عيناكَ .... قاموسُ الوردِ


مرام عطية
2017 / 12 / 1 - 22:38     

عيناكَ .... قاموسُ الوردِ
********************
بين سرير الضلوعِ كانَ ذاكَ الإلهُ الصغيرُ المسمى ( القلبَ ) جنيناً ينامُ ، يتدثَّرُ بالأحلام حين انهمرتْ قطراتُ همسكَ الحريريةَ على أجفانهِ المثقلةِ بالكرى ، كالعشبِ على جانبي الوادي تدثرَ بالندى فأيقظتهُ أناملُ الشَّمسِ
ومذ التقيا على هاكِ الضِّفافِ ذابَ الندى ..كبُرَ
طفلُ الحبِّ صارَ نخيلاً ، ناداهُ الشَّوقُ لعينيكَ ... فتعثرَ في دروبِ البينِ ، بين حفرِ الأسى ، وصخورِ الزمن البازلتيةِ
القابعةِ في زوايا فكرٍ بالٍ يطلقون عَلَيْهِ اسمَ المجتمعِ يستعمرُ ثغرها يسيجُ خصرها النحيل ، كالهالوكِ في أرضٍ خصبةٍ يبيدُ زرعها ، ناكدتهُ حسانُ الأماني في حدائقها ، لكنها عادت كالعوسجِ بلا خضرةٍ ولا أريجِ نغمٍ
أيُّها النَّدى أتدري ماعيناكَ ؟؟
أوراقُ النَّقاء و عيناكَ غيمتانِ عاشقتانِ تنتظرانِ ابتسامةَ الشَّمسِ ؛ لتسيلا جداولَ فرحٍ وفتونٍ ، و لتَبسما أقماراً من الأملِ ،فتمطرا زهرَ الشَّوقِ
سريرُ الشَّمسِ و عيناكَ قصيدتانِ من ماءٍ وزهرٍ ، نظمَهما الإلهِ ... ساعةَ الفجرِ ، حكايتانِ طويلتانِ لسندبادَ ، قريتانِ بعيدتانِ عن الصَّخبِ
وموجتانِ خجولتانِ عند شواطئ الوصالِ
كيفَ لي أن أتهجَّى حرفين منهما، أو أمرُّ بعطرِ أمواجهما، أتفيَّأُ تلكَ الظِّلالِ ، دون أن أستعينَ بقاموسِ الوردِ و ريشةِ الشَّمسِ ؟!
بحرُ أسرارٍ عيناااكَ ....تخشى الغوصَ في أعماقهما طفلتي ، لو تجيدُ العومَ ! محرابُ صلاةٍ و طهرٍ كيفَ لي أنْ أرتادهما من غيرِ أن أخشَعَ ؟!
----------
مرام عطية