من خلق الله ؟ الرد على مصطفى محمود


السيد المصري
2018 / 2 / 26 - 02:06     

لطالما يسخر الكثير من المتدينين بسوء فهم من فئة الملاحدة التي لا تؤمن بوجود خالق ، ويقولون باستهزاء : كيف تقولون أن الكون بما فيه من تعقيد لم يخلقه أحد ؟ أنتم تصدقون أن القلم مصنوع ولكن لا تصدقون أنكم مخلوقون ! فالبعرة تدل على البعير ولذلك فوجودنا دليل على وجود خالق لنا .. فنرد عليهم نحن الملاحدة ونقول : من المفترض أن خالق هذا الكون أكثر تعقيدآ منه ، إذا فمن الذي خلقه ؟ أنتم تتهمونا نحن أننا نؤمن بعدم خلق الكون ! وفي نفس الوقت تقولون أن الذي خلقه لم يخلقه أحد !! ، فإذا كانت البعرة تدل على البعير فعلا كما تدعون ، فلماذا لا تطبقون هذا الكلام على الذي خلقكم ؟! ، فيقوم المتدينون بالرد بكل سوء فهم : لا ينبغي أن نقول من خلق الله لأن الله خالق وليس مخلوق ، ولذلك فلا ينبغي أن نقول من طبخ الطباخ أو من خبز الخباز أو من صمم المصمم ولذلك فلا ينبغي أن نقول من خلق الخالق ،، ولكن عزيزي المتدين من أين استدللت على حجتك هذه ؟؟ كيف عرفت أن هنالك كائن يسمى خالق كما يوجد طباخ و خباز كي أقارنه بهم ؟! من أين استدللت على وجود شئ يدعى خالق ؟؟! كي تقول أنه لم يخلق كما الحال في الطباخ ! ستقول لي أنها موجودة في دينك ، سأقول لك لا ينبغي أن تأتي من دينك ، فنحن نتحدث في إطار الفلسفة فأنا غير مؤمن بدينك وهو صناعة بشرية ، وإذا كانت على كلمة خالق فهي كلمة بشرية كانت موجودة قبل دينك بكثير وقالتها الهندوسية أن الاله هو الخالق ! فمن اين استدللت بصراحة بوجود شئ يدعى خالق كي تقارنه بالطباخ !! ، ولكن ستقول لي أن الصانع لا تنطبق قوانينه على المصنوع ، فسأقول لك نعم ولكن في القوانين التركيبية وليست الوجودية يعني مثلا الإنسان هو من صنع الكومبيوتر وبالتالي لا ينبغي أن أقول كم هو الهارد ديسك الخاص بالإنسان ، فنعم عزيري المؤمن ولكن في قوانين التركيب فقط ! ولكن ليس أن تقول أن الذي خلق لا ينبغي أن يكون مخلوقآ ! فمن أين استدللت على هذه الحجة ؟؟! ارجو منك أن تستدل على وجود شئ يسمي خالق ثم تأتي لتشبه مثل الطباخ ،ولكن ستقول لي الآن أن الله لم يخلق وأننا لو قلنا أن من خلق الله ، فسنضطر لقول من خلق الذي خلق الله ولن ننتهي .. ولكن عزيزي المؤمن لما لا تفترض أن المادة التي أتى منها الكون هي الأزلية ؟! وبالتالى إذا قلت لي من خلق الكون ، فسأقول لك لو قلنا من خلق الكون فسنقول من خلق الذي خلق الكون ولن ننتهي ، وبالتالي حجة عدم انتهاء السلسلة هي حجة فاشلة ، والدليل على ذلك هو أنه لو جعلت المادة التي أتي منها الكون هي الازلية أو الكون الذي اتي منه كوننا هو الازلي ، فستجد نفس الشئ انه لا ينبغي ان نقول من خلق الكون لأن السلسلة لن تنتهي ، وهذا أقرب للمنطق أن تفترض أزلية مادة الكون من أن تخترع خالقا وتفترض أزليته ، ستقول لي الان إن الله هو الذي خلق الزمان فلو قلنا من خلق الله فإن (خلق) فعل ماضي وبالتالي بها زمن والله هو خالق الزمن وهذا مستحيل ! ،، سأرد عليك عزيزي المؤمن في هذه المسألة وهي أنك تقول أن الله هو خالق الزمان ولا ينبغي أن نقول من خلق الله ،، ولكن عزيزي المؤمن بما أنك ورطت نفسك في مسألة الزمان ودخلتها في الالوهية ! ، فسأقول لك أن الله من المفترض هو من خلق الزمان والمكان ، وخلق هنا فعل ماضي أيضا ! وبالتالي كيف خلق الله الزمان قبل وجود الزمان أصلا حسب كلامك ! بما أنه حسب كلامك الله خلق الزمان ، فهو سيحتاج لزمان لكي يخلق الزمان والمكان !! لان خلق فعل ماضي في خلقه للزمان !! ، والآن عزيزي المؤمن عليك أن تراجع نفسك أولآ قبل أن تسخر منا نحن الملاحدة ، فعجبآ لك يا مؤمن تسخر من الملاحدة وأنت ليس معك الدليل ، تفكر قبل أن تقول كلام ليس له دليل .