عشوائيات كوردستان السياسية: سِلاح خُردة أمْ خُردة سياسية؟


دانا جلال
2017 / 8 / 4 - 16:22     

في نهاية الثمانينيات مِنْ القرن الماضي وفي إحدى قرى كوردستان، وأثناء عملي السياسي بينَ الفلاحين، قال الشيخ (رجل الدين) بعدَ أنْ قرأ للقرويين "سورة الإخلاص"، مفسراً بأنها تَحثُ الناس وعلى وجه الخصوص الفلاحين مِنهُم على احترام وخدمة رجال الدين.
قلتُ: شيخنا، أنا حفيدُ رجال دين معروفين في كوردستان، وأعرف العربية بشكل جيد، وقرأت كتاب الله، فالتَّفسير هو ليسَ كذلك. قالَ الشيخ: أسكتْ يا شيوعي، يا كافر ويا زنديق، هل تُكذب كلام الله؟ لولا لُطفِ ووعي بعض الفلاحين لكانَ مصيريَّ مجهولاً.
خرجَ علينا رئيس حكومة إقليم كوردستان يوم أمس وكأنه ذلك الشيخ الذي روى وفسر "سورة الإخلاص" لِيُفَسر لنا سورة الهزيمة والخيانة في شنكال، بِقوله ومِنْ خلالِ فضائيته روداو: "عندما هجم مسلحو تنظيم داعش على مناطق سنجار، لم تكن قوات البيشمركة تمتلك الأسلحة المتطورة والكافية لحماية تلك المناطق".
لِيتَّهمني شيوخ السُلطة السياسية في كوردستان بالشيوعيةِ والكُفر والزندقةِ. فانا شيوعي وكافرٌ وزنديقْ، وأعلِنُ عَنْ تَفسريَّ لِسورةِ الهزيمةِ والخيانةِ في شنكال. ليسَ العَيبُ في السلاحِ، ولَمْ تَكُنْ الأسلحة خُردة كما قال الرئيس. تفسيري لِسورةِ الهزيمةِ في شنكال. هي هزيمة لِسياسةِ وإدارة وإرادة الخُردة.
تَعالَ نَتَّحاكمَ يا سيادة الرئيس قُدام حافات الجَبلِ قبلَ قِمته في جبل كويزة وأزمر المُطلتين على مدينةِ السُليمانية. بعدَ قمعِ الأنتفاضة الآذارية في العام 1991 وصَلتنا برقية وفحواها (الى رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي...نقاتل منذ يومان الجيش العراقي بمئات الياته المتطورة وأسلحته الفتاكة وعشرات الآلاف مِنْ خيرةِ قوات نُخبته. التحقوا بالمعركة فالعدو يكثف ويزيد من هجماته).
التحقنا بالمعركة. عدد البيشمركة لم يتجاوز 100 مُقاتلاً من ابطال الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة الشهيد جبار فرمان، والحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الشهيد عثمان قاله منور، وابطال باسوك. القوة الشيوعية التي التحقت بالمعركة، وكنت ضمنها كانت بقيادة حمه رشيد قره داغي، وسهيل الزهاوي، ودلير جلال.
سلسلة جبل كويزة وأزمر كانتا الخط الأول والأخير لِحين الحدود الايرانية. هناك كانت الملحمة، وهُزم جيش النظام ودخلنا مدينة السليمانية.
تَعالَ نتحاكم يا سيادة الرئيس قُدامَ حافاتِ الجَبلْ قبلَ قِمَتِه في جبل سري ره ش وملحمة معركة ( کۆڕێ ). الملحمة تكرر نفسها مع اختلاف الاسماء. كنتَ حاضرا فيها مع كاك مسعود وبيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولمستم الدور القيادي والبطولي لأنصار الحزب الشيوعي بقيادة الشهيد الكربلائي وضاح حسن عبد الأمير (سعدون) والقائد الميداني فواد عبدالمجيد (هوگر).
البيشمركة والأنصار سطروا ملاحِم بأسلحة تُسميها الآن خردة، وانتصروا على أعتى جيش في المنطقةِ، ونظام تسابقَ الشرقُ والغرب بِتَّسليحه. فهل تبحثُ يا سيادة رئيس الحكومة عَنْ الخللِ خارج نِطاق سِلاح الخردة عَنْ مقدمات وتداعيات المأساة والهزيمة في شنكال؟ أمْ انك ستَّقتَبس خِطاب الخُردة لِقادة الهزيمة مِنْ حُكام الأعراب بعد هزيمة 5 حزيران من العام 1967 واختصارها بِفساد السلاح المُستَّوردْ ؟
سيادة رئيس الحكومة ولك الشكر لاعترافك بالهزيمة وإنْ فَسرتها بِسلاح الخُردة، واُفسرها أنا بِخُردة السياسة والإدارة والإرادة. اعترافك بالهزيمةِ العسكرية فيها الشجاعة على خلاف التصريح الإعلامي لِمُستشار رئيس اقليمنا السيد "كفاح محمود" حيث صرح وعلى طريقة وزير اعلام البعث "محمد سعيد الصحاف" بان الجيش الاميركي محاصر في دباباته في العاصمة بغداد.
الصحاف الكوردي وعلى طريقة اعلام العلوج تحدث عن الانسحاب التكتيكي من موقع القوة والاقتدار على خلاف ما تذكره بان المسالة هو الفرق والافتراق بين السلاح وليس الرجال..... من نصدق؟
في الشرقِ حينما تُشَكِل السُلطةِ لِجنة لِكشف الحقائق. ندركُ بِعفوية إشراقة الشمس بان الحقيقة قد اُغتصبت كما الايزيدييات في شنكال.
لِجنة كشف الحقائق لِسيادة رئيس الإقليم لِكشف المُتَّسببين بمأساة شنكال قد تم اغتصابها بِحاجز الصَمتْ... إنهم يغتَّصبون الحقيقة، اليسِ كذلك يا سيادة رئيس الحكومة.