خزانةُ صدأٍ ........ تقاضي أميرةٌ


مرام عطية
2017 / 12 / 3 - 00:19     

خزانةُ صدأٍ ........ تقاضي أميرةٌ
****************************
دلفَ الى طاولةِ التحقيقِ إمبراطوراً يقاضي صغيرةً في محاكمةٍ بدائيةٍ عقيمةٍ ، وشهودُ الظلمِ في عينيهِ سيوفٌ تبيدُ أحلامَ أميرةٍ ، في رأسهِ خزانةٌ صدأ وبيده أوراقُ نفقٍ من مستنقعِ الظنونِ الآسن ، لا غرابةَ لديه أنْ يسكبَ حنظلاً في كأسها أو يهتكَ حريرَ وريقاتها ،الأنهارُ العاشقةُ لاتثنيهِ عن خطأٍ ، أو تردعَ خيولَ ظلمهِ البربريةِ ، أسكتَ ضميرهُ الحيِّ برصاصتين أطلقَ إحداهما على الله بفتوى شيوخهِ الزئبقيةِ ، والثانيةُ على كبدها
فتساقطتْ الروحُ قطعةً قطعةً ، وأمعنَ في تشريحِ جثتها مكشراً عن أنيابهِ ، ما ثناهُ تواضعُ قلبٍ أو ثروةُ فكرٍ ، لحنُ إنسانيةٍ أو صراخُ حقٍّ
رآهُ ظلها هائماً في غيِّهِ فهتفَ :
خذْ حصتكَ من حقلي وانصرفْ أيها الوحشُ لاتنسَ أنْ تقتنَّعَ بثيابٍ بيضاءَ لئلا يراكَ الآخرونَ معفراً بدمائي ، لقد بدأَ صراعكَ الأبديُّ مع دمي اليصرخُ في أعماقكَ ، وعصفِ الرِّيحِ بين روثِ ماضيك العفنِ وكرومِ العلمِ اليانعةِ الثمارِ ، وبين أسمالِ ظنونكَ ومفرداتِ الحقيقةِ ، بين أوهامِ معتقداتكَ وأشجارِ الجمالِ الوارفةِ الخضرةِ
أودعتكَ الإلهَ ...سلام المسيحِ أهديكَ ، غداًستقيِّمك الحياة حين تشرقُ شمسُ العدلِ و تنزعُ من فكيكَ أنيابَ الثعالب فتعلِّمكَ وصايا العشبِ وإنجيلَ المحبةَ السرمديَّ
------
مرام عطية