شعب الملائكة


محمد باليزيد
2018 / 2 / 19 - 00:17     

ضمن كل الشعوب يمكن أن يوجد عدد من المواطنين، حكاما أو محكومين، الذين لا يتورعون في بيع الوطن للقوى العظمى أو إدخال هذه أو تلك كقوة استعمارية بهذا الشكل أو ذاك، قروض، حماية، تجارة غير متكافئة، تعامل مع مخابرات دول أخرى، خيانة الحركة الوطنية..... واللائحة لا يمكن حصرها.(1)
لكن إذا كشف رئيس دولة كبولندا على حقيقة تاريخية مفادها أن بعضا من اليهود ساهموا في "محرقة اليهود المزعومة"، سوف ينتفض رئيس "شعب الملائكة" بأن هذا تخريف وأن "الملائكة" لا يمكنهم أن يؤذوا "الملائكة" الآخرين". الملائكة يمكنهم فقط أن يحاربوا "الأشرار"، الفلسطينيين، قصد تطهير الأرض منهم.
وإذا أراد هذا الرئيس، والبرلمان، إسقاط تهمة المحرقة عن دولتهم بحجة أن المحرقة وقعت والشعب البولندي نفسه خاضع للسيطرة النازية آنذاك، يرفض ذلك رئيس الدولة الصهيونية التي تعتاش على إبقاء الشعور بالذنب اتجاه الشعب الصهيوني لدى كل شعوب الدنيا مترافقا مع النظرة إلى هذا الشعب ك"شعب ملائكة". فالدولة الصهيونية لا تريد في العالم سوى رؤساء كماكرون يؤبدون تحميل شعوبهم ذنب المحرقة حتى ولو كانوا لا ذنب له فيها.(2)
إن إخراج اليهود من تهمة "المحرقة" يجعل الجريمة مرتكبة من طرف كل البشرية (ما عدا اليهود طبعا) ضد اليهود. إنها جريمة العالم أجمع ضد اليهود.أما اتهام بعض اليهود بالمشاركة في "المحرقة" فيجعل هذه الأخيرة "جريمة" ارتكبتها أجيال تلك الفترة، من كل البشرية" اتجاه جزء من البشرية . مما يخرج اللعبة من إطار"غير اليهود ضد اليهود" ويدخلها إطار "البشرية ضد جزء منها". وبهذا "يسقط "الذنب" الذي تستغله الدولة الصهيونية.
1) أرجو من القارئ العزيز قراءة مقالي "أخلاق الشعب الإسرائيلي من خلال الكتاب المقدس" الجزأين 1و2 بالحوار المتمدن.
2) انظر مقالي بالحوار المتمدن "لعبة الكبار".