . فلقد تسائل الناطق الاعلامي باسم حركة حماس اليوم 13-3-2006 في جامعة النجاح الوطنية اثر ندوة حوارية : " هل من احد عاقل يرفض البرنامج المرحلي ، بدولة فلسطينية كاملة السيادة على اراضي ال 67 وعاصمتها القدس " ؟؟!! أليس هذا اعترافا صريحا وشفويا بالإعتراف بالبرنامج المرحلي ؟؟ ، اذن لماذا ضياع ما يزيد عن خمسة عشرة عاما من دون حلول ، ولطالما مؤمنون بالبرنامج المرحلي ،لماذا رفضتم حكومة الائتلاف الوطني التي شاركت بها الفصائل العشر ردا على تشكيل الحكومة اليمينية الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتاياهو؟؟ .
وجاء في نص البرنامج الانتخابي لحماس أن "شعبنا الفلسطيني ما زال يعيش مرحلة التحرر الوطني، وله الحق في العمل لاسترداد حقوقه وإنهاء الاحتلال باستخدام كافة الوسائل بما في ذلك المقاومة المسلحة. وعلينا تسخير كل طاقاتنا لدعم صمود شعبنا، وتوفير كافة الإمكانات لدحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
أليس من حق الجميع ان يتسائل أي دولة تريد حماس ؟ دولة ال 48 ام دولة ال 67 ؟ دولة الكنتونات ام دولة الجدار ؟
مع ماذا هي ؟ وماهي خطتها العملية ؟ فمن الغريب ان يطرح في برنامج حكومة حماس مسائلتان :
* في حال اعترفت دولة اسرائيل بشعبنا وحقوقه الوطنية والتزمت باحترامها وقدمت عرضا جادا بتنفيذها وبضمانات الانسحاب الشامل من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، فإنه يمكن حينها النظر في آلية المفاوضات !!!.
يعود هنا برنامج الحكومة ليؤكد ما ورد في برنامج قائمة الحركة للانتخابات ، بدولة ال 67 ويعود ليثب بأن الاعتراف باسرائيل ليس مشروطا لأن يكون شفويا !!
أليست " دولة اسرائيل " حسب تلك البرامج ؛ هي كيان صهيوني حسب ميثاق الحركة ؟!

* تتعامل الحكومة مع الواقع الذي نشأ عن الاتفاقيات السابقة بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال ومن حق الحكومة إعادة النظر اعتماداً على احترام القانون الدولي، وإعمالاً لنصوصه بما يحمي حقوق ومصالح شعبنا الفلسطيني !!!.
فلماذا رفضكم لمنظمة التحرير وبرنامجها ؟ أليس حسب المادة الثالثة عشرة من الميثاق الحمساوي والتي تنص : تتعارض المبادرات ، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية !! أم أن مقولة " البندقية المسيسة هي القابلة القانونية لولادة التاريخ " ؟.
اذن الحديث سابقا عن تدمير ، وانهاء اسرائيل طوال هذه الأعوام هو مجرد خداع للشعب وترديد شعارات كذابة .

يسعدني جدا هذا التحول ، او هذا الالتقاء مع الآخرين رغم الاختلاف بالمسميات ، وما اطلقت عليه حركة حماس " بالحل السلمي المرحلي " للفصل ما بين برنامج الحكومة وبرنامج الحركة ولكن أليس ألا يتعارض مع الميثاق ؟!.

الطريق الوحيد امام حماس، اذا ارادت تحقيق ارادة الشعب، هو الرد على السياسة الاسرائيلية الاحادية الجانب، بسياسة مماثلة. الانسحابات الاحادية الجانب التي اعتمدتها اسرائيل هي تعبير سياسي عن نقض اتفاق اوسلو. ويتيح هذا لحماس اطلاق مبادرة مماثلة اساسها إلغاء الاتفاقات المبرمة مع اسرائيل، لاجحافها بحقوق الشعب الفلسطيني. وفي نفس الوقت على حماس اعلان استعدادها للتفاوض مع اسرائيل حالا، على اساس مبدأ دولتين لشعبين والسيادة الكاملة للفلسطينيين على المناطق المحتلة في الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة، مما يعني الانسحاب الاسرائيلي الكامل لحدود 1967 وتفكيك المستوطنات.
موقف مبدئي واقعي كهذا سيزعزع الاجماع الدولي حول اسرائيل، ويزيد الانقسام بين اوروبا وامريكا المنحازة تماما لاسرائيل. كما سيسحب البساط من تحت جدار الفصل العنصري، ويفتح المجال لدخول المساعدات المادية للشعب الفلسطيني .
ليس من شأن الموقف الرفضوي الاستجابة لطموح الشعب، وانما يمنح اسرائيل كل المبررات لمواصلة سياستها الاحادية الجانب العدوانية. موقف حماس المعارض، وسياسة اولمارت الاستيطانية، يقودان الى كارثة ومزيد من الفوضى التي سيخرج الجميع خاسرا منها. الشعب الفلسطيني هو ضحية لسلطة فاسدة وافقت على اتفاق مجحف، وهو ضحية ايضا لمعارضة تعجز عن الخروج من دائرة الرفض حتى بعدما صارت في الحكومة .