بمراكبُ العطاءِ .......العبورُ أسرعُ ( سرد تعبيري )


مرام عطية
2017 / 12 / 4 - 09:37     


قال لي إلهُ الفرحُ ذاتَ صباحٍ والشَّوقُ همسٌ ودوقٌ
انطلقْ بجناحيكَ نحوَ المدى ، اتركْ صغارَ الريشِ للسُّهولِ ، اقطعِ النهرَ والجبلَ و اعبرْ إلى الضِّفةِ المقابلةِ ، أصدقائي كثرٌ ، عطري فارهٌ ، ورودي مخمليةٌ ، تشبَّهْ بخطا الفصولِ ، اخلعْ أولا ثيابك الخريفيَّةِ مقلماً أغصانَ اللوزِ والزيتونِ في حقولِ فؤادكَ اليابسةِ ؛ ليزينَ الربيعُ موائدكَ بضروبِ الزهرِ ، وافترشْ أحلامكَ كالصنوبرِ سريراً أخضرَ توضأْ بشعاعِ الشَّمسِ وتزين بأقراطَ الصَّبرِ ، انزعْ أشواكَ المللِ عن قدميك، درِّبْ ساقيكَ على الدروبِ القصيَّةِ، والبسِ الجدَّ حلةً النورِ ...............
بمراكبِ العطاءِ العبورُ أسرعُ من مضيقِ الحزنِ الشَّاحبِ إلى أرخبيلِ الأملِ ، يواقيتُ الحبِّ في جزيرةِ اللازورد ، اطرقْ بابها ؛ فإنَّها لن تَغُضَّ طرفاً عن محتاجٍ عافَ الرتابةَ وانتعلَ حذاءَ السَّعيَ والجدَّ يوماً ، أو تمنعَ خبزَها عن جائعٍ سبقَ الغزالةَ في الشروق ، لن تَصدَّ عن عطشانَ يحفرُ بأناملهِ بئرَ ماءٍ ، شلالَ رضىً سنثالُ عَلَيْهِ .
فهلاَّ تحطَّنَ نوارسكَ على ضفافها؛ لتصيرَ أنشودةَ حياةٍ ...