أغتيال سيرجي كيروف ( نائب ستالين ) ومن هم المجرمين الحقيقيين


كريم الزكي
2018 / 1 / 17 - 00:45     

في الأول من كانون الأول عام 1934 اغتيل الرجل الثاني في القيادة ( كيروف ) , داخل مكتبه في لنينغراد . كان القاتل ويدعى نيقولاييف , قد دخل إلى المكتب بعد ابرازه بطاقته الحزبية , وهو كان مفصولاً من الحزب , ولكنه ظل محتفظاً ببطاقته ..
وأنصار الثورة المضادة , كانوا عاكفين على لعبتهم المعتادة في تسميم الأجواء .
(( ستالين , هو الذي قتل كيروف )) هذه القراءة لمقتل كيروف ستنتشر في أوربا عبر المنشق أورلوف عام 1953.
حين وقع الحادث كان أورلوف في اسبانيا , وبعد نشر كتاب له أثناء مروره في الغرب , اثار بعض الضجيج حول إقامته القصيرة في موسكو , ولكن كان عليه أن ينتظر خمس عشر سنة كي تساعده الحرب الباردة على أن ينشط ذاكرته وتأثيرالحركة الماسونية , ويقدم كشفه المثير عن مقتل كيروف .
كتب توكاييف , وهو عضو في منظمة سرية معادية للشيوعية , بأن كيروف قُتل على يد مجموعة من المعارضة , وأنه هو بالذات تابع عن قرب أعدادات محاولة الاغتيال وأكد ليوسفسكي وهو عضو في منظمة NKVD المعارضة , والذي هرب إلى اليابان , بأن ستالين لا علاقة له من قريب أو بعيد بمقتل كيروف .
جاء أغتيال كيروف في لحظة كانت قيادة الحزب تعتقد فيها ما هو أقسى قد مضى وانقضى وأن وحدة الحزب لا يداخلها أي وهن , وعكس رد فعل ستالين تشوشاً وخوفاً أكيداً . كانت القيادة تعتقد بأن مقتل الرجل الثاني يحدد بداية لانقلاب وشيك .و صدر على الفور قرار يقضي باتخاذ تدبير عاجل لاعتقال الجناة وإعدامهم . وجاء التدبير الذي تلا نتيجة لشعور بخطر قاتل يهدد النظام الاشتراكي .
كان الحزب , في بداية الأمر , يبحث عن الجناة في أوساط أعدائه التقليديين , البرجوازيين , وقد أعدم عدد منهم , ومن ثم عثر البوليس على دفتر يوميات القاتل نيقولاييف . وكان خالياً من أية أشارة إلى منظمة معارضة كانت وراء الاغتيال , وتوصل التحقيق أخيراً إلى نتيجة مفادها أن مجموعة زينوفييف كانت (( قد مارست تأثيرها )) على نيقولاييف وأصدقائه . ولكنه لم يعثر على أي دليل يثبت تورطاً مباشراً من قبل زينوفييف
تمخض حادث الاغتيال عن تطهير الحزب من أنصار زينوفييف , من دون عنف مكثف . وكانت الأشهر التي تلت مشحونة بالحملة الكبرى لإعداد الدستور الجديد . الذي تمحور حول موضوعة الديمقراطية الاشتراكية .
لم تمضي سوى ستة عشر شهراً حين أعادت النيابة العامة , في حزيران عام 1936 فتح ملف اغتيال كيروف , بناء على معلومات جديدة كانت تتعلق بإنشاء منظمة سرية في أكتوبر تشرين أول من عام 1932 , وكان زينوفييف وكامنييف في عدادها .
كان البوليس يمتلك دلائل على أن تروتسكي قد أرسل في بداية عام 1932 رسائل سرية إلى راديم وسوكولنيكوف وبريو برجنينسكي وآخرين يحثهم فيها على القيام بأعمال أكثر فعالية ضد ستالين . وقد عثر جيتي في أرشيفات تروتسكي على ما يؤكد ذلك .
في تشرين أول عام 1932 التقى التروتسكي القديم غولسمان , بأبن تروتسكي سيدوف في برلين , في ظروف من السرية , حول اقتراح سميرنوف بتشكيل كتلة لمعارضة موحدة , تضم التروتسكيين , والزينوفييفيين ,وأنصار لومينادزه . كان تروتسكي يصر على ضرورة (( الاجتماع والسرية )) . وبعد مضي وقت , كتب سيدوف إلى والده بأن المعارضة تشكلت رسمياً , وأن الجهود ما تزال تبذل لضم مجموعة سافاروف – تارخانوف . وقد قُدمت مذكرة تروتسكي , وفيها تقريران لغولسمان وسميرنوف مكتوبان تحت أسم مستعار .
هكذا وجدت قيادة الحزب نفسها أمام دلائل لا تدحض عن مؤامرة تهدف إلى الإطاحة بالقيادة البلشفية , وتنصيب نفاية من الانتهازيين على سدة السلطة , لم يكونوا من أكثر من درجات ترتقي عليها الطبقات البرجوازية المستغِلة القديمة .
منذ العام 1936 بات تروتسكي العوبة بيد القوى المعادية للشيوعية من كل لون وصنف , وكشخصية مغترة بذاتها كان يزداد عظمة يوما بعد يوم إلى درجة أن العصبة المحيطة به غدوا أكثر ضآلة وإمحاءً . كانت كل طاقاته تنصب على هدف وحيد : تهديم الحزب البلشفي الذي سيتيح له ولأتباعه تسنم السلطة . والواقع أن تروتسكي الذي كان يعرف حق المعرفة الحزب البلشفي وتاريخه , بات أحد أبرز الاختصاصيين العالميين بالصراع المضاد للبلاشفة .
لتحديد مواقف تروتسكي التي أتخذها قبل فتح قضية كيروف في حزيران عام 1936 , فهذه المواقف ستلقي ضوءاُ جديداً على زينوفييف . كامنييف , سميرنوف , وكل أولئك الذين تورطوا في المؤامرة مع تروتسكي . وكان هدفهم هو تقويض الحركة الشيوعية :
في عام 1990 ، بعد رفع السرية عن وثائق الحزب الشيوعي السوفييتي، جرى إعادة التحقيق في عملية اغتيال سيرجي كيروف من قبل المدعي العام السوفييتي . حيث وصل التحقيق والمستند على الوثائق التي تم الكشف عنها , كان الاستنتاج أنه :- " لا توجد معطيات عن مشاركة ستالين او قوميساريات الشعب (الجهات الأمنية) للأمن الداخلي في عملية اغتيال كيروف"
وأن المتهم الحقيقي وحسب أعترافات المجرم الذي نفذ الاغتيال هو تروتسكي ومجموعته و كانوا المخططين وهم الذين يقفون وراء الجريمة
المصادرمن الأرشيف السوفييتي وروسيا الأتحادية ومن ما كتبه المناضل البلجيكي لودو مارتينز
يمكن للمعلقين أستخدام الفيسبوك

تنويه:-
من أجل دراسة التاريخ البلشفي علينا الإطلاع على كل ما كتب ومن وجهات نظر مختلفة

2018/1/16