ما مصير المرأة في المرحلة القادمة


محمد قاسم نصيف
2018 / 3 / 7 - 00:23     

ما مصير المرأة في المرحلة القادمة
بعد كل الحروب القومية والطائفية والدمار والقتل على الهوية التي مر بها الشرق الاوسط عموما والمجتمع العراقي خصوصا والتي كان سببيها الرئيسي امريكا وحلفائها ومنفذين هذه السياسة الامبريالية العالمية البرجوازية .. لنتذكر قليلا فبعد احداث 2003 وبعد احتلال القوات الامريكية العراق واسقاط نظام صدام وادعائهم جلب الحرية والديمقراطية وحق الانتخاب الشخصي ومشاركة المرأة في العملية السياسية و حرية التعبير الخ... الا اننا لم نرى غير نظام اسلامي رجعي هو البلاء الأكبر على المجتمع وخاصة على المرأة لأنها المهمشة والمهددة من قبل التقاليد القبلية والدينية والأعراف الرجعية, فد جاءونا بقوانين عادت بالمرأة الى القرون الوسطى الظلامية, من هنا يجب علينا التركيز أكثر في ان هذا النظام الموجود المبني على أساس الطائفية هو السبب الرئيسي في اضطهاد المرأة وحرمانها من أبسط متطلبات الحياة, وهناك مسألة اخرى, ففي حين تقترب الانتخابات من موعدها المحدد لها, نرى ونشاهد كل وسائل الإعلام البرجوازي ومنابر الجوامع الدينية تسلط الضوء "على حق المرأة في الانتخاب ويجب عليها المشاركة وهذا واجب وطني وديني عليها", وبعد ان تنتهي هذه العملية التخديرية الانتخابية !! نرى ان هذا النظام نفسه, كان السبب في تراجعها من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وعدم خلق فرص عمل لها, فأننا نرى اليوم كم عدد الأرامل والمطلقات والمهجرات والمعنفات والنازحات من وراء هذه الحروب الطائفية الذي صنعها هذا النظام الحالي .. اليوم من جديد يعيدوننا الى المربع الاول ويصورون لنا بأن الانتخابات هي الحل الأساسي للخلاص من كل ما موجود من دمار وفساد وسرقة والخ.....انها حيل والاعيب يجب على الجميع كشفها وفضحها, فحكومات الاسلام السياسي الرجعية السابقة واللاحقة سوف لن تثمر الا الدمار والخراب, وان انتخاباتهم ما هي الا الوسيلة الدنيئة لخداع الجماهير.
واذ نحن نمر هذه الايام في ذكرى يوم المرأة العالمي , فيجب علينا قول كلمات في حقها, لنستذكر تلك النضالات الرائعة للمرأة.
ففي العام 1856 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين من السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جدول الأعمال اليومية. وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود". طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.
يجب ان تظل هذه الذكرى خالدة, ونرويها لكل الاجيال, لتستمر مسيرة تحرر المرأة في كل العالم, وبالأخص في مجتمعنا الذي يعاني الامرين من حكومات الاسلام السياسي الرجعية والظلامية, فنحن في سؤال دائم عن حياتنا وحياة اطفالنا ومصير المرأة.