همسٌ شفيفٌ يطفو ...... برعشةِ سنونو


مرام عطية
2017 / 11 / 28 - 10:21     

همسٌ شفيفٌ يطفو ...... برعشةِ سنونو
**************************
من مدنِ الأحلامِ أتيتَ نخيلاً يرفلُ بالنورِ، تلبسُ وشاحَ أميرٍ بين يديكَ غصنُ آراكَ ، وعلى شفتيكَ قصيدةُ غديرٍ ، تسللتَ من جراحاتي فارساً ينحرُ الخيباتِ ، ويخرسُ ألسنةَ الظَّلامِ والآهاتِ
أمواجكَ طوَّعتَ سفنَ الرحيلِ ، بدَّدتَ غيومَ ليلي ، حملتَ جوازَ سفرِ طائرٍ وتجذَّرتَ في فؤادي سندياناً ،لا أدري كيف دارت طواحينُ الهواء وأبعَدتكَ عن جزيرتي القمريةِ بلا استنذانٍ ؟! أه ماأمرَّ فراقَ النَّخيلِ ! وماأقسى سياطَ الحرمانِ ! تمتطي جوادَ الغربةِ بحثاً عن نصفكَ المغادرِ ، أنقِّبُ عنكَ في السَّراب . لا لا جوابَ شافٍ أو ترياقَ لقلبكِ يجيبُ الغيابُ، ركبتُ قارباً بلا شراعٍ ، ياللهولِ اهتزَّ بي المركبُ عصفتِ الرياحُ لاأدري أينوءُ بجثَّتي أم بثقلِ الأحزان ؟!
موجةٌ جديدةٌ تكاد تغرقني تنهمرُ زهرَ لوزٍ ، وريقاتِ حبقٍ ،يضيءُ وجهكَ قناديلَ الشَّمسِ ، يناجي السَّماءَ يعانقني بلهفةٍ ، يزيحُ عن كاهلي أطنانَ الأثقالَ ينفضُ عن عينيَّ غبارَ الأجاجِ ، همسٌ شفيفٌ ملفوفٌ برعشةٍ سنونو يطفو على وجهِ الماءِ : أمنيةُ الروحِ عيناكِ يا عذراءَ الغاباتِ ..... و ينهمرُ السَّحابُ على رمشي لحنين من دمعٍ .....
أتراني في مرفأ الصَّفاءِ أم في قدسِ الروحِ ؟!
----------
مرام عطية