|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
رداً على الفيلسوف مراد وهبة (استدعاء الماضي غمة يجب الخلاص منها)
تحاول التيارات والمدارس الفلسفية التنويرية في العالم العربي مواجهة ظاهرة الارهاب والاصولية الدينية بطرائق ووسائل شتى. إن كل جهد يُبذل يصب في تأسيس وترسيخ فكر مدني علماني في البنية الاجتماعية الموجه لها الخطاب مدركة بشكل نسبي ماهيته، لكن من أساسيات لغة الحوار والتفاهم المدني فسح المجال للآخر المختلف كي يدلو بدلوه، فلا يمكن ان احلل شيئاً لنفسي واحرمه على الاخرين!!! فحينما يحاول المدني محاكاة بعض لحظات الماضي التنويرية في سبيل تطويعها للحاضر وعلى سبيل المثال (ابن رشد)، فمن غير الممكن تحريم تطويع الآخر ومحاكاة (ابن تيمية). اذا سمحت لنفسك استدعاء ابن رشد فلا تعترض على غيرك في استدعاء ابن تيمية، فالانسان حر في تفكيره واختياراته التي يمليها عليه عقله، لذا اجد ضرورة طرح وليس فرض فكرة القطيعة مع الماضي حتى لا يواجهنا هذا المطب، والبدء من واقعنا الراهن في حيثياته، فأذا افترضنا اننا في العالم العربي والاسلامي نعيش في القرن الثاني عشر وهي فترة اضطهاد ابن رشد او القرن الثالث عشر فترة تحكم ابن تيمية مثلما يقول الفيلسوف (مراد وهبة) يا ترى هل كانت وسائل التواصل الاجتماعي بين شعوب العالم موجودة آنذاك؟ والتطور العلمي التكنولوجي الذي نستخدمه في حياتنا اليومية والسفر السريع الى مختلف بقاع الارض متعرفين على ثقافات الشعوب ونزعاتهم الفكرية والاجتماعية موجودة في ذلك العصر حتى ينطبق علينا هذا الوصف؟ وايضاً المورد الاقتصادي الذي ينعكس بدوره على الطبيعة الاجتماعية للفرد مما يؤسس لانتاج فكراً متماهياً مع واقعه هل لا زال هو نفسه في العصرين المذكورين؟ قطعاً لا حسب اعتقادي وغيرها الكثير من الاختلافات، بتصوري ان اي فكر فلسفيّ يُنتج يجب ان يكون متبلوراً عن فكرٍ سياسي واقتصادي واجتماعي ونفسي وثقافي، وجميع هذه المناحي مختلفة جوهرياً عن القرنين اللتان يحيلنا اليهنّ الدكتور وهبة، لذلك اعتقد إن على المشتغلين في الحقل الفلسفي انهاء الارتباط بالماضي جذرياً مهما كانت قداسته، والبدء من تصوراتهم لوقتنا الراهن مبتعدين عن حجة التأسيس والتجذير الفكري، لانها لم تُجدِ نفعاً في اي مشروع اصلاحي عقلاني حاول معالجة مشاكلنا الحياتية في تاريخنا المعاصر.
|
|