الحركة الشيوعية العالمية والموقف من التحالفات المشبوهة


كريم الزكي
2018 / 1 / 14 - 02:17     

من تجارب التاريخ
الحزب الاشتراكي الألماني (الحزب الشيوعي الألماني) يرفض أي وحدة مع الفاشية الألمانية
بأي نهج خياني يتحدث تروتسكي عن التحالف مع الأشتراكيين القوميين الفاشست !!
أعلن تروتسكي وحسب توجيهات المخابرات الغربية منذ عام 1934 بأن الأحزاب الشيوعية كانت مسؤولة عن وصول هتلر إلى السلطة , وللخلاص من هتلر كان ينبغي أزالة كل الأحزاب الشيوعي من الوجود) وأردف قائلاُ "تروتسكي"
وأعتبر تروتسكي أنه من المفروض على الحزب الشيوعي الألماني أن يتحالف مع الاشتراكيين القوميين(جماعة هتلر) كي لا يفوزوا بالانتخابات ومن هذا المنطلق أعتبر تروتسكي أن الإطاحة بالفاشية تستوجب تدمير الحركة الشيوعية العالمية ( يمكن القول أن الوضع الحالي في 2018 والخطأ الفادح الذي وقعت به الحركة الاشتراكية العراقية ومن نفس المنطلق في تحالفها مع التيارات الظلامية ) , بأي نهج خياني تحدث تروتسكي . ومن مغالطات تروتسكي أن الحزب الاشتراكي الألماني رفض تشكيل جبهة مع حزب هتلر لذلك بالنتيجة كان مسؤولاً عن وصول حزب هتلر الى السلطة . والواقع أن الحزب الاشتراكي الالماني رفض أي وحدة مع الفاشية الألمانية كونها كانت تدافع بشكل محموم عن الرأسمالية . فنلاحظ التقاء الاهداف بين الفاشية والتروتسكية , وهو تدمير
الحركــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيوعية
وفي عام 1934 طرح تروتسكي تصوراته ضد الحزب البلشفي ومن أجل تحريض الطبقات الشعبية الأكثر تخلفاً ضد الحزب البلشفي . وكانت تصوراته الشهيرة القائلة بأن الاتحاد الســــــوفييتي يشـــــــــبه في العـــــــــديد من ســــــماته دولة فاشـــــــــية ! .
في بداية عام 1935 كان موقف تروتسكي على النحو التالي : إن إعادة الرأسمالية إلى الحياة لم يعد ممكناً والقاعدة الاقتصادية والسياسية للنظام السوفييتي سليمة ومعافاة غير أن القمة أي قيادة الحزب البلشفي هي الجزء الأكثر فساداً . وأعترف تروتسكي باستحالة تغيير السلمي للبلد الاشتراكي والعودة الى أحياء الرأسمالية عن طريق انقلاب عنيف مضاد للثورة وسيكلف عشرة أضعاف الضحايا الذين سقطوا خلال ثورة أكتوبر والحرب الأهلية معاً . ومن هنا تمحور نشاط القوى المعادية على إيجاد القوى المضادة من داخل الحزب البلشفي والقيام بأعمال التخريب المتعمدة لتدمير النظام من الداخل , وهكذا أذن , ففي اللحظة التي تتوصل فيها منظمة سرية إلى قتل كيروف الرجل الثاني في النظام , يصرح تروتسكي : ينبغي لدكتاوترية البروليتاريا في الاتحاد السوفييتي بصورة منطقية أن تبدأ في الخمود والزوال .
ففيما توجه هذه المنظمة حربتها إلى صدر البلاشفة الذين كانوا يدافعون عن النظام السوفييتي , يوصي تروتسكي باللين والتسامح تجاه المتآمرين .
