شمال العراق/اقليم كوردستان/جنوب كوردستان/دولة كوردية//6


عبد الرضا حمد جاسم
2017 / 10 / 4 - 22:32     

انهَيْتُ الجزء السابق بعبارة :[ الى اللقاء بعد يوم 25ايلول 2017 ]...اليوم 04 /10/2017 تجاوزنا يوم الاستفتاء او تجاوزنا ...عليه نعود كما وعدتُ بذلك...
مما نًشر عن موضوع الاستفتاء او حق تقرير المصير ظهر الكثير و كل من تناول هذا الموضوع قدم رأي فيه...وقد تراوحت تلك الآراء بين الحق و الصدق و الدجل و النفاق و الغباء و التحليل المتوازن و الكذب و التملق و الحرص و الكره و الحقد و النزاهة و العاطفة و المبدئية و الاخلاص و الصراحة و التغليف و التلاعب في التفسير للمفاهيم و العبارات و الكلمات و و ووو...لكن ما حيرني هو التالي :
1. ان بعض دعاة القومية"القومجيون"(عرب...تُرك... فُرس و غيرهم) ينكرون على الكورد تَطَّور "قومجيتهم" هذه الايام... و الكورد الذين ادانوا و استنكروا و تهجموا على ال"قومجية" العرب و الترك خلال عقود طويلة اليوم يناصرون "قومجيتهم" ....العرب وال"قومجية" الذين صدعوا رؤوسنا بوحدتهم و تواصلهم و مشتركاتهم و حقهم في الوحدة يهاجمون اليوم دعاة وحدة الكورد...
2. ان بعض ال"القومجيون" العرب و الكورد هاجموا و يهاجمون اليوم "سايكس بيكو" و ينددون بمنفذي خططها و هي التي اوجدت لهم دولهم و حددت حدودها و سكانها و لغتها و نظم الحكم فيها....
3. ان بعض المنددين بالحصارات على الشعوب سواء الحصار على الشعب العراقي والشعب الايراني والشعب الفلسطيني و الشعب الفنزويلي اليوم يؤيدون الحصار على الكتلة البشرية التي تسكن "اقليم كوردستان" و ربما سيشمل سكان الاقاليم او المناطق الكوردية...او المساحة الجغرافية التي تقطنها غالبية كوردية في الدول الاربعة. رغم ان حصارات تلك الشعوب او بعضها لامس او مس الجزء الكوردي منها كجزء من عامة الشعب او الشعوب.
4.ان من انتفض "او بعضهم" للدفاع عن حلبجة الجريحة و سار في طريق التذكير بمأساتها اليوم يتهجم على سكان حلبجة لأن نسبة اكثر من 50% من المقترعين فيها صوتوا ب (لا) في الاستفتاء...و العجيب ان من كان يُطلق عليهم ال"جحوش" أي اعوان صدام حسين و قتلت الكورد اصبحوا اليوم هم حماة الاستفتاء و هم المدافعين عنه و هؤلاء كما معروف عنهم انهم كانوا الأداة التي قتل بها صدام حسين اهلهم و قومهم و عشيرهم أي انهم اكثر من ساهم في قتل الشعب الكوردي و على اياديهم تمت الانفال و غيرها من الاعمال الصَّدامية الاجرامية بحق الكورد.
5. ان البعض ممن يقولون بالأمر الواقع و يقيسون على "دولة اسرائيل" هاجموا و يهاجمون الأمر الواقع في كوردستان حتى وصل بهم الأمر الى التشكيك ب"القومية الكوردية" او ال"امة الكوردية" و اصولها و ... لكنهم يؤيدون الجذور التاريخية"لدولة اسرائيل"... وصار واضحاً ان اسرائيل و تابعيها اكثر من وقف بشكل واضح و صريح مع الاستفتاء في حين انها تحرم ذلك على العرب في فلسطين...و الغريب ان بعض الكورد الذين يقدمون الشكر للموقف الاسرائيلي" النبيل" يؤيدونها ضمناً في حرمانها للفلسطينيين من حقهم هذا"تأسيس" الدولة الفلسطينية.
