ما يكتبه الأغبياء.!


رداد السلامي
2018 / 3 / 30 - 12:53     

لا أدري أنا غالبا أتوهم ، الله أعلم ماناش داري غالباً ينبغي على المرء أن يكون غبياً، الفهم معاناة ولن يزيد من كون الانسان عرضةً للتعب النفسي ، لكن ألسنا مطالبين إسلاميا أن نفهم ؟بلى ، ولكن الفهم في مجتمع ماذا؟ لا أدري أنا غبي تنعدم لديَّ القدرة على التوصيف أحياناً .!
الغباء نعمة عظيمة لأنه يقتل لديك موهبة الإحساس بذاتك يبقيك في دائرة الغفلة المريحة كلما كنت أكثر فهمًا وذكاءً كنت أقدر على الحياة بحس يقظ ، لكن الغباء يصنع منك فيلاً كاسراً يجعل منك ضبعاً شرهاً ، يمكنك من العيش في أقسى ظروف الحياة التي يصنعها الأغنياء الذين يمتلكون الأدوات اللازمة للبقاء في حالة ذكاء مستمر ، الفقر لا يصنع الأذكياء غالباً لأنه يغيب العقل ، يقتل موهبة الفهم وإذا حدث أن استطاع فقير أن يصبح ذكياً فإنه بالتأكيد سيعاني كثيرا لأن الذكاء مع الفقر شقاءً مضاعفاً، إنه يضاعف لدى الانسان موهبة الإحساس بالذات ، وبالتالي حين يناضل من أجل تأكيد ذاته ورفعها إلى مستوى أفضل مما هو عليه ستواجهه آلة الذكاء التي استطاع الأغنياء شراءها بأموالهم هههههه يا لي من غبي تافه .!
عِش غبياً، لا ينبغي أن تفكر بالذكاء والفهم ،تبعات هذا التفكير مؤلمة لك إنها تجعلك مريض فاقد للتوازن كما أنها ترفع لديك معدل حياة الضمير الحي، وذوي الضمائر الحية تستنزفهم عواطفهم ذلك أن العقل يؤكد لهم باستمرار أهمية أن يتعاطفوا مع الذين يستحقون التعاطف كما أن ضميرك الحي يستنزف رصيدك المادي ولذلك فالأغنياء استطاعوا رغم امتلاكهم آلة الذكاء أن يراكموا أموالهم ، استطاعوا قهر عقولهم كي لا تفصح لهم عن حقيقة أن البذل واجب عقلاني تمليه طبيعة إيمان المرء بأن هناك حياة باقية تستحق أن يعطي الانسان من يستحقون العطاء من أجلها ، وكلما كان لديك يقين بالآخرة كان ضميرك حي جداً إن نسبة حياة الضمير وقوة التعقل مرتفعة لدى المؤمنون حقاً ومنعدمة لدى الأغنياء إلا ما ندر وهي أقل لدى الفقراء بسبب ماذا بسبب غباءك يا رداد السلامي .
الاغبياء لديهم موهبة النوم بشكل افضل ما إن يضع راْسه على وسادته حتى ينام إنه لا يستدعي ذاكرته ولا يقوم بربط الأحداث والكلمات والمواقف وما يبدو مصادفات في حركة الحياة ليقرأ منها شيئا ، لا يفكر بالمآلات الدنيوية والدينية كما أنهم يستطيعون الأكل بشكل جيد شهيتهم منفتحة جداً ومعدل صحتهم كبير وأجسادهم أشبه بالفِيَلَة حتى وإن كانت لديهم تخصصات علمية فإنهم أقل وعياً بالحياة والنَّاس اقل حساسية تجاه الكرامة الانسانية تخصصاتهم أشعرتهم بالذكاء الغير إنساني إنهم يعتمدون على آلات الذكاء الصناعية وليس على عقولهم الانسانية صحيح أن العقل صنع الآلة لكنه صنع ما تفوق عليه وحوله إلى روح جامدة وضمير ميت وذكاء سلبي سلبه الكثير من مقومات انسانيته ان الآلة هي من تقود الانسان وتصنعه في الحقيقة وهذا هو واقعنا الْيَوْمَ ، لهذا سأعيش غبياً أريد أن أستعيد قدرتي على الحياة بشكل طبيعي بعيد عن عقلي ومشاعري ووخز ضميري، أريد أن أكون فهدا يجيد الصيد دون تفكير بالمستقبل ثم يأكل وجبته وينام على غصن شجرة كبير مرتفعة تُمارس خيلاءها على الكائنات الحية الاخرى في الغابة .
لكن أليس هذا منافيا لتعاليم الدين التي أوصت باهمية العقل والتلازم بينه وبين العاطفة إن هذا ما يجعلك إنسانا، إن إحساسك بكرامتك مثلا مسألة إنسانية علمية وليس كما تزعم الفلسفة المادية الغربية والماركسية أن الكرامة مسالة غير علمية .
ولماذا عليك أن تلتزم بذلك لقد اكتشفت بالتجربة والخبرة أن المتدينين اكثر أنانية إن سوء فهمهم للدين ومقاصده ومعانية حولهم إلى كائنات قاسية أنانية المادة هي الأساس ، صلواتهم لا تصل بهم الى مستويات أفضل في العقل والمشاعر والسلوك أيديهم كزة وشحيحة ويتبعون عطاياهم القليلة غالباً بالمن والأذى لإقناع أنفسهم أنهم أنفقوا ،كما أنهم ليس بين ذلك قواما ، غالبا يجدون في فهمهم المغلوط للدين ما يبرر سلوكهم هذا ، إن فهم الدين بشكل صحيح يشكل الانسان بطريقة متفوقة ويمكنه من صنع حياة تهدف إلى رفع حياة الجميع بشكل أفضل ولهذا انظر كيف أن مستوى حياتنا متدنٍ جداً حتى الذين يملكون المال مستوى حياتهم متدن رغم مظاهر الترف لان التدني كامن في العقل والضمير وضحالة الإيمان واليقين في القلب يا لك من غبي يا رداد .!
يفترض أنه كلما زاد تدين الانسان قلت أنانيته وأصبح اليقين بالآخرة هو علاج النفس في مواجهة أنانية الذات وشُحَّها هذا لا يعني أن يترك الانسان الدنيا ويتخلى عن فكرة إعمارها وينعزل عن مواجهة الباطل فيها ذلك ان فكرة إعمار الارض هي ركيزة أساسية في الاسلام ومنطقه وإلا تحول الدين وفق منطق التخلي عن إعمار الدنيا إلى إداة تعطيل وهذا ليس منطق أراده الله بل أراد أن يبني الانسان الدنيا في تطلع دائم يهدف إلى تحقيق الغاية من خلقه واستخلافه فيها وأصبح الانسان بهذا الفهم قادر على تحقيق قيم دينه واقعا وبهذا يتمكن الناس من التعاون على البر والتقوى ومواجهة الاثم والعدوان والنهي عنهما ، وكلما قلت دائرة الفقر والضعف العام للأمة وزاد منسوب قوتها وبذلك تحقق العدالة فكلما كانت الأمة قوية كانت أكثر عدلاً وقدرة على فرض منطق العدالة الذي أراده الله عز وجل وحققت توازناً عالمياً وضبطت إيقاع حركة العالم وعلاقاته وفق منهج هذا الدين وتمركزت بشكل فعَّال وتحققت خيريتها التي ينعم بعدالتها وقيمها الناس جميعا ..