الشيوعيون العراقيون و -الشين فين- الإيرلنديون


ضياء حميو
2018 / 4 / 6 - 19:43     

(الشيوعيون العراقيون و "الشين فين" الإيرلنديون)

إن الإدانة والممانعة والتردد لتحالف "سائرون" في الإنتخابات العراقية القادمة، من قبل شيوعيين وعلمانيين مناصرين للحزب، وعلى نبل الدافع لهذا!؛ إلا أنه يبقى فعل عاطفي، أكثر منه إستقراء سياسي يمليه الواقع المرير للعراق وللحزب الشيوعي بآن واحد!.

هذا الفعل العاطفي يذكّرنا بالموقف الذي يمر به الآن النواب السبعة "لإيرلندا الشمالية" -الشين فين-، فهم أمام التزام اخلاقي بعدم الإدلاء بقسم الولاء لملكة بريطانيا منذ 1917, وبالتالي بلا هذا القسم لا يحق لهم التصويت في البرلمان البريطاني، ولكنهم لو تجاوزوا هذا القسم الشكلي، فيمكنهم أن يزيحوا حكومة "تيريزا ماي" المحافظة وحلفاء اليمين معها، ويرجّحوا بلا أدنى شك تولي الزعيم العمالي "جيرمي كوربين"، المتعاطف مع الوحدويين الإيرلنديين، وبما يغير سياسة بريطانيا كاملة حتى بخصوص "البريكست" الذي أخرج بريطانيا من الإتحاد الأوربي، والذي صوّ ت الشماليون ضدّه.

الأسئلة الاستنكارية كثيرة، في تحالف الشيوعيين العراقيين مع "الصدريين!"؛

كيف يتحالف "الماركسيون" مع دينيين؟.

أليس الصدريون مسؤولين عما وصل إليه العراق من خراب بسياسييهم داخل قبة البرلمان ووزرائهم الفاسدين؟

إسئلة مشروعة تماما...!.


ولكن ما المطلوب من الحزب الشيوعي العراقي؟

أن يشارك منفردا تحت رحمة قانون انتخابات -سانت ليغو- ؟وهو قانون صاغه الأقوياء ليستمروا.

حينها خسارته مضمونة، كما حدث سابقا، وستذهب أصوات ناخبيه - تعويضيا - للفاسدين الكبار!.

هل يمتنع عن المشاركة؛ ليستمر الحال كما كان؟،

وهذا تماما ما يرغبه ويتمناه الفاسدون الكبار.

لماذا الصدريون دون غيرهم من القوائم الكبيرة وما المشترك معهم؟.

هل تتذكرون كيف كان زخم المظاهرات التي بدأها المدنيون ومحركهم الأساس الشيوعيون، ومن ثم كيف تصاعد هذا الزخم؟.


ألم يؤثر المدنيون ومن خلفهم الشيوعيين بتوجّهات الصدريين وصولا إلى تبنيهم شعار الدولة المدنية؟.

قد تقولون: أن الصدريين رغم جموعهم المليونية يأتمرون بمزاج شخص واحد هو "مقتدى الصدر"، ومزاجه قد ينقلب 180 درجة بأي لحظة.

حسنا.. هذا ممكن، ولكنه تحالف إنتخابي، الرابح -عددياً- الأساس منه هم الشيوعيون في ظل قانون "سانت ليغو".


على ضوء تسلسل القوائم التي نُشرت ْ، عن بغداد وبابل والناصرية والبصرة، -لم نتوصل بباقي المحافظات-، فاحتمال كَبِير أن يحصل الشيوعيون على مقعدين من بغداد، ومقعد لكل محافظة من الثلاث، أي خمسة مقاعد. أما إذا صوتتْ للحزب جماهيره التي صوتت له في الانتخابات المنصرمة، زائدا المحافظات الأخرى و"كوتا" النساء والأقليات أيضا، فقد يصل عدد المقاعد إلى عشرة.

فالنتخيل تأثير عشرة مقاعد في البرلمان، هذا بافتراض أن تحالف الحزب مع الصدريين لن يُكتب له النجاح بعد الإنتخابات.. أما إذا كُتب له النجاح، فسنكون أمام كتلة كبيرة تناهز مقاعدها 30-35 مقعد، ستؤثر بجلّ القرارات المستقبلية.

أتفق تماما من أنه :لا فائدة من عدد المقاعد، إذا كان شاغلوها، شبه صامتين، وأحيانا مذعنين، تحت شتى الذرائع.

ولكن، لا بد من فعل المشاركة والتصويت لمرشحي الحزب الشيوعي العراقي بحماس وكثافة من جماهيره وجماهير اليسار الأخرى المختلفه معه، إذ أن أي ضعف أو قوة للحزب الشيوعي العراقي سينعكس سلباً وإيجابا على كل جماهير اليسار العراقي بوجه الخصوص، وعلى الحركة العلمانية على وجه العموم، مع أمنية أن يكن نوابه القادمون شرسين بكل معنى الكلمة..

شراسة الماركسيين الأوائل واستماتتهم بالدفاع عن حقوق الكادحين ومناصريهم.

رفاقي...منْ الأفضل للبلد برأيكم ؟

أن يمتنع الحزب عن المشاركة؟، أم يشترك وحده ويخسر ومن ثم يعود للمظاهرات وحده؟.

أتعلمون أنه لولا دخول الصدريين للمظاهرات لتم اغتيال وتصفية كل نشطائها المدنيين من قبل الأحزاب المتحكّمة!.

بدأوا بالشهيد "هادي المهدي" وماكان لهم أن يتوقفوا.

لهذا أعلاه نقول: رفقا بأنفسكم وبالحزب الشيوعي العراقي.

وتظل الأمنية البعيدة المدى: جبهة يسارية عراقية موحدة، تضم جميع اليساريين العراقيين بدون إقصاء أو تسلُّط.