مدّي البنادقَ مِن شناشيلِ الأصالةِ ...


خلدون جاويد
2018 / 2 / 9 - 22:18     



مدّي البنادقَ مِن شناشيلِ الأصالةِ ...

خلدون جاويد


تنومَتي مَلك ٌ مُبجّلْ
وأبو الخصيبِ العرشُ
تحنو الشمسُ في ايوانِها
تتمايلُ الأنهارُ من طرب ٍ
والسعـْـفُ يرقص والشعاعُ
ويرقب السيابُ ساعتـَهُ العجيبة ْ
بظلال جيكور الحبيبة ْ
" والغاب ساعتيَ الحبيبة من ظلال عقرباها
كم انبآني ان طرفي بعد حين قد يراها "
يا أهليَ العظماء طيبة ُ قلبكم
تاجٌ على رأس الزمانْ
والله طيبة أهلنا بالعشق ِ
جوهرة المكانْ
لولا النغيل ابن النغيلْ
من جاء يفتك بالنخيلْ
ويحرق الانسان ظنا منه
أن الشمسَ تـُحرقْ
سحقا لجزار ٍ مُعَمّمْ
محقا لغدّار ٍ مُلثمْ
يابصرتي
الباء ثغركِ باسمٌ رغم الخرائبْ
والصادُ صبرُك طال هيا
فلنحاربْ
والراء رائعة الكواكبْ
والتاء تاريخ العسلْ
والكرْم والغابات تزهو بالعذوقْ
لاتخنعي
لاتخضعي
هيا الى سوح النضالْ
مديّ البنادقَ من شناشيل الأصالةِ
والبسالةِ والرجالْ
هيا
اقلعي
جذر الدناءة ْ
ألنصر يأتي لامحالْ
لتقرأي للكون مرسومَ الحرائقْ
ولتقذفي انشودة المطرالغزير ِ
من البنادقْ
لاتعلكي لغة الكلام ِ
بل اتقني لغة َ تقاتلْ
وتنكـّبي بدم الكرامة ْ
وتسائلي
أين النبالة والنيافة
والشرفْ ؟
ان لم نكدّسْها متاريسَ القتالْ
أين الرجال ْ ؟
إن لم نضعهم فوق صدر الموت أوسمة ً
وساعتها يُقالْ
لهُمُ الرجالْ


*******
9/2/2018

ـ تعليقا على قصيدة سابقة وبعنوان البصرة ، كتب لي صديقي الحبيب أبو بهيجة لطيف المشهداني :
" الحبيب ابو نوار شكرا لك على قصيدتك وكلماتها الرائعة التي تنضح حزناً على بصرتنا الحبيبة والتي عشت انا فيها وفِي عز شبابي بداية السبعين سنتين وشويه ذكرتني بالأيام الجميلة جمالها وزهوة بساتينها وبالخصيب والتنومه والكورنيش والوطني وشناشيلها وأنهارها واهلها الذين لن تنسى طيبتهم وعشرتهم .. وقبل اقل من خمسة شهور كنت هناك وهي ليست المرة الأولى شاهدت موتها من كل الجوانب أنهارها التي غدت مكبات نفايات والخراب الذي حل بها وخاصة ابو الخصيب الذي تم إعدام ملايين من أشجار النخيل لتصبح منطقة سكنية بعد أن استولى عليها احد المعممين والمدعوم من قبل حزب الدعوة وحولها الى قطع سكنية تم بيعها ولن تجد فيها نخيلها الذي اشتهرت به الا ما ندر محبتي ومعزتي وصباحك ورد وجميل ".

جوابي : من هذا التعليق الرائع والأثير عندي ، وجراء ورود مفردات وأسماء حبيبة فيه ،لا بد من الإشارة ان القصيدة أعلاه " مدّي البنادقَ مِن شناشيلِ الأصالةِ "ماكانت لتكتب لولا جمالية مارواه الكبير ابو بهيجة باعتباره ملما بالحياة في البصرة وعن قرب ، بينما انا اكتب يالسوء طالعي وانا على بعد آلاف الكيلومترات عنها .الف شكر الى الاستاذ الغالي لطيف المشهداني فهو الذي ألهمني وحفزني لكتابة قصيدتي أعلاه.