قومي متعصب من راكاح أم صهيوني من الحزب الشيوعي الاسرائيلي


ارام كيوان
2017 / 12 / 18 - 01:53     

//قومي متعصب من راكاح أم صهيوني من الحزب الشيوعي الاسرائيلي؟

يتبادر في ذهني هذا الموضوع منذ مدة طويلة ولم أجد وقتا أفضل لأكتب خاطرة عنه اكثر من الان بسبب الضجة القائمة حول مؤتمر الشباب العالمي الذي انعقد في روسيا وانسحاب بعض الوفود العربية بسبب وجود تمثيل لاسرائيل فيه.

(لاحظوا هنا لماذا هؤلاء الفلسطينيين سواء كانوا من عصبة النمري أو من بقايا العروبية في راكاح يشتركون كلهم في اجلالهم وتأليههم لستالين، كون هؤلاء السادة مثل سيدهم ستالين يتسمون بالمطلق بعداء ذاتي للسامية/اليهودية) - "حسن نظام في لحظة غضب هستيري عقب مقالي عن انهيار الاتحاد السوفيتي في الحوار المتمدن"

(قمت بحظر الواد الفلسطيني ارام محاميد لانه مطبع صهيوني من الشيوعي الاسرائيلي) - أحد "الرفاق" المصريين

بالرغم من أن الاقتباسين السابقين يتطرقان لي انا فقط سأستسمح العذر من رفاقي أن اتكلم بصيغة الجمع والتعميم، ان لم تخني ذاكرتي فقد قال اميل حبيبي ذات مرة أن العرب صهينوه والصهاينة اتهموه بكراهية اليهود والعداء للسامية، وكما اؤمن أنا فإن التاريخ يكرر نفسه مرتين في المرة الاولى كمأساة وفي المرة الثانية كمهزلة وأنا لا أعلم هل نحن في الاولى أو الثانية ولكنني أعلم أننا في مهزلة

يرى كثير من اليساريين و"الشيوعيين" في البلدان العربية أن الحزب الشيوعي الاسرائيلي عبارة عن مجموعة من الصهاينة وأحد هؤلاء هو الثرثار هشام غصيب وفيما يرى البعض الاخر كحسن نظام في الحزب الشيوعي الاسرائيلي "بقايا العروبة" وهذه النظرة تنتقل الى الداخل ايضا وبنفس الأسلوب، فما هو الصواب هل نحن "صهاينة" أم "بقايا العروبة"؟

عن نفسي أكتفي بالقول بأنني ماركسي لينيني(أو احاول أن أكون كذلك)، ولكنني وفي محاولتي لأن أكون ماركسيا حقيقيا يجب ان لا أتحدث بصيغة المفرد لذلك سأتحدث عن الحزب (مع أنني لست راضيا عن ما اَل اليه وضع الحزب في أيامنا)

الحزب الشيوعي ليس حزبًا قوميًا وليس حزبا صهيونيًا بل حزب مناهض للعنصرية القومية الشوفينية بكافة أشكالها وتجلياتها، لعب الحزب دورا حاسما في نضال الأقلية العربية التي بقيت في وطنها بعد النكبة وكان رأس الحربة في كافة نضالاتها، رفع الحزب الشيوعي طيلة تلك المدة شعارات واضحة وصريحة ولم يخشى لومة "صهيوني" ولا لومة "بقايا العروبة" من أبرز تلك الشعارات التي ما زالت ترفع الى اليوم هو "الشراكة العربية اليهودية" والعداء للثالوث الدنس "الصهيونية والرجعية العربية والامبريالية" وعدة شعارات اخرى

ان عدم فهم وضع العرب مواطني دولة اسرائيل وخصوصا الشيوعيين منهم هو ما يؤدي الى تصنيفهم الى "صهاينة" و"بقايا العروبة" (بالمناسبة أعجبني للغاية هذا المصطلح)، المواطن العربي في دولة اسرائيل يجد نفسه بين فكي كماشة المحافظة على الهوية من جهه وحقيقة كونه مواطنًا في دولة قد لا تعجبه أو لا يعترف بها ولكنه في جميع الحالات لا يستطيع نفي حقيقة كونه مواطنا في هذه الدولة والامتحان الأصعب يكون للشيوعي داخل اسرائيل اكان عربيا أم يهوديا فالشيوعي بالضرورة عليه أن يجد طرحا واضحًا للمسألة القومية بحيث يتجنب أن يقف ضد الفلسطيني المُضطَهَد وفي ذات الوقت لا ينزلق نحو مستنقع القومجية ويصبح كما البعثيين والناصريين واضرابهم من "بقايا العروبة"

منذ قيام اسرائيل حتى وفاة توفيق زياد نجح الحزب في هذا الامتحان الصعب للغاية نظريًا وعمليًا، في ايار 56 انتفض الرفاق بوجه الحاكم العسكري وجعلوه عبرة وتم اعتقال العشرات من الرفاق في حينها وفي عام 1976 قاد فارس يوم الأرض توفيق زياد انتفاضة الجماهير العربية في وجه السلطات الاسرائيلية ويدا بيد تم منع مصادرة الأراضي وفي ذات الوقت .حتى بعد انشقاق 1965 الذي أخذ شكل انشقاق عربي/يهودي وهو لم يكن كذلك الا أن الحزب لم يتخلى عن مبادئه بشأن السلام والشراكة العربية اليهودية بالرغم من تقصيره في الشارع الاسرائيلي "اليهودي"

وسأتطرق قليلا لمؤتمر الشباب العالمي الذي كان في روسيا، فهناك بعض الحمقى من الأحزاب الشيوعية في العالم العربي سبوا رفاقي وزاودوا عليهم، وببساطة ولأنني لا اؤخذ مثل هكذا اراء على محمل الجد سأقول بالفلسطيني "التهوا بطواغيتكم" وأخص بالذكر هشام غصيب
*ملاحظة: الفقرة الأخيرة ليس فيها أي تعميم بل مخصصة ل "بعض الحمقى"

العنجهيات الثورية وفزاعة الصهيونية ليست أمرًا جديدا بل اسطوانة قديمة/جديدة عن نفسي مللتها فالنظرة القومية ضيقه الأفق للقضية الفلسطينية بحد ذاتها مأساة والشيوعيين خاصة يجب أن ينزهوا أنفسهم منها، قضية فلسطين كانت فصلا جديدا من الصراع الطبقي ضد الامبريالية، عندما كانت القضية الفلسطينية الساحة الرئيسية للصراع ضد الإمبريالية في كامل المنطقة العربية تشكيل فصائل مقاومة مسلحة إلا في وقت متأخر وبصورة هشّة. اليوم لم تعد إسرائيل قاعدة إمبريالية غير أن بعض المتمركسين المزاودين المتبجحين بفزاعة الصهيونية لا هم لهم إلا مقاومة إسرائيل والعنصرية الصهيونية. القضية الفلسطينية تحولت إلى نزاع على أراضي وهو ما تعترف به منظمة التحرير الفلسطينية وسائر الدول العربية ولم تعد قضية قومية تتعلق بالبنية الإمبريالية بأي شكل من الأشكال، لكن كثير من الشيوعيين بعد أن لم يعودوا شيوعيين وخلت أجندتهم من كل الحروف والأسماء فإنهم في حالة ضياع ولم يعودوا يتذكرون إلا فلسطين حالهم كحال الحكام العرب الذين لا يتذكرون فلسطين إلا لتوظيفها في كل ما هو سفيه كتأييد الطغاة والبكاء عليهم وكم رأينا من اشتياقات ولطم على صدام حسين ومقابره الجماعية والقذافي وبهلوانياته