تشريع زواج الطفلة الصغيرة وصمة عار الإسلام السياسي


علاء الصفار
2017 / 11 / 23 - 15:03     


ماذا يريد الإسلام السياسي ( سنة و شيعة ) في العراق من البنات الصغيرات بل من الشعب العراقي عموماً. لا شك نحن نعرف أن الصراع بين القوى الثورية و التحررية له تاريخ ورجال في العراق وبين القوى الرجعية والعميلة المتخلفة.
لقد جاء قانون الأحوال الشخصية, المرقم ب 88 و المؤرخ بعام 1959كثمرة لنضال مرير. فبنظرة بسيطة للتاريخ نجد التاريخ الفاصل بين عراق الخنوع للاستعمار وعراق ثورة 14 تموز التحررية, التي ليس اجتثت الملكية والإقطاع والانكليز من العراق بل ضربت تلك الثورة كل ما هو رجعي وحاولت ترسخ قيم عصرية في حياة الشعب العراقي.

لقد كان ضرب الملك والإقطاع في العراق عمل ثوري مضاد لمصالح الانكليز والرجعية العراقية, وقد كان التحول الثوري في العراق بقيادة الضباط الأحرار و بشخص الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم,عمل مزلزل للقوى الاستعمارية بذيولها من ملك و إقطاع ورجال دين وعاظ السلاطين.
لقد كان الزعيم و رفاقه قوة فاعلة اكتسبت حب الشعب والتفاف القوة الثورية من أحزاب و شخصيات وطنية ومنها الحزب الشيوعي العراقي, الذي لا يزال في الوجود والعمل لكن بواقع و بقيادة تختلف عما كان في زمن الثورة التي تحولت قوة شعبية جريئة استطاعت أن تحقق الكثير من المكاسب الاقتصادية كتأميم النفط و توزيع الأراضي على الفلاحين والسكن للأرامل و اليتامى و من ثم التعليم المجاني و أخيراً قوانين عصرية تحترم المرأة و الأطفال و الشيوخ وحق تنظيم العمال والنساء في منظمات ونقابات.

أن هذا الإنجاز العظيم قبل 60 عام أرعب القوة الغربية وأمريكا, مما حدا بها التعاون مع القوى الرجعية _ رجال الدين _رؤساء العشائر_ حزب القومجي عبد السلام عارف_ حزب البعث_القومجية الأكراد, من اجل لجم جموح الثورة الشعبية التي قادها الزعيم العراقي الراحل والتي اعتبرت الثورة الوحيدة التي كانت منفلتة من عقال العمالة للغرب وأمريكا.

لذا تم ومن البداية تحريك تلك القوى الرجعية والعميلة لوضع العصي في عجلة التطور في العراق, كي لا ينفلت من براثن التخلف ويحقق دولة الحرية و احترام الإنسان, لأن الغرب وأمريكا كان على معرفة تامة توجهات أحرارالعراق.فالغرب وأمريكا يعرف طريق التطور, إذ هم كانوا من بدئوا بعملية عزل الدين عن السلطة والثورة على الإقطاع و تحقيق ثورة التنوير التي جاءت بها الثورة الفرنسية ليتم تبنيها في كل بلدان الغرب, مما أدى للتطور,فلا يسمحوا للعراق بها.

فكان قانون الأحوال الشخصية ضربة لرجال الدين المشعوذين من نواحي عديدة منها الاقتصادية والأخرى السلطة الروحية على الشعب التي تعطيهم المركز الاجتماعي وثم التحكم بالشعب من خلال بث وتكريس العقل الرجعي من خلال التقاليد والعادات والموروث البائد الذي يسمى بكلمة أخرى الشريعة والسنة والفتوى الدينية, التي حكمت العراق لقرون من بداية الدولة الدينية سواء في الدولة الأموية والعباسية والدولة العثمانية.

