ارتفاع حالات تعنيف الأساتذة بالمغرب!!


محمد مسافير
2017 / 11 / 28 - 04:22     

فترة إنتاج مسرحية "مدرسة المشاغبين"، تضاعفت نسبة الشغب في المدارس بشكل مهول، رغم أن موضوع المسرحية كان يحاول معالجة هذه الظاهرة، إلا أن تأثيرها كان جد سلبي، فخان توقعات كل المتفائلين!
نفس الأسطوانة تتكرر بعد أن تم إنتاج فيلم "القسم رقم 8"، فبدلا من أن يفهم التلاميذ مغزى الفيلم، توقفوا عند بطولات المشاغبين، وقابلوها بإعجاب وانبهار، ثم حاولوا تنزيلها على أرض الواقع، وضدا على أعصاب الأساتذة المساكين...
يمكنكم اليوم أن تلاحظوا وبجلاء، مدى ارتفاع نسبة تعنيف الأساتذة بعد انتشار فيديو تعنيف أستاذ ورزازات، فربما قد غدا شبه يومي وعلى نحو أفضع.
الفيديو الأخير هو عبارة عن فيلم حي، استطاع أن يلف حول الأستاذ تعاطفا كبيرا من معظم الشعب، لكن مع الأسف، هذا التعاطف لم ينبع من التلاميذ الذين يعنيهم الأمر بشكل مباشر، فأين الخلل؟
المشكل هنا أن عقلية التلاميذ أو طريقة تفكيرهم تختلف بشكل جدري عن عقلية غيرهم، فهم ينجرون خلف البطولات طائشين، فبالأحرى إن كانت السبل إليها قصيرة، البطولة في الفرادة، في التميز وإن بشكل سلبي، في إثارة انتباه الأخرين، في إعادة الإعتبار... وهذه هي الحلقة المفقودة في تفسير ظاهرة الشغب في البلدان المتخلفة!
أطفالنا يعانون الإهمال منذ الصغر، يحاولون التعبير عما يخالجهم فيقمعون في البيت ثم في المدرسة، وحتى إن أبدوا حسنا لم يعيروهم اهتماما، محرومون من عنصر التحفيز الذي هو أساس التكوين السليم لشخصية الإنسان، ينظرون إلى أنفسهم كزائدة دودية فوق هذه البسيطة، وإن حاولوا فرض الذات في مجالات عشقهم، غابت الوسائل والإمكانيات، فكيف لهم إذن أن يبرزوا ذواتهم؟
أقصر السبل هي جمجمة الأستاذ، فمهما ستكون العواقب، أخيرا سوف تلتفت الرؤوس جهتهم!