6.ان بعض ممن كان يتندر على الاستفتاء في العراق على "قيادة صدام حسين" اليوم يؤيد الاستفتاء في كوردستان الذي يعني استفتاء على "قيادة السيد مسعود بارزاني"... فالظروف السياسية و الاقتصادية و العسكرية التي كانت سائدة وقت استفتاء صدام حسين تتشابه في بعض جوانبها مع ما هو اليوم في وقت استفتاء السيد مسعود البارزاني.
7.ان بعض ممن هاجم و اصطف و تحرك و هاج ضد احتلال صدام حسين للكويت التي ادعى(صدام) انها "جزء من العراق" ... يؤيد اليوم و بشدة احتلال بيشمركة السيد البارزاني لكركوك و سيطرتها على ثلاثة ابار نفط مهمة و كبرى من حقول نفط كركوك...و التصرف بانتاجها و ربماً غداً التهديد بحرقها كما فعل صدام بأبار نفط الكويت. و كل ذلك بالضد من رأي البشمركة الاخرى المسيطرة على كركوك.
8.ان بعض ممن كان يعيب على صدام حسين تغييبه لل"برلمان" العراقي و"مجلس قيادة الثورة" و"القيادة القطرية" في قراراته و احكامه و افعاله و انتخاباته و استفتاءه اليوم يؤيدون السيد البارزاني في كل ذلك. 9.من كان يعيب على صدام حسين عشائريته و تفرد افراد عائلته في السيطرة على مرافق البلد اليوم يؤيد السيد مسعود البارزاني و عائلته و عشيرته في كل ذلك.
10.قسم ممن كان يعيب على صدام حسين تجنيده لل"جحوش"الكورد ضد اهلهم اليوم يؤيد تجنيد البارزاني لل"الجحوش"العرب ضد اهلهم...و من كان ينتقد صدام حسين في قبوله تواجد الكورد المناوئين للكورد"البارزاني"او ال"ثورة" الكوردية" يؤيد اليوم حماية السيد البارزاني لكل من حارب الحكومة المركزية و كل مطلوب من قبل القضاء العراقي الذي لم يختلف كثيراً بين العهدين ...
11.ان البعض ممن نادوا و تحركوا و عملوا في الدفاع عن الشعب الكوردي في العقود السابقة و حكوماتها تهربوا اليوم من ذلك و بدأوا بنشر نغمة التوضيح و التفسير لمفهوم الحكم الذاتي او مفهوم حق تقرير المصير...
12.ان البعض ممن عارضوا ما قدمه صدام حسين شخصياً للكورد في بيان 11آذار 1970 عندما كان الكوردي ممنوع من الكلام بلغته و التسمي بأسماء كوردية و اطلاق اسماء كوردية على قُراه و مدنه في كل من تركيا و سوريا و ايران اليوم ينادون بالعودة اليه"بيان 11 أذار".
13.ان من يهاجم اليوم الالتقاء المصالحي العراقي التركي الايراني ضد السيد مسعود بارزاني كان يصدع الرؤوس من ان لكل دولة مصالحها و من حق الدول ان تدافع عن مصالحها بكل السبل بما فيها العسكرية اذا اخفقت السلمية في صيانتها.
14.احد الاساتذة الافاضل كتب في نهاية مقالةً له ما نصه :[ لكارل ماركس قولٌ يستحق التأمّل في صدد المشهد الذي نقف أمامه، وهو قولٌ يمكن تعريبه على النحو التالي: «إن شعباً يضطهد شعباً آخر إنما يصنع قيوده بنفسه». وتقدّم منطقتنا من خلال القضية الكردية خير مثال عن هذا القول البليغ. فإن الشعوب المحيطة بكردستان لن تتخلّص بصورة كاملة من قيودها إلّا عندما تُنهي اضطهاد دولها للشعب الكردي، ولن يلقى الشعب الكردي حريته كاملة إلّا عندما تتحرر الشعوب المحيطة به تحرراً كاملاً من الطغيان المزمن الذي ترزح تحته]انتهى
أقــــــــول : هذا قول غريب و عبارة اعتقد انها ليست في محلها فما علاقة الشعوب هنا اذا كان الحُكام هم المُضْطَهدين للشعوب...شعوبهم و الشعوب الاخرى المجاورة...فمن اضطهد الجزء العربي من الشعب العراقي هو نفسه الذي اضطهد الجزء الكوردي من الشعب العراقي....ثم هل هناك شعب في العالم اضطهد شعباً أخر...بل هل هناك شعب خالص نقي غير متداخل مع الشعوب المحيطة به.
