ماذا تمول قطر؟


محمد باليزيد
2017 / 8 / 4 - 18:10     

ثلاثة ملاين وسبع مئة ألف يورو شهريا(3.700.000)(1الهامش). قد يتبادر إلا ذهن من يسمع المبلغ أنه ميزانية جماعة ترابية، أو مساعدة الدولة لمعهد بحث علمي أو ميزانية بناء مصلحة إدارية بحجم مقر عمالة أو ولاية...أو...أو. ليس هذا ولا ذاك. إنه "مقابل خدمات اللاعب البرازيلي (Neymar) مع الفريق (PSG)نقطة. (الرابط2)
الفريق (PSG) هو فريق من دولة يعرف مواطنوها معنى المال العام ويتساءلون عن أي سنت من مال "دافعي الضرائب" أين صرف ولمن سيعطى ومقابل ماذا... فلماذا لا يثير هذا "الراتب الخيالي"(3) تساؤلات واستنكارات ومحاسبة المسؤولين؟ لم يحدث أي شيء من هذا لأن المواطن الغربي، ليس كالمواطن العربي الذي لا يعلم ماذا يجري لا في بلاده ولا في بلدان العالم، المواطن الغربي، كما يعلم تفاصيل الأشياء، يعلم أن تلك الأموال الخيالية والتي لا تمول لا مشروع بحث علمي ولا مشروع سكن اقتصادي يخرج الفقراء والمحتاجين من الشارع، هذه الأموال ليست من ضرائبهم ولكن من بترول العرب. فالمبلغ المذكور وزيادة لن يدفع من ميزانية وزارة الرياضة الفرنسية وإنما من خزائن قطر. قد يجد بعض القراء نوعا من السذاجة في تحليلي هذا الذي يُشَم منه أن الأندية الرياضية يجب أن تمول من وزارة الرياضة في حين أن الرياضة اليوم، وخاصة كرة القدم، هي الآن صناعة وتجارة واستثمار. ومن هنا نجد أن طرح السؤال التالي ضرورة ملحة: هل استنفذت الأموال العربية(4) كل مجالات الاستثمار الضرورية لتقدم هذه الأمة ولم يبق أمامها سوى الاستثمار في كرة القدم؟ أم أن ربحية كرة القدم أعلى(وأسرع) من الربحية حتى في صناعة الطائرات والبحث الصيدلي وغيره ومن حق رأس المال أن يختار المجال الأكثر ربحية فقط. لكن هل "ذكاء" المستثمر العربي هو الذي جعله يسبق الأموال الغربية لهذا المجال ويتركها في المجالات الأقل مردودية؟
في أحد لقاءاته القريبة العهد، قال الدكتور جورج قرم: "لقد فهمت أن الدنيا خربت منذ سنة 1982. حيث كانت إسرائيل قد غزت لبنان وكانت الشعوب العربية مهتمة بما كان أكثر تشويقا وأهمية بالنسبة لها: من سيفوز بكأس العالم آنذاك، ألمانيا أم الجزائر؟" إسرائيل في لبنان ونحن في شوق إلى أن تنتصر الجزائر على ألمانيا، ليس في مجال الصناعة الألمانية (السيارات والطاقة المتجددة والأدوية...) وإنما في مجال الصناعة القطرية، كرة القدم. هذه الصناعة التي ليست، بالنسبة لقادة العالم، ليست سوى أفيونا يلهي الشعوب عن المسائل الكبرى التي تتحكم في حاضرها والمستقبل.

1) إذا كانت (222.000.000) هي قيمة المبلغ لخمس سنوات فمقسومة على 60 شهرا تعطي الراتب الشهري ثلاثة ملاين وسبع مئة ألف يورو(3.700.000). قد تكون هنا حصة للنادي وأخرى للاعب.
2) الرابط2: (https://www.lequipe.fr / )
3) إن العدد المذكور(222.000.000) ليس هو المبلغ الإجمالي الذي يتجاوز (362.000.000). انظر الرابط3: (https://www.24matins.fr/newsweb/le-contrat-de-neymar-au-psg-est-pret-569436 )
[[Il faut -dir-e que la transaction est extrêmement complexe, puisque le Qatar offrira donc les 222 millions d’euros de la clause libératoire à Neymar, puis une prime à la signature de 100 millions sera versée, tout comme une commission de 40 millions pour le père du joueur. ]]
4) أرجو أن لا يفهم من أسلوبي هذا بأنني ما أزال أتكلم بالمنطق القديم للقومية العربية وأعتبر ثروات الوطن العربي ملكا لكل الشعوب العربية/الشعب العربي. لكن استثمار أموال الشعب القطري يستحسن أن تستثمر، وبشكل مربح طبعا، في المنطقة العربية أولا.والتكامل العربي هو مسألة في مصلحة الشعب القطري في عهد التكتلات الكبرى.