8 شباط الأسود 1963


كريم الزكي
2018 / 2 / 8 - 03:46     

أحداث جرت عشناها لحظة لحظة
الجماهير صباح يوم الجمعة 8 شباط 1963 المحتشدة أمام الإذاعة ساعة الانقلاب حاولت السيطرة على مركز شرطة الصالحية بجانب الإذاعة واستلام ما بداخله من الأسلحة ليتسنى لهم السيطرة على الإذاعة لكن المدعو علاء بن أخت عامر عبدالله (القيادي في الحزب الشيوعي) حال دون ذلك وخطب بالجماهير المحتشدة بالنص معركتنا مع الاستعمار وليس مع الشرطة المحلية وفوت الفرصة للسيطرة على الإذاعة وكانت فرصة ذهبية نظرا للقوة المحتشدة فى ذلك الموقع
في تصريح لأحد الرفاق في اللجنة العمالية بغداد ومرتبط بالرفيق الشهيد سلام عادل أن الشهيد سلام عادل كان يخطط لعمل حاسم في يوم 9/2/1963 أي يوم السبت أمام وزارة الدفاع وبمساعدة رفاق الحزب داخل الوزارة يتم السيطرة على الوضع واعتقال قاسم واستلام السلطة وتسفير قاسم خارج العراق وقطع الطريق أمام الانقلابيين واعتقالهم ، لأن أسماء الضباط المشاركين في الانقلاب كانت على طاولة عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع . ( ولكن جرت الأمور بالضد مما خطط له الشهيد سلام عادل بحيث وصلت المعلومات إلى قوى الانقلاب وغيرت موعده , حيث قربته الى يوم الجمعة 8/2/1963
شهادة الفقيد صالح دكلة مسوؤل منطقة بغداد آنذاك للحزب الشيوعي العراقي - من كتابه- من الذاكرة - يقول في إحدى الأمسيات الواقعة بين 3 و 7 حزيران 1959 تلقيت تقريرا يفيد ان ثمة حركة انقلابية يعد لها بعض الضباط القوميين والقاسميين ومنهم احمد صالح العبدي الحاكم العسكري العام للإطاحة بقاسم وتصفية الحزب الشيوعي ( والحركة الديمقراطية ) ويسترسل قائلا التقيت ب سلام عادل وجمال الحيدري وأخبرتهم بالموآمرة وبدورهم أكدوا هذه المعلومات وأرسلوا على الرفيق سعيد مطر (عسكري كبير) في وزارة الدفاع وبعدئذ استدعوا الرفيق عطشان الأزيرجاوي المنظم والمسؤول عن الخطوط العسكرية الخاصة بالحزب الشيوعي العراقي وخاصة ( سلاح الدبابات ) والمطار العسكري في قاعدة الرشيد الجوية في بغداد . وبعد ان طرح عليه مهمة الاستيلاء على الحكم فأكد بأن المهمة ممكنة ومتيسرة وهكذا خطط الحزب على إخراج التظاهرات الجماهيرية من باب الشرقي إلى باب المعظم وسد جميع الطرق وليتم بعد منتصف الليل اقتحام وزارة الدفاع واعتقال قاسم وبقية الضباط المتآمرين إلا أن الرفاق عامر عبدالله وكريم احمد الداوود وزكي خيري وآخرون التقوا ب سلام عادل ويبدوا ان مناقشات حادة جرت بينهم فاضطر الرفيق سلام عادل الى الإشارة بتفريق التظاهرة وإبلاغ الرفيق عطشان الأزيرجاوي بأرجاء التحرك

في اواسط عام 1959 جرت محاولة لاغتيال عبد الكريم قاسم ( في شارع الرشيد – ساحة الغريري) حيث جرح فيها قاسم جرحا عميقا وادخل إلى المستشفى وقد ساهمت في هذه العملية الإجرامية عصابة مجرمة من البعث ومن بينهم الغريري الذي قتل وصدام حسين وآخرين . وكان التراخي وعدم تقدير قوة العدو من قبل قاسم جعل من البعثيين والرجعيين ينشطون وعلناَ . وهذا الأمر كان من المفروض أن يكون حافزاً للحزب الشيوعي لإنقاذ البلد من قوى الشر التي دمرت العراق والى يومنا هذا يأن العراقيين من ويلات البعث وصدام وباقي القوى الرجعية . حيث توفرت في تلك الفترة وما قبلها بزمن قصير, أمكانية جيدة للحزب باستلام الحكم حسب تقديرات منظمات الحزب كافة بما فيها الخط العسكري, إلا ان القيادة اليمينية التحريفية المتخاذلة ((مجموعة الأربعة مكتب سكرتارية اللجنة المركزية *بهاء الدين نوري وزكي خيري وعامر عبد الله وحسين أبو العيس والتحقيق مع ثابت حبيب العاني حول شبهة التعاون مع هذه المجموعة* ))
مجموعة الأربعة اعتبرت إن استلام السلطة غير صحيح ولا يتفق مع الخط ألأممي. وكان هذا الموقف المخادع من قبل هذه المجموعة الخيانية والتي ظللت الحزب وساهمت بقتل الحزب الشيوعي وتدميره وخانت قضية الشعب والوطن.
ووصفهم سلام عادل ب سرطان في رأس الحزب .

خلاصة : على اليسار الثوري الشيوعي أن يكشف الصورة البشعة للقوى اليمينية داخل الحركة الشيوعية ويعتبرهم مجموعات للجاسوسية والخيانة والتي من أهدافها جعل الحركة الشيوعي تسير وفق المخطط الامبريالي الصهيوني والتخلي عن ( المنهج الماركسي ) ويكشفهم على حقيقتهم كونهم جواسيس وينفذون ما تمليه عليهم منظمات الامبريالية من أمثال منظمة بناي بريت والماسونية العالمية .
والتي هدفها الأساسي تدمير الفكر الاشتراكي * الماركسي * وفتح الطريق أمام القوى المشبوهة للوصول الى قيادات الأحزاب من خلال شبكات التجسس و م م الممولة من الخارج وكل مساعيهم تحريف نهج الحركات الشيوعية وبالتالي تهديم كل طموحات الكادحين وتحويلها إلى سراب. وجعل المنتصر في هذا الصراع دائما الرأسماليين وحلفائهم من رجال الدين والقوى الفاشية والرجعية .
وما يحزن يؤلم أنه يتواجد في رئاسة هيئة أركان الطبقة العاملة خونة ومرتدين
المجد والخلود لكل شهداء الحركة الشيوعية العراقية والخزي والعار لكل الخونة والتحريفيين والمرتدين.