أي أن رجال الدين جل تمسكهم بالشريعة يعتمد على الموروث المتخلف الغائر في عبودية قرون مظلمة, من اجل بقاء هيمنتهم وهيبتهم في المجتمع, فلما جاءت الثورة و انجازاتها تقلص وجه المعممين بل تقلص كل جسد المركز الخرافي وكل الموروث العفن, فراعهم المفردات الجديدة وخاصة فيما سمية براعية الأمومة والطفولة فهذه المفردات صارت قبلة الجماهير الشعبية,و كأن دين جديد حل على الوعي العراقي ليجسد خواء القيم الدينية الرجعية.
لذا أن تحرك رجال الدين جاء من خلال التلاعب بعقول البشر المتخلف والنقمة على مفاهيم ومفردات العصر الحديث, فتم شحذ الناس نحو الخوف من تحرر المرأة, الذي فاجئ الرجعية العراقية بكل مسمياتها, فنزول المظاهرات العمالية وخاصة النسوية المناصرة لزعيم الثورة, اقلق رجال الدين إذ أن أعداد الملايين كانت تفوق أعداد الذين يصلون في الجوامع والذين يضربون الزنجيل ويلطمون في الحسينيات.
مع مد يساري بل ماركسي كبير في كل مدن العراق من الجنوب فالفرات الأوسط فبغداد فمدن وقرى كردستان, هتف الشعب بأسم الحرية و بأسم الزعيم العراقي لا بل و بأسم الحزب الشيوعي لأجتثاث القيم الدينية المتهرئة.
لذا حين سن قانون الأحوال الشخصية كان هناك ورائه عقل الزعيم ورفاقه الأحرار_ لابد من ذكر شيء عن ذلك الرجل الثوري إذ أنه أبن بغداد العريقة ينحدر من أب سني و أم شيعية, درس في بريطانيا العلوم العسكرية وغرف من معين قيم التقدم و التحرر هناك_ أي كان رجل يملك موروث وثقافة متحررة, برغبة عارمة نحو التحضر, فسريعاً صار هناك دعم جماهيري للمسيرة الثورية من قبل العمال والمنظمات النسوية.

لذا عمل رجال الدين أولاً بجبن وحذر بتصيد الهفوات والاندفاع سواء للأحزاب أم لحركة الشعب عموما, التي أصابها الجنون الجامح من اجل الحصول على الحرية والمكاسب, ولما وجد رجال الدين ضالتهم في عبد السلام عارف وحزب البعث تم العمل على الهجوم على الجمهورية الفتية التي كانت تفور نحو سموات الحرية.

فكان أول ما هاجمه رجال الدين هو قانون الأحوال الشخصية و على الأخص ما يتعلق بحماية النساء والبنات من شرور الرجعية والموروث السافل الذي يتعايش ويعتاش عليه رجال الدين من وعاظ السلاطين والخرافيين الظلاميين وسلطة الملك والإقطاع وبدعم الانكليز لذلك التوجه, لذا قام السيد مهدي الحكيم تقديم فتوى للعميل الخائن عبد السلام عارف, بالشيوعية كفرٌ وإلحاد وقتل الشيوعي حلال, وكان الحكيم والرجعية العراقية بأحزابها المذكورة قد عملت على اتهام حتى الزعيم العراقي, بالزعيم الأحمر من اجل تحليل قتله بتهمة الكفر والإلحاد.

إذن نحن اليوم أمام تاريخ من الصراع بين قوى الشعب المتحررة والمتعطشة للتقدم وبين قوى الرجعية و فئاتها الدينية وأحزابها القذرة الفكر والتاريخ, بماضيها الوسخ وحاضرها التعيس. لاسيما أن أمريكا من جاءت بهم للسلطة. لم ينسى رجال الدين ولليوم تاريخ ثورة 14 تموز فوجود قانون الأحوال الشخصية هو موروث ورمز الثورة نحو الحياة العصرية,التي أثارت الهلع في نفوس الرجعية. فاليوم نحن أمام رجال بأحزاب تتبجح بسنة الله والدين منافقةً, وجهاً لوجه. فهم يحاولون اغتيال ليس فقط القوانين التحررية بل اغتيال كل التاريخ والذاكرة الثورية.

من الجدير بالذكر أن السلطة الحالية هي ليست سلطة دينية سواء من ناحية حضورها أم من ناحية انجازاتها, أقصد أن حضورها كان صدفة تاريخية قذرة بغزو أمريكا الإرهابي للعراق,أي هي ليست ثورة شعب يريد تحقيق الشريعة, من ثم أن هذه السلطة لم تحقق أي مبدأ من مبادئ حتى الإسلام الذي جاء به محمد قبل 1400 عام.

فلقد ثار النبي محمد على سلطة قريش وانتزع المكاسب للفقراء ومن ثم قام بتوزيع الثروة على الشعب من خلال بيت المال, ولم يسرق و عاش زاهداً لم يعيش يوماً واحداً على مال السحت الحرام كما سلطة العراق اليوم. ومن ثم قدم تشريع يخدم تلك المرحلة, فلا يمكن التبجح الانتقائي اليوم بحرفية التشريع من اجل التغطية على جرائم فساد يزيد العصر الشيعي_السني.أن السلطة خاوية وفي غاية الانحراف عن ديم محمد, فلا يمكن لها التغني بالشريعة. ويقال أن أي دعوة لسلطة فساد بأسم الشريعة, هي كدعوة الأعور الدجال الذي يسبق ظهورالمهدي في الفهم الشيعي. أي عندما تحقق السلطة الدينية كل وصايا النبي وانجازاته من رعاية الفقراء والأيتام والمساكين وعزت الشعب العراقي, كما قسم القرآن البشر من مظلومين وظالمين, فعندها يحق للسلطة بالحديث عن الشريعة.

