أحلامُ الشتاءِ الورديَّةُ ..... تقطفُ الصَّبارَ


مرام عطية
2017 / 12 / 8 - 18:28     

شاحبٌ هذا الشتاءُ ، احتسى مرارةَ الخيبةَ ممن سقاهم شلالَ الرحمةِ ، وسلسلَ الخيراتِ ، مطعونُ الفؤادِ بخنجرِ الغدرِ وسهامِ الحقدِ المميتةِ
حقولهُ جرودٌ صفراءُ ،حاكت معطفهُ دموعُ الأراملِ والأمهاتِ ، مدنهُ البيضُ رحلتْ احتجاجاً ، مُذ احترقَ الفراشُ في وطنهِ ، وتفحمتْ حمائمُ السَّلامِ ....أحلامهُ الورديَّةُ رعتها ذئابُ البراري
والغاباتِ ، عصافيرهُ في مأتمٍ جنائزيٍّ تقرعُ أجرسَ الكنائسِ تقيمُ صلاةَ الغيابِ
ينابيعهُ جفَّت ، نضارةُ زيتونهِ تجعدتْ ، تقوَّسَ ظهرهُ ، أتعبتهُ الهمومُ ، فاتكأ على وسادة الألمِ
يرسمُ أحلامهُ السعيدةَ على كثبانِ الرمالِ
أتراهُ مرَّ على حروفِ شاعرٍ مقصوصةِ الجناحِ
داميةِ العينين ، تحتفلُ بالتنهيدِ وتحتفي بالآهاتِ ؟!
أم تراهُ قطفَ الصبارَ من أشجارِ صبري الباسقةِ ؟!
---------