كوبا بعيون عسلية


عليه اخرس
2017 / 11 / 27 - 09:15     

كوبا بعيون عسلية

يقول الزعيم الراحل فيدل_كاسترو الدولة التي تخضع لأمريكا و امبرياليتها وتطبع مع إسرائيل وصهيونيتها هي لا تستحق الوجود علي الأرض فدمارها اهون عليها من عارها...

وهكذا خطت كوباالمتمرده ، تلك الجزيرة النائية على ضفاف الكريبي ،والتي لا يتجاوز عدد سكانها ال12 مليون نسمة. والتي حمل رئيسها الراحل فيدل كاسترو السلاح وقاد الثوره مع رفاق دربه الذين لم يتجاوز عددهم المائة ضد الرئيس فالجنسيو باتيستا عام 1953 . الا ان محاولته احبطت وسجن هو وشقيقه راؤول. وبعد عامين صدر عفو عن كاسترو الذي واصل حملته لإنهاء حكم باتيستا من المنفى في المكسيك. وشكل قوة مقاتلة عرفت بحركة 26 يوليو.وقد لاقت مبادئ كاسترو الثورية تأييدا واسعا في كوبا. وتمكنت قواته في عام 1959 من الاطاحة بباتيستا ونظامه المتعفن الفاسد. حيث تسلم كاسترو سدة الحكم وسرعان ما حول كوبا الى نظام اشتراكي لتصبح كوبا اول بلد في العالم الغربي يسير في طريق الاشتراكية . مما اثار سخط الولايات المتحدة الامريكية التي لم تعترف انذاك بالحكومة الكوبية الجديدة المناهضة لسياستها ، والتي استخدمت جميع الاساليب الوحشية لاسقاطها وظهر ذلك جليا على اثر تأميم الشركات الامريكية في كوبا. وفي ابريل نيسان عام 1961 حاولت الولايات المتحدة إسقاط النظام الاشتراكي الفتي في كوبا بواسطة جيش خاص تم تجنيده من الكوبيين العملاء المنفيين لاجتياح جزيرة كوبا. وتمكنت حينذاك القوات الكوبية في خليج الخنازير من صد المهاجمين وقتل العديد منهم واعتقال حوالي الف شخص. بعد ذلك بعام بدأ الوضع يتدهور بين البلدين على اثر موافقة الرئيس فيدل كاسترو على نشر صواريخ نووية روسية في كوبا. وعندما تم اكتشاف الصواريخ الروسيه بواسطة طائرات التجسس الامريكية شعرت الولايات المتحدة بالتهديد المباشر. واصبح كاسترو عدوها الاول . الا أن الازمة لم تستمر طويلا حيث توصلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الى تسوية يزيل من خلالها الاتحاد السوفياتي صواريخه مقابل تعهد امريكي بعدم غزو كوبا . صمد الشعب الكوبي بقيادة فيدل كاسترو بوجه الحصارالاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة قبل وبعد انهيار المنظومة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية، واستمرت كوبا على نفس النهج متحدية الغطرسة الامبريالية الجائره وبقي الشعب الكوبي يقاوم رغم تاثره بشكل كبير بإنهيار المنظومة الاشتراكية التي كانت تربطه بها علاقات تجارية ، اقتصادية ، اجتماعية وسياسية وثيقة . وازداد الوضع الاقتصادي سوءا وانعكس ذلك على الوضع المعيشي لحياة الكوبيين اليومية . وساهم ذلك في سياسة التفقير التي تتبعها الامبريالية لتركيع الشعوب المناضلة التواقة إلى الحرية والسلام ، لكن رغم كل ذلك استطاع الشعب الكوبي ان يتخطى الاثار السلبية ويعتمد على نفسه بتدبير اموره ، كما حافظ على كرامته بالاستقلال والحريه معتمدا على امكانياته الذاتية وموارده الطبيعية . يستهلك منتجات كادحيه. شعب يعيش ببساطة تامة ، يكدح ويستغل وقته الباقي في الترفيه والاستجمام .الحياة في كوبا تختلف اختلافا جذريا عنها في باقي دول العالم من حيث النوعية ، فمعظم المواد الغذائية تنتج بشكل طبيعي ودون أن تلوث بالمواد الكيميائية ، ولا توجد في كوبا سحب التلوث التي نتنشقها في ما يسمى العالم المتحضر رغم تاثرها نوعا ما بتلوث المحيط الامبريالي ونفاياته السامة بسبب قرب موقعها الجغرافي. الحياة في كوبا يعمها الامن والسلام والتعاون .ويتميز الشعب الكوبي بانفتاحه وصدقه وحسن معاملته للاجانب وحبه للشعوب الاخرى التواقة للحرية والسلام .شعب وعي اطماع الامبريالية وجشعها ، آمن بثورته وانتصر، تعايش مع الحصار وتحمل اثاره دون تردد او تراجع . لم تلوث الدعايات المغرضة والثورات المصنعة امريكيا عبر التكنولوجية ادمغة شعبه. ولم تجذبه او تبهره المظاهر المصوّره عن حياة الرفاهية الزائفه في العالم المتحضر. شعب كان ولا يزال همه الاول الحفاظ على حريته واستقلاله من التهديد الامبريالي السافر. ان مسالة ازدهار كوبا وتقدمها تتاثر بالحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ تاسيسها وبالحملات والدعايات الكاذبة المنافية للحقيقه التي تبثها الامبريالية ووسائل اعلامها الماجورة.