15.قال زميل اخر التالي : [ولا مراء أن القراءة السياسية لمواقف الدول والمعرفة بالقوانين الدولية المعمول بها بخصوص التدخل في شؤون الأقطار الأخرى وحمايتها، هي الدافع الأبرز في مسارعته نحو خوض تجربة الاستقلال، إذ أن التجارب الملموسة والحية كالثورة السورية الماثلة للعيان، وقبلها انتفاضة الشعب العراقي، حيث رأى العالم أجمع كيف اتخذ المجتمع الدولي موقف المتفرج، ولم يحاول المجتمع الدولي التدخل لإنقاذ الشعبين، بينما عندما احتل الجيش العراقي دولة الكويت عام 1990، ولأنها كانت دولة وذات سيادة فقام العالم بأقصى سرعةٍ لحمايتها، إذ أن التجارب السابقة بينت بأن القوانين الدولية تحمي الدول بخلاف الشعوب، حتى ولو كانت تلك الشعوب تملك كل الحق أو كانت تتعرض لأبشع الجرائم من قبل طغاتها، كما حصل للكرد في العراق أوان عمليات الأنفال وحين قصفهم بالسلاح الكيماوي، وكذلك ما يجري بحق الشعب السوري منذ أكثر من ست سنوات ولتاريخ اليوم، إذ أن معاينة الواقع ومراقبة مواقف الدول وسياساتها هي التي حضت البارزاني ليقول "ثقوا بأن لا دولة في الجوار تجرؤ على إعلان الحرب على كوردستان إذا ما كانت مستقلة" إذ وبسبب غياب الدولة والسيادة جرى للكرد ما جرى على مر التاريخ، وهو عين ما أشار إليه بيتر غالبريت بقوله "إذا لم تعلنوا الاستقلال وبقيتم جزءاً من العراق؛ لن يقوم أحد بحمايتكم، لكن إذا أصبحتم دولة مستقلة فإن المجتمع الدولي سيقوم بحمايتكم"،] انتهى
اقول لهذا الزميل كيف تنظر بهذه السذاجة الى حق قومك الكورد في المطالبة بحق لهم...الم تكن يوغسلافيا دولة و قامت الدول بتمزيقها...؟ الا يعني ان هناك غرض اخر خلف ذلك التدخل في يوغسلافيا؟...ثم الم تكن الكويت جزء من العراق وفق بعض الوثائق...و يمكن ان نُرَّحِل ذلك على كركوك...التي احتلت قوات "بيشمركة" تابعة للسيد مسعود البارزاني و انتزعتها من يد بيشمركة تابعة للسيد جلال الطالباني...
ثم يقول هذا الزميل :[إذ وفي هذا السياق نفسه كان القيادي الإيزيدي حيدر ششو الذي يقود قوات ايزيدخان المنضوية تحت لواء البيشمركة، قد أكد في الخامس من الشهر الجاري لموقع ك24 قائلاً: "إن المجزرة التي نفذها تنظيم داعش قبل ثلاث سنوات بحق الايزيديين لم تكن لتحدث لو أن كوردستان كانت دولة مستقلة، مشيراً بأنه اذا ما أصبح إقليم كوردستان دولة مستقلة فإن السكان الايزيديين وجميع الذين يعيشيون في اقليم كوردستان سيكونون محميين من الاضطهاد والإبادة الجماعية في المستقبل"]انتهى.
اقول ألم ترتكب داعش جرائم بحق العرب سكان الدولة العراقية؟ الم ترتكب داعش مجزرة سبايكر؟ الم ترتكب داعش مجازر بحق الايزييدين و المسيحيين و المسلمين في سوريا و هي دولة.
ثم ألم تكن فلسطين دولة و عضو في منظمات دولية؟ هل الاعلان عن دولة يكفي لحمايتها وفق ما "تُنَّظر" أم الدولة "تُحمى" اذا حصلت على الاعتراف الدولي ؟.
16. امتنع البعض عن بيان الرأي بما جرى و يجري رغم اهميته و خطورته لأسباب مختلفة منها وقوف البعض منهم على التل بانتظار نتائج ما سيحصل ليدلوا بدلوه حسب الميزان و الشرع...
........................
الى اللقاء في التالي