أي أن سلطة الفساد والنذالة السياسية وبكل أحزابها القابعة في المنطقة الخضراء لا يحق لها الحديث عن الشرع المحمدي *سنة وشيعة*.فهذا كله ينصب بمحاولات المخاتلة و المزايدة على بعض من أطراف أحزاب السلطة,إذ أن أخفاق الأحزاب ومأزق السلطة بوجد بشر واحد بلا حق السكن والتعليم والرعاية الصحية والخدمات الأخرى من كهرباء وماء نقي وشوارع مبلطة وفرص عمل وحياة كريمة, يجب أن يلجمها عن صراخ معتوه لفرض الشريعة.

فحتى النبي محمد وقبل ألف عام قام بتقديم الحقوق الأصيلة للبشر من إعانة الفقراء ومحاولة تحقيق قيم الكرامة وسحق ظلم وفساد رجال قريش وبعدها تجرأ بسن الشريعة لتناسب ذلك العصر. لا كما يجري في السعودية وغيرها,اليوم بانتقائية قطع يد السارق الفقير بأسم الشريعة, في حين يزني قادة الدولة بحق الإنسان و يقدم الملك مال الشعب ل د.ترامب خاوة البقاء.
فشريعة النبي تدعو بتوزيع ثروة بيت المال على الشعب وإشباع حاجات الفقراء من سكن و كساء وحياة كريمة لكي تتمكن من إدانة الخارج على قيم الدين,أي يجب اجتثاث رجال الفساد لقريش المنطقة الخضراء أولاً. بكلمة أخرى المكاسب أولاً ومن بعده الصراخ بتطبيق الشريعة على الصبايا وعموم الشعب, لا كما يجري لعراق اليوم بتقديم العربة على الحصان. فجميع الأمور برأس السلطة فاسد ومنحط, فلِمَ يجب الصبايا يمتثلن للعهر القيمي للنكاح الساقط !

أما لماذا يصر هؤلاء السادة الأوغاد في الأحزاب الإسلامية على مضاجعة الصبايا, صبايا العراق المحطمات بعقود البؤس, فهو ليس فقط أمراض وشعوذة بل هو من اجل تركيع المجتمع ومن اجل أهانة كل الأحرار في العراق و من اجل التأشير على وجود سلطتهم.فإخفاقات الإسلام السياسي في العراق مع فضائح الفساد وخيانة تسليم وسقوط المدن, بصفقات السياسيين من اجل الانتخابات يجعلها تشعر بالخوف من أحرار الشعب الأعزل.
ولا يزال زلزال ثورة الزعيم العراقي يذكرهم بالهلع, فرؤية المتظاهرين* و شعار بأسم الدين باكونة الحرامية*وحشود البشر الفقير في شارع المتنبي نحو الكتاب والكلمة الحرة ونشاطات الأحرار والحضور النسوي هناك, كلها تؤشر على ذلك التاريخ المشرق الذي ليس هز السلطة الملكية بل أطاح بقوة الغزو وبجحافل وعاظ سلاطين سلطة الفساد.

ثم هناك مقولات في الإسلام يمكن استغلالها من اجل محاربة جحافل الهمجية والوعاظ الخرافيين الرجعيين أي وداويها بالتي كانت هي الداء!
يجب اليوم على الأحزاب و الشخصيات الوطنية النزول للشعب المطوق برجال الدين وحلية الموروث البائد المقيت للجامع والمسجد الخالي من الفكر الديني المتنور, لشرح انحراف رجال أحزاب السلطة وتشويهها. فاليوم المد الديني هو المسيطر, لذا يتمكن هؤلاء الرجال المنافقين تحطيم كل الانجازات العصرية, فتماماً كما سيطر فكر الزعيم واليسار والشيوعيين قبل 60 على جوارح الشعب وجعله أن يكون مفتون بسحر الحرية والتقدم الحضاري, فاليوم نحن أمام بشر مفتون بسحر الخرافة واللطم و ركضة أطوريج وحور العين.

فينبغي توضيح ذلك للبشر المغيب وجماهير الحسينيات والجوامع على أن الإسلام ليس نكاح صبايا,فهذا ما يجب طرحه للناس, فالإسلام كان في زمنه ثورة على سلطة فاسدة هزت عرش طغاة قريش وجاءت بقيم متقدمة في عصرها, أما المتاجرة بالشريعة اليوم هي مسرحية سمجة قاهر لنفوس البشر وخاصة صبايا العراق, فيجب أن يطرح الأمر بلغة تهز الكرامة الإنسانية وتشعل فيهم روح الثورة والانحياز لروح العصر والفكر الثوري والإنساني.