فكيف تدار هذه الحمله المسعوره على كوبا وشعبها المناضل من قبل الامبريالية الامريكية وحتى من الدول التي تقيم علاقات معها ؟


يصورون للعالم كوبا كدولة تعيش في العصر الحجري . يقولون لك كوبا دولة فقيرة وعلى وشك الموت جوعا ولا يتوفر فيها ابسط الحاجات الاساسية واذا اردت قضاء العطلة فيها فيجب ان تاخذ معك جميع حاجاتك . طبعا هذا قمة النفاق الامبريالي لتشديد الحصار فمن خلال مشاهداتي فلا يوجد مجاعة كما تلفقه الامبريالية ، صحيح بان هناك فقر ولا يوجد بضاعة اجنبية بكثره كاسواق الدول الراسمالية الاستهلاكية ولكنها متوفره والمنتجات المحلية متنوعة ومتوفره بشكل كاف وفي متناول الجميع.خلافا للدول الراسمالية التي تتكدس فيها البضائع دون القدرة على شرائها من قبل شريحة واسعة من جماهير الطبقة الفقيرة والوسطى . بالاضافة الى ظاهرة التسول والاشخاص دون ماوى المنتشرة في جميع الدول الراسمالية والتي لا يوجد لها اثر في كوبا.والمفارقة العظيمة التي يلمسها كل زائر لكوبا هي حب الشعب الكوبي لنظامه والتفاني في سبيل الدفاع عنه ومدى عدائه للامبريالية . ان قضية رفع الحصار هي قضية انسانية واخلاقية ومبدئية لا تخص الكوبيين فقط وانما تخص جميع القوى التقدمية المحبه للحريه والسلام والشيوعية منها بشكل خاص عبر تطوير العلاقات ودحض الاكاذيب الاميركية وعبر تشجيع السياحه الى كوبا وهي التي بكل تاكيد سوف تسهم في انعاش الاقتصاد الكوبي . وما هو المانع بان تصبح كوبا مركزا للاممية ؟ فعلى جميع التقدميين الاحرار صرف اموالهم في كوبا بدل صرفها في خدمة الامبريالية وانظمتها المتعفنه التي تستخدم هذه الاموال في محاربة الانظمة والقوى الحره لتركيعها والهيمنة عليها ونهب ثرواتها.

فتحية للزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو في ذكرى رحيله .
عاشت كوبا الابية مثالا وقدوة للشعوب المناضلة !