وفي حركة واحدة يصور تروتسكي الإرهابيين من الزاوية الأشد إثارة للتعاطف , فهو يعلن أن اغتيال كيروف هو (( حدث جديد له مغزى كبير )) ويوضح فكرته قائلاً : أن حادثاً إرهابياً ارتكب بإيعاز من منظمة معينة , لا يمكن تصوره لو لم يكن هناك مناخ سياسي ملائم للإرهاب , فالعداء الشديد تجاه قمة السلطة لابد أن يكون قد سرى واتخذ إشكالا حادة حتى أمكن أن تتبلور داخل شبيبة الحزب مجموعة إرهابية ( وكان واضحاً لتروتسكي كيفية اندساس الشاب الذي نفذ عملية اغتيال كيروف ) . وبعد حادث الاغتيال ضربت سلسلة من الإنفجارات المناجم السيبيرية وراح العديد من العمال ضحايا لذلك العمل الجبان الذي قامت به المنظمة السرية و يشكل قادتها من مجموعة من التروتسكيين القدامى . من أمثال بياتاكوف وهذا الشخص كان يًتبع استخدام اختصاصيين برجوازيين , وكان قد أصدر عفوا عن تسعة برجوازيين محكومين عام 1930 في قضية تخريب كبيرة وشهيرة.
في كانون الثاني 1937 جرت محاكمة بياتاكوف , راديك , و تروتسكيين قدامى آخرين , اعترفوا جميعاً بنشاطاتهم السرية وأنهم يقومون بتخريب منهجي , وكثيراً من المؤلفين البرجوازيين كانوا يدعون أن هذه المحاكمات تهدف الى تصفية المعارضين السياسيين . والحال هذا , أن مهندساً أمريكياً عمل مابين عامي 1928و1937 ككادر اساسي في عدد كبير من مناجم منطقة الأورال وسبيريا التي ضربتها الأنفجارات , اتفق له أن كان شاهداً على كثير من أعمال التخريب وهذا المهندس الغريب عن السياسة واسمه ليتلباج أدلى بشهادة لها أهمية كبيرة حول تلك الإحداث الإجرامية . ووضح هذا المهندس الأمريكي كيفية عمل قوى التخريب مستفيدة من وصل بعض الكوادر الحزبية الى مراكز قيادة عن طريق الاندساس . و حول هذا الموضوع ((أن بعض قادة الحزب * بدوا لا مبالين , متساهلين وسذجاً * ومفتقرين إلى الانتباه والتيقظ تجاه الأعداء )) وتجاه خصوم الشيوعية المتسللين إلى داخل الحزب . وجرى الحديث عن اغتيال كيروف , الرقم الثاني في الحزب البلشفي إبان تلك الفترة . (( أن اغتيال كيروف هو أول إنذار جدي يؤكد بأن أعداء الشعب كانوا يلعبون لعبة مزدوجة , فما أن تم اغتيال كيروف حتى تمظهروا بمظهر البلاشفة مظهر أعضاء الحزب بغية اكتساب الثقة . وفتح مدخل لهم الى قلب منظماتنا .. واثبت محاكمات زمرة زينوفييف وتروتسكي عام 1936 بوضوح تام كيف التف حولهم كافة العناصر البرجوازية المعادية بحيث أصبحوا وكالة تجسس للغستابو . وأن اللعبة المزدوجة والتنكر خلف الأقنعة كانت بالنسبة إليهم الوسيلة الوحيدة للتغلغل )) . وأعدائنا دائما يلجؤون بسرعة إلى أشكال من الصراع أكثر حدة وضراوة . وكلما ألحقوا أذىً بالدولة السوفييتية كلما تشبثوا في صراعهم بأساليب اشد يأساً وقنوطاً , كلمجأ أخير لرجال يواجهون حتفهم )) . وهناك حالات كثيرة ونماذج كبيرة حول هذه المجموعات المتسربة داخل الحزب . لأن هذه الأعمال الإجرامية لا يقوم بها سوى مجموعات خسيسة باعت نفسها لقوى الشر من البرجوازيين والرأسمالية العالمية .
وللموضوع صلة :-
من تاريخ الحزب الشيوعي السوفييتي