موقف الشيوعيون! في التحضير للحرب بين العرب والأكراد في العراق


جمال احمد
2017 / 10 / 16 - 00:04     


ان الاستفتاء الذي جرى في ٩/٢٥ قد بدأت تنضج ثماره الان بتحويل اقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها الى ساحة حرب لتصفية الحسابات بين القوى العظمى وحلفائهم ( طالما لم يكسب الحكومة التركية والقيادات الرجعية الكردية الحاكمة ما طمحوا اليها ) . فكل ما حصلت تركيا من وراء الاستفتاء هو الضوء الأخضر من روسيا وإيران بعبور قواتها تحت حماية جبهة نصرة الشام ( القاعدة ) الى أدلب في سوريا، وهذا لم يلبي الحد الأدني من طموحات تركيا الجشعة.
ان التحضيرات للحرب جارية على قدم وساق . كل الكتل المسلحة سيعلو من شأنها في اشتراكها في الحرب وتعتب الآن على تقصير حلفائها . لكن الانتهازيون المتمثلون بالشيوعيون القوميون ( شيوعيو الامس وقوميو اليوم) يعملون جاهدين بنشر سمومهم وأكاذيبهم بتطبيل للحرب القومية تحت مسميات حق تقرير المصير وبناء الدولة الكردية او الوطنية والدفاع عن وحدة أراضي العراق ، والدعوة للمقاومة في المناطق المنضمة بعد ٢٠١٤ او إرجاع القوى الكردية الى ما قبل ٢٠١٤. انهم يدغدغون الأحاسيس القومية في شعوبهم ويهاجمون البرجوازية في الطرف المعادي فقط، ويغمضون اعينهم عن حكام وبرجوازية قوميتهم ، وقد هزت هذه المشاعر القومية الانتهازيين الكرد والعرب في جميع الدول الاخرى كي يعلنوا تضامنهم مع أقرانهم في هذه الحرب الوشيكة اللعينة التى من الممكن ان تاخذ ابعاد كارثية .
في هذه الأوقات العصيبة التي تمر على شعوب العراق، نسي انتهازيون الكرد الفساد الاداري والمالي وحكم المستبد المافيوي للعائلتين وحلفائهم ووجود القوات التركية في كردستانهم ؛ كما نسي الانتهازيون العرب الحكومة الدينية-الطائفية الخانعة للمرجعية والعشرات من الميليشيات التابعة لإيران تحت إمرة قاسم سليمان والفساد الاداري والمالي والجو المعادي و المشحون ضد الحريات والمدنية، والهلاهل الشيعية ضد الأكراد وانكار كافة الحقوق لجميع العراقيين ( ومنها حق التقرير المصير ) . كلاهما باسم الشيوعية واليسارية ينفخون في نار الحرب ويؤججون الرجعية القومية والدينية كلا بطريقته.

ان الجهتين الرئيسين في هذه المواجهة في كردستان العراق ( كما في كثير من الحروب في المنطقة والعالم ) ، هما أمريكا ودول الغرب وحليفتها الإقليمية من السعودية وتركيا من جهة وروسيا والصين وحليفهم الإقليمية من ايران والعراق والسوريا من جهة اخرى . ان جميع حروبهم هي حروب لصوصية لتقسيم الغنائم والنفوذ بينهم في المنطقة . ان تلك الحروب هي حروب رجعية واجرامية بحق شعوب المنطقة كلها، وهي عبارة عن من يستولي على اكثر الغنائم ويستثمر اكثر فيها ويضطهد شعوبها.
على الرغم من قلة إعداد الشيوعيين وضعف تنظيمهم ( وتسليم الانتهازيين للبرجوازية ) ، عليهم ان يعلنوا ويبينوا للعمال والكادحين ماهية هذا الحرب اللصوصية الرجعية وان يدعوهم الى رفض الاشتراك فيها وعدم الاشتراك بأية دعم او مساعدات للمجهود الحربي ، وان وقعت الحرب يجب توجيه أسلحتهم الى صدور بورجوازيتهم وحكامهم وليس الى صدور عمال والكادحين في الجهة المقابلة ، كما حدث في كومونة باريس و ثورة أكتوبر الروسية.
يجب على العمال والكادحين ان لا ينخدعوا بما يسمى المقاومة والدفاع عن المناطق المتنازعة عليها اوالاستحواذ عليها ( في كلا الجانبين )، طالما البرجوازيين الرجعيين الفاسدين في الحكم . فقط تكون حربكم مشروعة عندما تسقطون برجوازيتكم وتدافعون عن سلطتكم ومكاسبكم وحقوقكم .