افول الماركسية - ماركس بعد مئة سنة (5/لينين الأرثوذكسي الوحيد)


موسى راكان موسى
2017 / 8 / 4 - 19:47     



ماركس ، بعد مئة سنة (181ـ182) :


إنه على هذا المستوى يبدو عمل ـ ماركس و كأنه يمد اليد لعمل لينين ، و أنه يجد فيه إستكماله الطبيعي . إن لينين هو من فهم بأن لحظة (( التحقيق )) تكتسي بالنسبة للماركسية طابعا جوهريا . و هو بقيامه بإنجاز الثورة كان دون أدنى شك الماركسي الأرثوذكسي الوحيد .


و في هذا ، فإن لينين لم يمثل فقط حدثا حاسما في تاريخ العالم الحديث ، بل إنه كان من أعطى (( حقيقتها )) للماركسية ، من أنجز دعوتها الأصلية الجوهرية ، أي بكلمة من (( حققها )) . و هو بعمله هذا قد أثر بمفعول رجعي على عمل ماركس نفسه ، معطيا له هذا الوزن ، و هذه (( الخطورة )) ، و هذا المعنى المؤثر على العالم ، و هو أمر لم تحظ به كتابات مصلحين آخرين أو طوباويين إجتماعيين (مثل برودون ـ فورييه ـ سان سيمون .. إلخ) كما أن عمل ماركس نفسه بحد ذاته لم يكن ليكون له هذا الوزن لولا ثورة أكتوبر .


و كختام فإن اللينينية هي الماركسية لحظة تحققها ، أي لحظة تأثيرها الفعلي على العالم . و بهذا المعنى فهي بدون شك ماركسية القرن العشرين . و ماركسية ما قبل لينينية لم يعد لها اليوم أي معنى (كما لاحظ بذلك من قبل فيتوريو سترادا) . يؤكد ذلك و يدعمه واقعة أنه و منذ 1917 إنطفأت تدريجيا ماركسية كاوتسكي و الإشتراكيين الديموقراطيين الغربيين .