عربةُ الفرحِ ... سلالُ عطاءٍ


مرام عطية
2018 / 1 / 3 - 17:29     

عزمَ الفرحُ على تعزيةِ المحزونينَ في أولى زياراتهِ للعام الجديد وتقديم الهدايا لهم
فمرَّ على منزلٍ اتَّكأ على تلةٍ حصىً هائلةٍ تهدَّمت أركانهُ، سألهُ مايريدُ كهديةِ عيدٍ من عربتهِ الفارهةِ فأجابهُ : أريدُ أولادي وأهلي ، ثُمَّ مرَّ على دمعةٍ تتدحرجُ من وجنتيَّ طفلٍ يتيمٍ وسألهُ أنْ ينتقيَ من عربتهِ هديةً فأجابهُ : لقد ضاعتْ مني لمسةُ أمِّي و لعبةٌ من بابا نوبل ، مرَّ على عجوزٍ سافرَ أولادهُ وتركوهُ لأنيابِ الوحشةِ فسألهُ أن ينتقي منه هديةً فقالَ له : أعطني الصبرَ و قطعةَ حنانٍ دافئةٍ
وحينَ وصلَ إلى امرأة ثكلى لم يسألها ماتريد بَلْ انثنى تصدعاً لمَّا أفرَغَ عربتَهُ من الهدايا ، ولم يستطعْ أن يقدِّ مَ لها ابتسامةً .
عادَ إلى الوطنِ شاحباً حزيناً فليسَ لديهِ مايقدّمهُ لهُ . رأتهُ نخلةٌ من عشتارَ فهرعتْ إليهِ هاتفةً : لا لا تبكِ أيُّها الفرحُ الجريحُ فأمواجُكَ سلالُ رضىً تموجُ عطاءً، مطرٌ قدسيٌّ يعمرُ القلوبَ بهطولهِ ، يدكَ البيضاءُ مروجٌ خضرُ، قبلةُ البحرِ للشطآنِ لمسةُ النورِ للظلامِ و شوقُ النَّحلِ للزهرِ ، طعمٌ لذيذٌ مذاقكَ ، ثمرةٌ لذيذةٌ في فمِ عطشانِ ، وقطرةُ ماءٍ لتشققِ شفاهِ نبتٍ ، كسرةُ خبزٍ لجائعٍ ، خيمةٌ للمشردين في الحربِ ،أناملُ سرِّيةٍ لشفاءِ المرضى تورقُ بين النبضِّ والضلوعِ ، و ركوةُ تلاقي في رحابِ الشَّوقِ المسفوح ، نغمةٌ عطرةٌ في أسماعِ كلِّ مجتهدٍ دؤوبٍ ، لوحةٌ فاتنةٌ تمورُ بالسِّحرِ في قصيدةٍ شاعرٍ و أغنيةٍ جميلةٍ لفنًّانٍ ، أو تربيتةُ كتفٍ كرسيُّ إجلالٍ ومائدةُ اهتمامٍ لعجوزٍ سافرَ أولاده وتركوه نهبَ الضياعِ ، لعبةٌ محببةٌ لدمعةِ طفلٍ يتيمٍ
كنيسةُ الذِّكرياتِ على ضفافِ الماضي الجميلِ
ومواقدِ الَّلهفةِ الَّلاهبةِ في ثلجِ المشاعرِ
قصصُ كانونِ البرتقاليةِ وحكايا الجدةِ للأطفالِ
لونُ الوطنُ القادمُ معَ الأهلِ والأبناءِ رافلاً بالأمانِ أنتَ .
ماأجملَ ألونَك أيُّها الفرحُ ! وماأعذبَ هداياكَ !
حقائبكُ السنيَّةُ أمنياتٌ عِذابٌ ، هيا ساااارعْ إلى الكونِ .
-----