منطق المسلمين في الدفاع عن فلسطين!


محمد مسافير
2017 / 12 / 9 - 13:16     

يكفيك أن ترى هذا الديكتاتوري المجنون، زعيم كوريا الشمالية، يدافع عن فلسطين، كي تدرك لا عدالة القضية!
عقول الشعوب ((العربية)) تتساوى في جنونها مع هذا التافه!
الشعوب تضحي بدمائها في سبيل حصد الأوهام، واستفيدوا من التاريخ يا نبهاء!
فرنسا عاهدت الملك إن هو أعانها في حربها ضد ألمانيا بأن تسلمه المغرب... لكن من حارب؟ حارب فقراء الجبال طمعا في وتيقة الإستقلال، انتصرت فرنسا، ومات من مات من الفقراء، تسلم الملك مفاتيح الحكم، وظل الفقراء في القاع!
عاهدت بريطانيا ال سعود، إن هم أعانوها في حربها ضد ألمانيا، بتسليمها ما يسمى الآن "السعودية"، ضحى الفقراء مرة أخرى بدمائهم حتى حققوا النصر، ثم وفت بريطانيا بعهدها!
عاهدت بريطانيا اليهود، إن هم أعانوها في حربهم ضد ألمانيا، بأن تسلمهم أرض إسرائيل، ضحى اليهود بأموالهم، ثم تسلموا الأرض!
ورغم أنهم سلكوا كلهم نفس الطريق، إلا أننا لا نحاسب إلا إسرائيل، لأننا نعاني من عقدة ضد اليهود (من منطلق ديني طبعا)
وإن عدنا إلى التاريخ، أو تحدثنا عن الأصل، فمصر رومية قبل أن يحتلها عمرو بن العاص، في ما يسميه المسلمون افتراء بالفتح الإسلامي، سلبوا أرضها واستولوا على خيراتها وأذلوا قومها، لكن لا أحد يحاسب المستعمرين!
شمال أفريقيا أمازيغية، لكن جحافل المسلمين بقيادة عقبة بن نافع، قامت باستعمارها واستعباد أهاليها!
إذن، فربما أتفق معك إن كنت موضوعيا، ودفعتك نفس الأسباب التي أقنعتك بالاحتجاج ضد إسرائيل، إلى الاحتجاج ضد الإستعمار الإسلامي!
طردنا المستعمر الإسباني والفرنسي من المغرب كله إلا من سبتة ومليلية، لكن ماذا حدث؟ أحياء الصفيح وقرى مهمشة وبطالة وأوضاع اقتصادية مزرية وبنية تحتية متهالكة وكرامة مفقودة وعدالة وهمية وديمقراطية مزيفة وصحة منعدمة وتعليم شكلي لا يقدم ولا يؤخر... لكن في المقابل... قارن المغرب كله بسبتة ومليلية وحدثني عن العجب!
أنظر لحال دول "المسلمين" جميعها، وقارنها بدولة إسرائيل وحدثني عن الفرق، في سرعة البرق، استطاعت أن تتصدر المراتب العليا على كافة الأصعدة، لكن المسلمين يعشقون القاع وهم فيه إلى أبد الآبدين!
استطاع قرار ترامب أن يحشد آلاف المتظاهرين الساخطين، حتى في المغرب، ضد قضية لا يفهمون فيها شيئا، فقط لأن المسجد الأقصى يوجد في فلسطين، وأي مسجد هو، بل هو احتلال لمعبد اليهود و"أسلمته"، ساخطون ضد محتل في أقصى الأرض، وهم عاجزون كل العجز عن المطالبة بأبسط حقوقهم التي لم يسلبها اليهود، بل اغتصبهم فيها حاميهم الذي يسبحون بحمده بكرة وأصيلا...
فين المنطق يا متعلمين يا بتوع مدارس!
إن أجمع الكل على قضية، فليست بالضرورة سليمة، فالذباب لا يحتشد إلا على الخراء!
منذ مطلع الألفية الثالثة إلى حدود اليوم، عشرات الآلاف من الفلسطينيين المقدسيين تقدموا بطلب الجنسية الإسرائيلية، وإلى حد الآن، تمت الموافقة على 15 ألف، أما فيما يخص رام الله والضفة الغربية، فحدث ولا حرج، دون الحديث عن الهجرة المصرية نحو دولة إسرائيل...
إنهم يعرفون حقيقة بلدانهم وحكامها، وفي المقابل، يعرفون حقيقة إسرائيل عسكريا واقتصاديا وحقوقيا... إنهم يفرون من واقع بلدانهم المنحط بحثا عن حياة أفضل وظروف عيش أرقى، لن يعيشوا إلا مرة واحدة، وعليهم أن يستمتعوا بالحياة ما دامت هناك فرصة وإن في الضفة الأخرى، تعليم راقي لأبنائهم، واقتصاد قوي يحقق التطلعات، وعدالة تضمن لهم حقوقهم الكاملة بما فيها حق المعتقد وممارسة الشعائر الدينية الذي لن تجده في أي بلد "إسلامي"! ولكم في عرب 48 المجنسين عبرة يا أولوا الألباب!