ماستا الشَّرقِ .......بغدادُ والشآمُ


مرام عطية
2017 / 12 / 21 - 18:07     

ماستا الشَّرقِ .......بغدادُ والشآمُ
*********************
دجلةُ يصافحني بالورد يادمشقُ ، أمواههُ تزرعني نخلةً سامقةً تمتدُّ عرائشُها بين الرافدين والشآم ، قبعاتهُ الزرقُ ضمَّت جدولي الصغيرِ إلى نهر الإنسانيةِ الدائمِ التجددِ، الرافضِ التَّسولَ على أبوابِ الماضي ، والانتحابِ أمام مرارة الواقع ، فتركَ الوقوفَ على الأطلالِ
وابتدأ مسيرةَ العطاءِ الفريدةَ ، فحملته لآلىءُ الإبداع إلى شاطئِ العالميةِ الكبيرِ
أمواجُ الحضارة زارتْ ضفافي الشاحبةِ ، غسلتْ
جراحَ اليتمِ ، دثرتني بدفءِ حنينها، ثُمَّ نثرتْ سنابلها على جسدي النحيلِ فصرتُ مدينةَ سلامٍ
هذا موعدنا يابردى فلا جرحٌ ولا وسنٌ يعلو الجفنَ بعد اليوم ، هالةُ نجومٍ تزينُ قبةَ السماء . انظري كيف انهزمَ ذاك الَّليلُ ، تساقطتْ شعاراتهُ الحمقاءُ تحتَ أقدامِ النسورِ
شعشعَ النورُ وهذي طلائعهُ تختالُ غزلاتِ صباحٍ تسبحُ في مروجٍ سندسيةٍ خضرٍ
عاد التاريخُ منتشيَاً ياللفرحِ !! بغدادُ والشآم ماستا الشرقِ وزمردتانِ في عقدِ الحضارةِ البهيِّ ، فصبًّي حبيبتي كؤوسَ الوفاءِ للكرامِ .
وأنتَ أيها الياسمينُ أخبرني كيفَ أردُّ على شموخِ النخيلِ عطرَ السلامَ ؟!
أيهاالنهرُ العظيمُ أنتَ .....والأماني كوكبانِ من ألقٍ يرشفانِ لهفتي ويغيبانِ ، نخلتانِ ...سماويَّتانِ لايطالهما صنوبري ولا أقحواني ، عيناكَ وأحلامي شرفتانِ من سوسنٍ تسرِّحان خيوطَ الشَّمسِ على السفوحِ وفي الذرا تجدلانني من عطرهما يشرقُ لون الحبُّ وتغيبُ أحزاني ، تشربانِ الأزرقَ اتساعا وبالأخضرِ تكتبانِ
تسرُقَانِ كنوزَ الغيمِ وعلى الوهادِ تمطرانِ
تمسِّدان شعري وعلى خيباتي تشفقانِ
فكيفَ أرتقي لقصرهما وأقطفُ زهرَ الأفراحِ
دمْ نجمتي الأجملَ و ابقَ جناحي إلى ممالكِ الغيمِ .
و دعني أذوبُ كموجِ حنينٍ ، أغدو بوحَ أغانٍ ؟!
----------

مرام عطية