فأحسن طريقة لمهاجمة مثل هذا ( القوانة الرجعية)! أن يجري بلغة حادة مباشرة وبتعرية الشكل الجنسي الشاذ بتوصيفاته وبشاعته, كأن يقال لكل رجل أو شاب مدافع أو خانع لوعاظ السلاطين وبشكل مُشخصن. _أي توصف العملية الجنسية بحذافيرها مع الصبية وما يصاحبها من آلام وفهم مشوه للحياة كأطفال وبمعانات استيعاب قسم المسئولية الزوجية أمام السيد أو الشيخ القذر ومع شرح التشويه الفيزيائي أم الأخلاقي _ بجعل المدافع يتصور الصبية المستهدفة هي أخته أم أبنته_ فكيف تسمح مروءته بترك أخته أم أبنته ترى عضو الرجل المنتصب بأسم الشريعة, لأعمال صدمة في العقول المغيبة.

وبعد وصف تلك الشناعة يهاجم عار وقبح السادة المشرعون ( لنيك الصبايا ) _ أني أستخدم هذي اللغة السوقية كي تخدش ضمير البشر المغيب وجعله أمام الصورة الحقيقية لواقع التشريع السافل,لأن هذا هو حقيقة القانون وبدون تزويق بكلمات ناعمة للتمتع بالصبايا على سنة الله و رسوله_ لتعرية لغة من يشرع هكذا قانون وفي هذا العصر أو من يدافع عن هذا القانون البربري, يجب تحديده كجريمة بكل حيثياتها الحضارية والإنسانية,لجعل المدافع يحس على أن هذا الجرم سيقع على أخته أو بنته, كي يجري جر الخانعين لمواقع الرفض والتحدي لسلطة المنحطين.

لاسيما أن الشعب العراقي في حال من العوز والقهر, فينبغي توضيح أن المشروع هو من نصيب رجال الأحزاب والمعممين المنحرفين أي أن المتمتع بجسد الصبايا هو للغني النذل الذي يعيش على مال السحت الحرام الذي يقود حياة الشعب نحو الشقاء ومذلة الصبايا. من ثم يجب استغلال جميع المثقفين و الأحرار,هذا القانون للهجوم على كل الموروث الرجعي الذي يستنهضه رجال الإسلام السياسي الفاسدين, لاسيما هناك رجال دين ممَنْ يدين الكثير من التقاليد والموروث المشوه كما جرى نقد عمليات التطبير والتشبيه للحسين في عاشوراء.

فالعمل اليوم يحتاج إلى مراجعة لكل إرهاصات الإسلام السياسي الذي يقود دولة فساد غائرة في الانحطاط, فيبقى الشعب العراقي خلافاً لتصورات رجال أحزاب الإسلام السياسي المارقين, شعب يمكن إثارته نحو مصالحه الطبقية,من خلال معضلات أزمة السلطة السياسية. فيمكن استغلال المورث الثوري للشعب من خلال الفهم العقلاني للدين, أقصد طرح مثلاً أمر ثورة الحسين على أنها كانت انحياز طبقي من اجل الفقراء, وهي مناسبة للكفاح ضد السلطة فساد اليوم, وهناك الكثير من المقولات التي يمكن استعمالها, كسلاح داويها بالتي هي داء السلطة! كأن يطرح مقولات لرجال عمالقة في الإسلام ك ما جاع فقير إلا واغتنى غني ولو كان الفقر رجل لقتلته.

أي يجب سحب الجماهير المغيبة التي يسحرها وعاظ الشياطين بآيات القرآن التي يزخرفون زيف سلطة منافقة, بتلك الآيات التي تفضح السلطة الفاسدة!إذ أن القرآن حمال أوجه, فعلينا اليوم فضح شخصيات الفساد التي ترفع راية الشريعة على رماح يزيد أبن معاوية, من اجل تحريك العقول واستفزاز النفوس المريضة والخانعة من اجل سحب الجماهير لقضايا التحرر الكبيرة في العراق المحطم بالفساد والإرهاب, مع لغة تسخيف و سخرية لاذعة من طروحات التخدير المنافقين لإلهاء الناس بخيال مضاجعة الصبايا الدنيء والبذيء.

مع الابتعاد قدر الإمكان عن التطبيل الطائفي,إذ الدين هو العقبة الكأداء, على أساس أن السنة أسوء من الشيعة أوبالعكس, والنبش في ما قاله شيخ السنة أو إمام الشيعة,كما يجري عليه بعض الكتاب المُغيبين بتناول المذاهب والعلماء,الحاليين في سعي من اجل اهانة هذا العالم الديني أو ذلك الزعيم الديني. إذ سيضيع المنطق الحضاري, لنغور بالتخندق الذي يرعاه رجال الدين ذاتهم ,أي أن زج الخميني أم ملك السعودية سكيون مجرد نعرة طائفية تُضيع الغزل, كما يقال على الشعب.

