99 سنة على استشهادهما / المانيا .. قوى اليسار تحتفي بذكرى روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت


رشيد غويلب
2018 / 1 / 15 - 23:09     

رشيد غويلب
حتى بعد مرور قرابة 100 عام على اغتيالهما، لا يزال ضريح روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت في مقبرة فريدرش فيلد في العاصمة الألمانية برلين، يمثل موقعا جاذبا للآلاف من ناشطي وانصار قوى اليسار الألماني. فقبل 99 عاما، وفي الخامس عشر من كانون الثاني 1919، قام جنود الفيلق الحر اليميني، وبتوجيه من الديمقراطي الاجتماعي نوسكا، بقتل مؤسسي الحزب الشيوعي في ألمانيا، المناضلين الأمميين البارزين روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنشت، ولا تزال ذكرى القتل الوحشي للقائدين الشيوعيين حية حتى اليوم.
وقد دأبت قوى اليسار الألماني على الاحتفاء بهذه الذكرى سنويا وبأشكال مختلفة من الفعاليات، التي تنوعت بتغير الظروف، وتعدد القراءات للتجربة التاريخية للحركة العمالية العالمية والألمانية، إلا أنها حافظت على حيويتها، واكتسبت زخما جديدا بعد انهيار التجربة الاشتراكية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.
وفي هذه المناسبة توجه الآلاف في العاصمة الالمانية برلين الى النصب التذكاري للزعيمين الاشتراكيين في مقبرة فريدريش فيلد يتقدمهم رئيسا حزب اليسار الألماني كاتيا كيبنك، وبينرد ريكسنغر، ورئيسا الكتلة البرلمانية للحزب سارا فاكنكنشت وديتمرباج، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية المهمة في الحزب، توجهوا في مسيرة صامتة، لوضع اكاليل من الزهور على ضريحي الشهيدين.
وكما هو الحال في السنوات السابقة، انطلقت ايضا مسيرة حاشدة من منطقة "فرانكفورتر تور" في حي في "فريدريشهاين" إلى مقبرة فريدريشفيلد، شاركت فيها جموع من الشيوعيين القدامى والشباب،و نشطاء في الحركة المعادية للفاشية، وجماهير حزب اليسار الألماني، وشهد النصب التذكاري وضع العديد من اكاليل ورود القرنفل الحمر.
وتضمن برنامج الاحتفاء فعاليات أخرى لعل أهمها الحفل الخطابي والفني السنوي، الذي ينظمه الحزب الشيوعي الألماني واتحاد الشبيبة الشيوعية في احدى القاعات الكبيرة في برلين، والتي ألقى فيها رئيس الحزب كلمة ركز فيها على دور الشهيدين في النضال ضد الحرب، والكيفية التي يمكن اليوم للشيوعيين توظيفها لتعزيز دور الحزب في اطار الصراع الدائر في البلاد.
وسبق لقيادة حزب اليسار الالماني ان وجهت نداء دعت فيه اعضاء الحزب ومناصريه الى المشاركة في الاحتفاء السنوي بذكرى استشهاد روزا وكارل. والمعروف لوكسمبورغ و ليبكنخت، اللذين سخرا حياتهما وبقناعة راسخة للدفاع عن المضطهدين، يمثلان بالنسبة لحزب اليسار رمزا يحتذي به، وقد قال غريغور غيزي احد مؤسسي الحزب: "إن وجود مثل هؤلاء الأشخاص بجانب اليسار يمنحك مبررا أخلاقيا لما تقومون به".
وتذكر قوى اليسار في المانيا والعالم دوما بالموقف المتفرد للشهيدين من الحرب العالمية الأولى ، ففي عام 1914، كان كارل العضو الوحيد في البرلمان الالماني في حينها، الذي صوت ضد سلف الحرب. وكتبت روزا في نفس العام: "ان جميع الطبقات الحاكمة يدفعون اليوم باتجاه الكارثة، وتعتبر المانيا مثالا كلاسيكيا على ذلك"، وترى قوى اليسار، ان هذه الرؤية لا تزال محتفظة بحيويتها. وعلى هذا الأساس ترفض قوى اليسار الألماني الجذرية تدخل الجيش الالماني في افغانستان، وتركيا، والبلدان الأفريقية وفي مناطق الأزمات الأخرى.