تنهدات الهدهد المصلوب


عباس يونس العنزي
2017 / 11 / 20 - 11:25     

تنهدات الهدهد المصلوب ..

ألم أقل لك أنه صرح ممرد..؟
لم حسبتها لجة و كشفت عن ساقيك إذن ..؟
بلقيس
أيتها المتغاوية
أكلما التقيتك في حلم ..قيدت قلبي
و عرضتيه في سوق النخاسة ..!؟
في آخر مرة رأيتك قبل ألف سنة
وأنت تمرحين في شوارع سبأ الحجرية اللاهبة
أتذكر شعرك الكاريه المبعثر
و كنت قد نزعت التاج منذ قليل
ورميتيه في مزبلة طارئة
و تنورة وردية مزهرة
تهتز امامي بدلال و خبث
و حذاءا بكعب عال
و حقيبة على كتفك الأيسر تهتز مثل رقاص ساعة
كأنها تودعني
قلتُ هل أراك بعد ..؟
أجبت بصمت .. فيه ( لا ) مزلزلة
قال لي أوريا الحثي ذات يوم ..
لا تخبرهم عنها
و دعهم يصلبونك ..
ففي كل حال انت قتيلهم ..
كان سليمان يشعل بخوره في دروبك
ويغريك بمركبة بيضاء
وسبعة قصور غناء
وأوتار تعزف الأوهام
ووعيد لأن يصلبني و يلقيني طعما للنسيان
وأنا لا أملك إلا تاجا من ريشة معقوفة
وقلبا يعشقك الى النهايات القصية
ونشيدا لا ينفك يمجدك
يا أوريا ..
تلك بتشبع تتلوى على سرير داود الملكي
و لم تخطر ببالها إلا كمخلص مسكين
و انت من سيرثيك
وقاتلوك ملوك أنبياء ..!!؟
عفا الله عنهم وتركك في ظلمة الموت
نسيا منسيا
و أنت يا بلقيس ..
آه من عشقك المذل
و آه منك يا سبأ ..
لو لم تخدعني أسوارك
لكنت احتفظت بأجنحتي
وحلقت بعيدا نحو الشمس
ولكن أين انت الان يا سبأ ..؟
منفية في أزمان المستحيل مثل أحلام الموتى ..
ولم يبق منك سوى باب تغطيه الآهات ..
و آه منك يا بلقيس..
يا نسيم البحار ..
يا اشتياق بحار لبر لم يره أبدا ..
أنا من اكتشف جزائرك ..أتنكرين ..؟
من فك أسرار ذلك الحرف المقدس فوق الشفة ..
من تسمر يتلو صلواته أمام حلمتيك الداكنتين ..
من سجد على ندبة حمراء في فخذك الأيمن . .
قد نلتقي
حينها تسللي الى قلبي
وقولي لي أكذوبة مما تعودت
و هزي عالمي برفق
لعلي أنام فاراك
و اهمسي في أذني
أحبك .. أو لا أحبك
فالأمر سيان
عشقك هو الجحيم
وفيه لا فرق قط
بين جمرة وجمرة .