في مستوطنة العناق


إيمان مصطفي محمود
2017 / 10 / 25 - 10:17     

شيئان قادران علي تغيير الإنسان تغييرا جذريا " القراءة والحب " أنا غيرني كلاهما
تكمن الكتابة في خبايا القلب واضلعه , لم يكن بوسعها يوما أن تفعل بي كما فعلت أنت .
ولم يكن بوسع الكلمات التي تختلج صدري أن تشعرني بشيئٍ كما فعلته لحظة عناقك ذات يوم.
وايه كلماتٍ تلك التي يحتاجُ المرء أن يُراقصها وهو بين ذراعيك .
لا أعرف كيف قررت يوما أن أترك لك نصاً أو حديثاً أحدثك فيه عن لحظة حزنٍ أو فراقٍ أو حتي عتاباً ! ألم ينضج قلبي حنيناً وقتها ؟
لكن يبدو أنني أعتدت الكتابة السوداوية منذ أن تركتني حبيبتي النائمة طويلاً , كما يبدو أن بعض الأحزان لا تتناسل إلا علي قرطاسك كما تراقصت الأفراح عليه يوما .
كل ما أعرفه أنني لم أكن أبحث عن رجلٍ يقرأُ لي , كنت بحاجة إلي رجل ٍ يقرؤني , كنت أول من لم يبحث بين السطور , ولا في مخارج الحروف , كنت أول من رأي ذلك الطفل الصغير الذي يترنح فوق الكلمات ويلتقطها قبل أن تسقط وتنهار , كنت أول من تتعامل معي كطفلة بريئة لم تتجاوز حصن البراءة ويجبرك سنها علي العودة معها إلي ذلك الحصن .
وبكل دهشتني التي كنت اظنها أنطفأت , حدثتني عني كما لم أعرف نفسي , كنت تعريني مني حزنا فحزنا .
تبا إنك تنخرني من داخلي مثل وابل من الأفكار المحتضرة وتجثم فوق كياني كعنقاءٍ لازال نصفها عالقا في الرماد , وتولج يدك في لج قلبي وتنتشل بقاياه من الخراب العالق داخله .
وبعد كل هذا وأكثر , ها أنت الأن أمامي حاضرا بكل غيابك , وأنا الآن متوحدة مع خيالك وعينيك المربكتين وأحلم !! ..