في وداع فالح عبد الجبار وجمعة الحلفي وذكريات مجلة الحرية اليسارية و تقاسم المهمات فيها واحوال دمشق


احمد صالح سلوم
2018 / 2 / 27 - 10:34     

رغم اختلافنا في وجهات النظر بقضايا واتفاقنا في اخرى

عندما يتحدث اهل الشام عن قذائف الموت التي يلفظها جيش السي اي ايه الاخوانجي الوهابي الظلامي عليهم اتذكر اننا يوما ما كنا في ساحة الشهبندر نتأسس اعلاميا و ثقافيا وعلميا وننهل نورا وتنويرا منها في مجموعة من اراء مختلفة بعضها طفولي لنا ونحن لم ننضج بعد وبعضها كان عميقا وله تجربة طويلة.. كانت تجربة الحياة الاعلامية الثقافية اليومية في مقر مجلة الحرية اليسارية قرب ساحة الشهبندر الشهيرة في دمشق يعج بالحياة و كان فالح من بين هؤلاء مع زوجته الكاتبة المبدعة المعروفة فاطمة المحسن و الشاعر مخلص خليل و عواد ناصر وزهير الجزائري و احمد السرساوي وداوود تلحمي ونايف حواتمة و ممدوح عدوان وصالح علماني وكثر ..كان يعج بها ذلك القبو الذي هو خلية النحل لمجلة الحرية ..كانت اراء غنية رغم اختلافها احيانا العميق ..وكان فالح مرحا ويملأ جو المجلة بالمحبة والطيبة والسخرية اللاذعة ..دمشق التي تأسسنا فيها كما حلب يغمرها اليوم جيش السي اي ايه الظلامي بقذائف الحقد والهمجية و ثقافة الموت والعبودية ..ستنتصر دمشق كما انتصرت حلب لأن مدائن الحضارة لاتطيق الارهاب والظلام السعودي القطري المغولي التركي الصهيوني الامريكي الامبريالي المتخلف وستظل منارة لليسار والابداع والحضارة والتسامح والمحبة والياسمين..
السلام لروحك ايها الرفيق فالح عبد الجبار شخصية مرحة وعقلية عميقة وبحث غائر بالتاريخ وعمل دؤوب لايتوقف والعزاء للرفيقة فاطمة ولعائلته ولكل من يعرف طيبة و اصالة الشيوعي فالح ولك الرفيق الطيب مخلص



ما كتبه الرفيق الراحل جسدا فالح غبد الجبار بالرفيق جمعة الحلفي ..كنت اتصفح صفحة الرفيق فالح فاذا بي اكتشف انه رثى جمعة قبل ايام ..وصورته التي ينعيه بها تختلف عن اناقته ايام كان ليس الشاب ولكن ليس الكهل ايضا كما عرفته ..كنا نعمل سوية في مجلة الحرية وكنا نتناوب على كتابة زاوية "في الصميم "وكانت لغة جمعة تحمل رونقا خاصا ..جمعة الحلفي وزهير الجزائري وانا تصاحبنا في الاخبار العربية لمجلة الحرية اليسارية فترة وكان الرحيل للجميع فرحل فالح الى لندن ورحلت الى بلجيكا وعاد جمعة الى العراق وصار كل واحد منا في بلد يتقوقع على نفسه الى ان اكتشفت بعضا منهم كالرفيق مخلص خليل في هولندا وعواد ناصر في لندن وغيرهم بعضهم اصبحنا اصدقاء فيسبوك كفالح وعواد ومخلص وكاننا لم نعرف بعض ولم تنهض مشاريع تجمع اليسار للأسف فبات الانتهازيون يتسلقون ولا منابر الا منابر البترودولار والدجل والتنميطات العنصرية الاستعمارية الوهابية ..لم يبتعد فالح عن جمعة الا ايام فقط وكأنهم حلا معا في الحرية وتصاحبا مع بعض في منابر كثيرة وحتى الايام الاخيرة ليتأبط كل منهما الاخر وايضا يسيران في الحياة دون جسد بل كفكر و افكار..