يريد الإسلام السياسي ( سنة و شيعة ) في العراق من البنات الصغيرات بل من الشعب العراقي عموماً. لا شك نحن نعرف أن الصراع بين القوى الثورية و التحررية له تاريخ ورجال في العراق وبين القوى الرجعية والعميلة المتخلفة.
لقد جاء قانون الأحوال الشخصية, المرقم ب 88 و المؤرخ بعام 1959كثمرة لنضال مرير. فبنظرة بسيطة للتاريخ نجد التاريخ الفاصل بين عراق الخنوع للاستعمار وعراق ثورة 14 تموز التحررية, التي ليس اجتثت الملكية والإقطاع والانكليز من العراق بل ضربت تلك الثورة كل ما هو رجعي وحاولت ترسخ قيم عصرية في حياة الشعب العراقي.

لقد كان ضرب الملك والإقطاع في العراق عمل ثوري مضاد لمصالح الانكليز والرجعية العراقية, وقد كان التحول الثوري في العراق بقيادة الضباط الأحرار و بشخص الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم,عمل مزلزل للقوى الاستعمارية بذيولها من ملك و إقطاع ورجال دين وعاظ السلاطين.
لقد كان الزعيم و رفاقه قوة فاعلة اكتسبت حب الشعب والتفاف القوة الثورية من أحزاب و شخصيات وطنية ومنها الحزب الشيوعي العراقي, الذي لا يزال في الوجود والعمل لكن بواقع و بقيادة تختلف عما كان في زمن الثورة التي تحولت قوة شعبية جريئة استطاعت أن تحقق الكثير من المكاسب الاقتصادية كتأميم النفط و توزيع الأراضي على الفلاحين والسكن للأرامل و اليتامى و من ثم التعليم المجاني و أخيراً قوانين عصرية تحترم المرأة و الأطفال و الشيوخ وحق تنظيم العمال والنساء في منظمات ونقابات.

أن هذا الإنجاز العظيم قبل 60 عام أرعب القوة الغربية وأمريكا, مما حدا بها التعاون مع القوى الرجعية _ رجال الدين _رؤساء العشائر_ حزب القومجي عبد السلام عارف_ حزب البعث_القومجية الأكراد, من اجل لجم جموح الثورة الشعبية التي قادها الزعيم العراقي الراحل والتي اعتبرت الثورة الوحيدة التي كانت منفلتة من عقال العمالة للغرب وأمريكا.

لذا تم ومن البداية تحريك تلك القوى الرجعية والعميلة لوضع العصي في عجلة التطور في العراق, كي لا ينفلت من براثن التخلف ويحقق دولة الحرية و احترام الإنسان, لأن الغرب وأمريكا كان على معرفة تامة توجهات أحرارالعراق.فالغرب وأمريكا يعرف طريق التطور, إذ هم كانوا من بدئوا بعملية عزل الدين عن السلطة والثورة على الإقطاع و تحقيق ثورة التنوير التي جاءت بها الثورة الفرنسية ليتم تبنيها في كل بلدان الغرب, مما أدى للتطور,فلا يسمحوا للعراق بها.

فكان قانون الأحوال الشخصية ضربة لرجال الدين المشعوذين من نواحي عديدة منها الاقتصادية والأخرى السلطة الروحية على الشعب التي تعطيهم المركز الاجتماعي وثم التحكم بالشعب من خلال بث وتكريس العقل الرجعي من خلال التقاليد والعادات والموروث البائد الذي يسمى بكلمة أخرى الشريعة والسنة والفتوى الدينية, التي حكمت العراق لقرون من بداية الدولة الدينية سواء في الدولة الأموية والعباسية والدولة العثمانية.

