الثالوث المحرم!


محمد مسافير
2017 / 10 / 7 - 20:59     

عملية التحرر (إدراك الحياة) تبتدئ بفك الارتباط بالعائلة...
قراراتك، تهمك وحدك، أنت من سيعيشها، وأنت وحدك، من يستطيع تفهم ظروفك، والعوامل المساعدة في بناء موقفك... لا أحد يعرف مصلحتك أكثر منك، ثق في نفسك...
أما الارتباط الأخلاقي بمؤسسة الأسرة أو العائلة، وأحيانا الجيران والمعارف، "ماذا سيقولون إن..."، هو السجن بعينه...
والأساسي في هذه الحياة، أن تعيش حرا طليقا، تنصت لتجارب الغير دون أن تتقيد بأحكامهم، لأن الناس عموما ودائما مخطئون في تقييم ذاتك، فالمنطلقات تختلف...
تعثر، قم وانفض الغبار، ثم واصل مسيرة الحياة...

كبار المسؤولين في المغرب، وأصحاب المال والسلطة، كلهم يمارسون الجنس خارج مؤسسة الزواج، كلهم يفعلون ذلك وبحراسة السلطة، بحراسة أجهزة الأمن، الأمن الذي يحيط هذه الفئة فقط بالأمان، وهذا موضوع في غنى عن الإثبات، أما باقي الحرافيش، فهم محكومون بقوة القانون، مكبلون بنص القانون...
أغلبنا، حين يتابع أحداث مسلسل، ويترقب إحدى الحلقات الشيقة، يدعوا الله أن تتخذ الأمور منحى معينا، يدعوا الله أن ينكشف الكاذب أو ينتصر المظلوم، رغم أن سيناريو القصة مكتوب قبل أن تعرض الحلقة الأولى من المسلسل، فتذهب دعواتهم سدى دون أن تُحدِث أي تأثير...
هكذا نتعامل مع الحياة بمجملها، فرغم أن قدرنا محفوظ منذ بداية الخلق، إلا أننا لا نزال ندأب على الصوم والصلاة علَّ حروف القدر تنحرف يوما لصالحنا ! عبث !!

لا تلقوا بأصواتكم في الصناديق، لا تسجنوها هناك، لا تخنقوقها، فربما تحتاجونها يوم تشتد على أجسادكم وطأة الدهر، فلا تجدوا سبيلا إلى الصراخ، غير الانطواء على الأسى وقهر النفس خمس سنوات عجاف "بإذن القصر"..