عيد السلام والنهوض والتمدن


بدر الدين شنن
2018 / 3 / 7 - 12:55     

قي يوم المرأة العالمي ( 8 آذار ) المسمى بحق عيداً .. لأنه البوم الوحيد في العام ، الذي تتذكر فيه القوى التقدمية الدولية .. حقوق المرأة ، والواجبات إزاءها . وهو اليوم الذي تتحرك فيه العالمية في الموقف .. من مسألة تاريخية عادلة .. وتتحرك معها عالمية السياسة . وعالمية النضال الإنساني المشرف الواسع . د

وبكلمة .. تتحرك .. متململة أزمة .. وأزمنة اليسار الدولي والحاجة الملحة إليه . .. دعماً للمرأة وحقوقها .. التي تتمثل إنسانية وعالمية الحقوق الحضارية كلها .
وحسب الترديات الدولية منذ ربع قرن ونيف .. لبس من حاجة .. بعد كل هذا القتل والتدمير الهمجي ، والتشريد البربري والإفقار .. للدخول في تفاصيل الاضطهاد والآلام لتي تتعرض لها المرأة الآن على امتداد العالم كله .
إذ أن العالم بعد خسارة دولة ونظام السوفييت ، صار معرضاً للاضطهاد والآلام بغير مكان محدد وحسب . وقد تعرضت شعوب بلداننا العربية ، في هذه المرحلة ، لأسوأ أشكال الاضطهاد .. وهي الحرب .. والإرهاب .. والإفقار .. واستمرار التجزئة وتفاقمها أكثر.. وتواصل التخلف بكل أشكاله وأنواعه الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدينية

وفي هذا المناخ الرديء فقدت المرأة السورية في حرب قذرة لا علاقة للقيم فيها ، ملايين القتلى والشهداء والمشوهين والمشردين في الداخل والخارج .. ونتيجة لذلك .. فقدت أيضاً ثقتها بالحاضر ، والمستقبل المنظور ، والحلم . ومن مظاهر الرداءة السائدة في عالمنا .. وضعت الطروحات السياسية ، والاجتماعية ، والحقوقية ، الحافظة ، أو المحرضة لنيل حقوق المرأة ، وضعت وراء الظهر . وطرحت عوضاً عنها قضابا أخرى أقل أهمية بكثير ، مثل " التحرش الجنسي " وما شابه . .

كل ذلك بسبب انهيار القوى السياسية التفدمية .. وفي مقدمها البسار الماركسي والقومي التحرري ، بعد انيار الاتحاد السوفياتي . ما يعني أن المهام الرئيسية في عيد المر-اة لعام ( 2018 ) هي إحياء السياسة التقدمية في المجتمع ، وخاصة في صفوف المرأة . لتلعب دوراً بناء في إحياء القوى السياسية ، التي تتبنى قضابا المرأة ، وتؤمن بحقوقها ، وجدارتها ، بالحرية ، والمساواة ، والكرامة ، وخاصة في الأحزاب التي تنزع إلى إحياء مشاريع نهضوية قوية . والشغل قي الأمم المتحدة ، ومنظمات دولية لحقوق الإنسان ، وغيرها في هذا المجال .

التحية .. والإكبار للمرأة السورية المقاتلة .. والصامدة .. بوجه الإرهاب ، والتخلف والتجزئة القومية .. وللمرأة الكردية في ظروفها الحربية المصيرية الآنية خاصة .
ولاغلو بالقول أن مسؤولية النهوض بالرأة .. تقع على القوى القومية والتحررية والتقدمية الدمقراطية ، والبسارية الجديدة والمخضرمة ، التي في مثل هذه المواكب ،

وفي الظروف التي نمر بها يقاتل بعضها من أجل الخلاص من مستنقعات ، الاستبداد ، والتخلف .. وذلك بإحياء الوحدة الوطنية ، والوحدة القومية ،وخاصة قوى اليسار التي تسيتطيع أن تبرهن ، في مثل هذه المواكب النضالية عن وجودها .. وعن الآفاق الواعدة التي تعمل من أجلها
إن الظروف الرديئة التي نمر بها .. حيث انعكست فيها أو كادت مفاهيم حفوق الحرب والقتل . وانتشرت الحروب في مناطق عدة في العالم ..أخطرها هي حرب الإرهاب الدولي .. وعدوانيات الاتحاد الأميركي الدولي في الشرق الأدنى ,, وتكرار واقع التنافس الدولي .. وهيمنة الاحتكارات الكبرى على العالم .. تتطلب وحدة قوى الحرية والتقدم والبسار ي العالم ... من أجل وقف الحروب .. لاسيما في سوريا .. وفيها وقف العدوان الأميركي التركي على عفرين ونسائها واطفالها . والحيلولة دون تحويل عفرين والشمال السوري ، إلى محميات دولية .. ومستعمرات تركية . ومن أجل السلام .. ووضع مقومات راسخة للسلام .. والنهوض والتمدن . ما يضمن حقوق المرأة ورقيها في كل مكان .. وأفضل مما كان .