ذبابيات على سريع الحماقة


محسن لفته الجنابي
2017 / 11 / 21 - 18:04     

الجو ممطر اليوم فلم أكترث لها
حين أنحشرت في خط العرض مابين الزجاجة الأمامية و(الدشبول) المليء بالأوراق المتناثرة
ليست سوى ذبابة ركبت معي في السيارة
أبقيت الزجاج مغلقاً كي لاتطير فتفسد منطقتنا التي أكتفت من الذباب منذ أبرام معاهدة صندوق النقد الذي جعل تلك الحشرات المناضلة مواطنين من الدرجة الأولى فيما صرنا نحن أهل البيت مجرد غرباء نتسكع خلسة ببيوت بعناها لحشرات كان الذباب إحداها
الطريق طويل فأنهالت اللماذات كما قطرات المطر على شوارعنا الدبقية المزلاقة
لماذا عزمت الذبابة على الرحيل
ولماذا تغادر رغم إنقراض النظافة
لماذا خلق الله الذباب ولماذا أرتبط أسمه بالدوس على الأنوف العملاقة
لم أنه فلسفتي حتى هاجمتني
(كششتها فخرمشتني)
ضربتها ففاجئتني (بچلاق) جعلني أحك أنفي تسعة وتسعون مرة ولم أكمل المائة لأني سألتها : من أنتِ؟.. أنس أم جان أم روبوت صمم بمهارة
أجابتني ضاحكة : هاي شبيك وداعتك دا أتشاقى , قابل مشايف ذبابه
أنتَ خوش وليد وشكلك مألوف وماما وبابا يعرفونك كمعرفة معشرنا للبقلاوة
ورد أسمك في رواية جدتي قبل سبعة عشر ألف جيل من أجيالنا وقالت أنها ركبت معك حين كنت سائق دبابة في أحدى حروبكم التي نسميها حماقة
كانت جدتي تشفق عليك وتقول:
يعيش مكابراً وأحلامه سراب شثاثه
لم يصنع من عمره سوى المزيد من الحماقة
وإياك أعني بلكي تشوفلك چاره
لاتقترب من السياسة
ولاتعشق الحكام لأنهم دوماً يسقطون من المنارة الى الطهارة
وأيّاك أن تستهويك الزبالة
فمرتادوها أفسى من قضاعة
وأجرب من هميل أبن فزاعة
هذه نصيحتي لأكفر عن وساختي
بعد أن نجوت من إنفجار قبل ساعة
صرخت بها :
أشجابچ لأبن أم عصّابه
أحنا المامش ردّاد ألنا
أحنا المانكتب التاريخ والتاريخ يكتبنا
عمو آنسه ذبانه أسمعي نصيحتي وروحي منانه
والأحسن لأقرب مكتب يرسل للغرب حوالة
هاجري الى بلجيكا أو هولندا.. فاتحين لجوء و أخلصي من هاي الخرابه والتربانه
تركتني أفرك خشمي وهي تلوّح من بعيد : من رخصتك فيما الله.. أستودعك الزبالة!