أي أن رجال الدين جل تمسكهم بالشريعة يعتمد على الموروث المتخلف الغائر في عبودية قرون مظلمة, من اجل بقاء هيمنتهم وهيبتهم في المجتمع, فلما جاءت الثورة و انجازاتها تقلص وجه المعممين بل تقلص كل جسد المركز الخرافي وكل الموروث العفن, فراعهم المفردات الجديدة وخاصة فيما سمية براعية الأمومة والطفولة فهذه المفردات صارت قبلة الجماهير الشعبية,و كأن دين جديد حل على الوعي العراقي ليجسد خواء القيم الدينية الرجعية.
لذا أن تحرك رجال الدين جاء من خلال التلاعب بعقول البشر المتخلف والنقمة على مفاهيم ومفردات العصر الحديث, فتم شحذ الناس نحو الخوف من تحرر المرأة, الذي فاجئ الرجعية العراقية بكل مسمياتها, فنزول المظاهرات العمالية وخاصة النسوية المناصرة لزعيم الثورة, اقلق رجال الدين إذ أن أعداد الملايين كانت تفوق أعداد الذين يصلون في الجوامع والذين يضربون الزنجيل ويلطمون في الحسينيات.
مع مد يساري بل ماركسي كبير في كل مدن العراق من الجنوب فالفرات الأوسط فبغداد فمدن وقرى كردستان, هتف الشعب بأسم الحرية و بأسم الزعيم العراقي لا بل و بأسم الحزب الشيوعي لأجتثاث القيم الدينية المتهرئة.
لذا حين سن قانون الأحوال الشخصية كان هناك ورائه عقل الزعيم ورفاقه الأحرار_ لابد من ذكر شيء عن ذلك الرجل الثوري إذ أنه أبن بغداد العريقة ينحدر من أب سني و أم شيعية, درس في بريطانيا العلوم العسكرية وغرف من معين قيم التقدم و التحرر هناك_ أي كان رجل يملك موروث وثقافة متحررة, برغبة عارمة نحو التحضر, فسريعاً صار هناك دعم جماهيري للمسيرة الثورية من قبل العمال والمنظمات النسوية.

لذا عمل رجال الدين أولاً بجبن وحذر بتصيد الهفوات والاندفاع سواء للأحزاب أم لحركة الشعب عموما, التي أصابها الجنون الجامح من اجل الحصول على الحرية والمكاسب, ولما وجد رجال الدين ضالتهم في عبد السلام عارف وحزب البعث تم العمل على الهجوم على الجمهورية الفتية التي كانت تفور نحو سموات الحرية.

فكان أول ما هاجمه رجال الدين هو قانون الأحوال الشخصية و على الأخص ما يتعلق بحماية النساء والبنات من شرور الرجعية والموروث السافل الذي يتعايش ويعتاش عليه رجال الدين من وعاظ السلاطين والخرافيين الظلاميين وسلطة الملك والإقطاع وبدعم الانكليز لذلك التوجه, لذا قام السيد مهدي الحكيم تقديم فتوى للعميل الخائن عبد السلام عارف, بالشيوعية كفرٌ وإلحاد وقتل الشيوعي حلال, وكان الحكيم والرجعية العراقية بأحزابها المذكورة قد عملت على اتهام حتى الزعيم العراقي, بالزعيم الأحمر من اجل تحليل قتله بتهمة الكفر والإلحاد.

إذن نحن اليوم أمام تاريخ من الصراع بين قوى الشعب المتحررة والمتعطشة للتقدم وبين قوى الرجعية و فئاتها الدينية وأحزابها القذرة الفكر والتاريخ, بماضيها الوسخ وحاضرها التعيس. لاسيما أن أمريكا من جاءت بهم للسلطة. لم ينسى رجال الدين ولليوم تاريخ ثورة 14 تموز فوجود قانون الأحوال الشخصية هو موروث ورمز الثورة نحو الحياة العصرية,التي أثارت الهلع في نفوس الرجعية. فاليوم نحن أمام رجال بأحزاب تتبجح بسنة الله والدين منافقةً, وجهاً لوجه. فهم يحاولون اغتيال ليس فقط القوانين التحررية بل اغتيال كل التاريخ والذاكرة الثورية.

من الجدير بالذكر أن السلطة الحالية هي ليست سلطة دينية سواء من ناحية حضورها أم من ناحية انجازاتها, أقصد أن حضورها كان صدفة تاريخية قذرة بغزو أمريكا الإرهابي للعراق,أي هي ليست ثورة شعب يريد تحقيق الشريعة, من ثم أن هذه السلطة لم تحقق أي مبدأ من مبادئ حتى الإسلام الذي جاء به محمد قبل 1400 عام.

فلقد ثار النبي محمد على سلطة قريش وانتزع المكاسب للفقراء ومن ثم قام بتوزيع الثروة على الشعب من خلال بيت المال, ولم يسرق و عاش زاهداً لم يعيش يوماً واحداً على مال السحت الحرام كما سلطة العراق اليوم. ومن ثم قدم تشريع يخدم تلك المرحلة, فلا يمكن التبجح الانتقائي اليوم بحرفية التشريع من اجل التغطية على جرائم فساد يزيد العصر الشيعي_السني.أن السلطة خاوية وفي غاية الانحراف عن ديم محمد, فلا يمكن لها التغني بالشريعة. ويقال أن أي دعوة لسلطة فساد بأسم الشريعة, هي كدعوة الأعور الدجال الذي يسبق ظهورالمهدي في الفهم الشيعي. أي عندما تحقق السلطة الدينية كل وصايا النبي وانجازاته من رعاية الفقراء والأيتام والمساكين وعزت الشعب العراقي, كما قسم القرآن البشر من مظلومين وظالمين, فعندها يحق للسلطة بالحديث عن الشريعة.

أي أن سلطة الفساد والنذالة السياسية وبكل أحزابها القابعة في المنطقة الخضراء لا يحق لها الحديث عن الشرع المحمدي *سنة وشيعة*.فهذا كله ينصب بمحاولات المخاتلة و المزايدة على بعض من أطراف أحزاب السلطة,إذ أن أخفاق الأحزاب ومأزق السلطة بوجد بشر واحد بلا حق السكن والتعليم والرعاية الصحية والخدمات الأخرى من كهرباء وماء نقي وشوارع مبلطة وفرص عمل وحياة كريمة, يجب أن يلجمها عن صراخ معتوه لفرض الشريعة.

فحتى النبي محمد وقبل ألف عام قام بتقديم الحقوق الأصيلة للبشر من إعانة الفقراء ومحاولة تحقيق قيم الكرامة وسحق ظلم وفساد رجال قريش وبعدها تجرأ بسن الشريعة لتناسب ذلك العصر. لا كما يجري في السعودية وغيرها,اليوم بانتقائية قطع يد السارق الفقير بأسم الشريعة, في حين يزني قادة الدولة بحق الإنسان و يقدم الملك مال الشعب ل د.ترامب خاوة البقاء.
فشريعة النبي تدعو بتوزيع ثروة بيت المال على الشعب وإشباع حاجات الفقراء من سكن و كساء وحياة كريمة لكي تتمكن من إدانة الخارج على قيم الدين,أي يجب اجتثاث رجال الفساد لقريش المنطقة الخضراء أولاً. بكلمة أخرى المكاسب أولاً ومن بعده الصراخ بتطبيق الشريعة على الصبايا وعموم الشعب, لا كما يجري لعراق اليوم بتقديم العربة على الحصان. فجميع الأمور برأس السلطة فاسد ومنحط, فلِمَ يجب الصبايا يمتثلن للعهر القيمي للنكاح الساقط !

أما لماذا يصر هؤلاء السادة الأوغاد في الأحزاب الإسلامية على مضاجعة الصبايا, صبايا العراق المحطمات بعقود البؤس, فهو ليس فقط أمراض وشعوذة بل هو من اجل تركيع المجتمع ومن اجل أهانة كل الأحرار في العراق و من اجل التأشير على وجود سلطتهم.فإخفاقات الإسلام السياسي في العراق مع فضائح الفساد وخيانة تسليم وسقوط المدن, بصفقات السياسيين من اجل الانتخابات يجعلها تشعر بالخوف من أحرار الشعب الأعزل.
ولا يزال زلزال ثورة الزعيم العراقي يذكرهم بالهلع, فرؤية المتظاهرين* و شعار بأسم الدين باكونة الحرامية*وحشود البشر الفقير في شارع المتنبي نحو الكتاب والكلمة الحرة ونشاطات الأحرار والحضور النسوي هناك, كلها تؤشر على ذلك التاريخ المشرق الذي ليس هز السلطة الملكية بل أطاح بقوة الغزو وبجحافل وعاظ سلاطين سلطة الفساد.

ثم هناك مقولات في الإسلام يمكن استغلالها من اجل محاربة جحافل الهمجية والوعاظ الخرافيين الرجعيين أي وداويها بالتي كانت هي الداء!
يجب اليوم على الأحزاب و الشخصيات الوطنية النزول للشعب المطوق برجال الدين وحلية الموروث البائد المقيت للجامع والمسجد الخالي من الفكر الديني المتنور, لشرح انحراف رجال أحزاب السلطة وتشويهها. فاليوم المد الديني هو المسيطر, لذا يتمكن هؤلاء الرجال المنافقين تحطيم كل الانجازات العصرية, فتماماً كما سيطر فكر الزعيم واليسار والشيوعيين قبل 60 على جوارح الشعب وجعله أن يكون مفتون بسحر الحرية والتقدم الحضاري, فاليوم نحن أمام بشر مفتون بسحر الخرافة واللطم و ركضة أطوريج وحور العين.

فينبغي توضيح ذلك للبشر المغيب وجماهير الحسينيات والجوامع على أن الإسلام ليس نكاح صبايا,فهذا ما يجب طرحه للناس, فالإسلام كان في زمنه ثورة على سلطة فاسدة هزت عرش طغاة قريش وجاءت بقيم متقدمة في عصرها, أما المتاجرة بالشريعة اليوم هي مسرحية سمجة قاهر لنفوس البشر وخاصة صبايا العراق, فيجب أن يطرح الأمر بلغة تهز الكرامة الإنسانية وتشعل فيهم روح الثورة والانحياز لروح العصر والفكر الثوري والإنساني.

فأحسن طريقة لمهاجمة مثل هذا ( القوانة الرجعية)! أن يجري بلغة حادة مباشرة وبتعرية الشكل الجنسي الشاذ بتوصيفاته وبشاعته, كأن يقال لكل رجل أو شاب مدافع أو خانع لوعاظ السلاطين وبشكل مُشخصن. _أي توصف العملية الجنسية بحذافيرها مع الصبية وما يصاحبها من آلام وفهم مشوه للحياة كأطفال وبمعانات استيعاب قسم المسئولية الزوجية أمام السيد أو الشيخ القذر ومع شرح التشويه الفيزيائي أم الأخلاقي _ بجعل المدافع يتصور الصبية المستهدفة هي أخته أم أبنته_ فكيف تسمح مروءته بترك أخته أم أبنته ترى عضو الرجل المنتصب بأسم الشريعة, لأعمال صدمة في العقول المغيبة.

وبعد وصف تلك الشناعة يهاجم عار وقبح السادة المشرعون ( لنيك الصبايا ) _ أني أستخدم هذي اللغة السوقية كي تخدش ضمير البشر المغيب وجعله أمام الصورة الحقيقية لواقع التشريع السافل,لأن هذا هو حقيقة القانون وبدون تزويق بكلمات ناعمة للتمتع بالصبايا على سنة الله و رسوله_ لتعرية لغة من يشرع هكذا قانون وفي هذا العصر أو من يدافع عن هذا القانون البربري, يجب تحديده كجريمة بكل حيثياتها الحضارية والإنسانية,لجعل المدافع يحس على أن هذا الجرم سيقع على أخته أو بنته, كي يجري جر الخانعين لمواقع الرفض والتحدي لسلطة المنحطين.

لاسيما أن الشعب العراقي في حال من العوز والقهر, فينبغي توضيح أن المشروع هو من نصيب رجال الأحزاب والمعممين المنحرفين أي أن المتمتع بجسد الصبايا هو للغني النذل الذي يعيش على مال السحت الحرام الذي يقود حياة الشعب نحو الشقاء ومذلة الصبايا. من ثم يجب استغلال جميع المثقفين و الأحرار,هذا القانون للهجوم على كل الموروث الرجعي الذي يستنهضه رجال الإسلام السياسي الفاسدين, لاسيما هناك رجال دين ممَنْ يدين الكثير من التقاليد والموروث المشوه كما جرى نقد عمليات التطبير والتشبيه للحسين في عاشوراء.

فالعمل اليوم يحتاج إلى مراجعة لكل إرهاصات الإسلام السياسي الذي يقود دولة فساد غائرة في الانحطاط, فيبقى الشعب العراقي خلافاً لتصورات رجال أحزاب الإسلام السياسي المارقين, شعب يمكن إثارته نحو مصالحه الطبقية,من خلال معضلات أزمة السلطة السياسية. فيمكن استغلال المورث الثوري للشعب من خلال الفهم العقلاني للدين, أقصد طرح مثلاً أمر ثورة الحسين على أنها كانت انحياز طبقي من اجل الفقراء, وهي مناسبة للكفاح ضد السلطة فساد اليوم, وهناك الكثير من المقولات التي يمكن استعمالها, كسلاح داويها بالتي هي داء السلطة! كأن يطرح مقولات لرجال عمالقة في الإسلام ك ما جاع فقير إلا واغتنى غني ولو كان الفقر رجل لقتلته.

أي يجب سحب الجماهير المغيبة التي يسحرها وعاظ الشياطين بآيات القرآن التي يزخرفون زيف سلطة منافقة, بتلك الآيات التي تفضح السلطة الفاسدة!إذ أن القرآن حمال أوجه, فعلينا اليوم فضح شخصيات الفساد التي ترفع راية الشريعة على رماح يزيد أبن معاوية, من اجل تحريك العقول واستفزاز النفوس المريضة والخانعة من اجل سحب الجماهير لقضايا التحرر الكبيرة في العراق المحطم بالفساد والإرهاب, مع لغة تسخيف و سخرية لاذعة من طروحات التخدير المنافقين لإلهاء الناس بخيال مضاجعة الصبايا الدنيء والبذيء.

مع الابتعاد قدر الإمكان عن التطبيل الطائفي,إذ الدين هو العقبة الكأداء, على أساس أن السنة أسوء من الشيعة أوبالعكس, والنبش في ما قاله شيخ السنة أو إمام الشيعة,كما يجري عليه بعض الكتاب المُغيبين بتناول المذاهب والعلماء,الحاليين في سعي من اجل اهانة هذا العالم الديني أو ذلك الزعيم الديني. إذ سيضيع المنطق الحضاري, لنغور بالتخندق الذي يرعاه رجال الدين ذاتهم ,أي أن زج الخميني أم ملك السعودية سكيون مجرد نعرة طائفية تُضيع الغزل, كما يقال على الشعب.