الكوادر تقرر كل شيء!- كلمة ستالين الموجهه الى خريجي دفعه من ألاكاديمية العسكريه للجيش الأحمر


عليه اخرس
2017 / 7 / 28 - 23:46     

كلمة ستالين الموجهه الى خريجي دفعه من
ألاكاديمية العسكريه للجيش الأحمر

الكوادر تقرر كل شيء!" - النص الأصلي الخطاب ستالين عام 1935
أيها الرفاق!
لا يمكن نفي حقيقية أنه في السنوات الأخيرة قد حققنا نجاحا كبيرا في مجال البناء، وكذلك في مجال الإدارة .
وفي هذا الصدد، يدور الكثير من الحديث عندنا عن فضل قادتنا، عن مآثر القادة. أنهم يسجلون كل شيء، جميع إنجازاتنا تقريبا. وهذا، بطبيعة الحال، خطأ وليس صحيحا. الامر لا يقتصر فقط على القادة. ولكن لست بوارد ألتحدث عن هذا الان
أود أن أقول بضع كلمات عن الكوادر، عن كوادرنا بشكل عام وعن كوادر جيشنا الأحمر بشكل خاص.
انتم تعلمون بأننا حصلنا من العهد القديم على ارث ضخم من التخلف التقني ،الفقر والتدمير الذي دمرته أربع سنوات من الحرب الإمبريالية، واعادت تدميره ثلاث سنوات من الحرب الأهلية، بلد معظم سكانه شبه متعلمين، الى جانب المستوى التقني المتدني ،بالاضافة الى بعض المجمعات الصناعية المعزوله من مزارع الفلاحين الصغيره التي غرقت في عرض البحر - هذا هو شكل البلد الذي ورثناه عن العهد السابق .
فالتحدي تمثل في ترجمة نقل البلاد من سكة العصور الوسطى والظلمة الى سكة الصناعة العصريه الحديثة والزراعة الآلية
التحدي، كما ترون،جدي وشاق.فإن السؤال المطروح امامنا كان : إما ان نحقق هذه المهمه في أسرع وقت ممكن ونعزز الاشتراكية في بلادنا،أوان لا نحققها، وبهذه الحاله تبقى الامور في بلدنا على حالها - متدنيه تقنيا ومتخلفه في مسالة العلاقات الثقافيه - ستفقد استقلالها وتصبح هدفا للعبة القوى الإمبريالية.
لقد عانت بلدنا انذاك من حاجة ماسه في المجالات التقنيه .لم تكن هناك آلات كافيه للصناعة او الزراعة او حتى في مجال النقل,
لم يكن في بلدنا تلك القاعدة التقنية الأولية التي بدونها يستحيل التحول الصناعي . كان هنالك عدد قليل من الحاجات الأساسية لإنشاء قاعدة كهذه.كان من الضروري إنشاء صناعة عصريه ومن الطراز الأول
كان علينا توجيه هذه الصناعه بإتجاه لتصبح قادره على إعادة تنظيم الناحية التقنيه ليس فقط مجالات الصناعة فحسب، وإنما أيضا في مجال الزراعه، وخطوط السكك الحديدية لدينا. ومن أجل ذلك كان لا بد من تقديم التضحيات واقامة سياسة اقتصاديه شفافه بكل جوانبها، كان من الضروري الاجحاف في الانفاق ان كان في المواد الغذائية، او في المدارس، او في المؤسسات الصناعيه ، من أجل جمع الأموال اللازمة لبناء الصناعة. لم هناك طريقة أخرى لسد حاجتنا الماسه في المجال التكنولوجي. هكذا علمنا لينين، وسرنا بهذا الامر على خطى لينين
فمن الواضح أنه في مثل هذه المهمة الكبيرة والصعبة كان من المستحيل أن ننتظر تقدما ملموسا وسريعا.في حالة كهذه يمكن أن يظهر النجاح بعد بضع سنوات فقط. كان من الضروري بالتالي التسلح بأعصاب قوية، بالقدرة البلشفية على التحمل والصبر العنيد للتغلب على العقبات الأولى وبثبات المضي قدما في تحقيق الهدف العظيم، وتجنب التذبذب والشك ضمن صفوفها.
كما تعلمون بأننا ادرنا هذه القضيه خصوصا بهذه الطريقة.لكن ليس عند جميع رفاقنا قوة الأعصاب والصبر والمثابرة بشكل كاف. من بين رفاقنا هناك مجموعه من الاشخاص،بدأت تدعو للتراجع بعد مواجهة العقبه ألاولى "عفا الله عما مضى ،". ومن المؤكد أن هذا صحيحاولكن الانسان لديه ذاكرة، وبشكل عفوي وغير مقصود يتذكر الماضي عند تقييم نتائج عملنا .وهكذا ، كان لدينا رفاق خافوا من الصعوبات وبدأوا يوجهون الدعوه للحزب للتراجع.وقالوا: " ما شاننا نحن من تصنيعكم والتجميع والآلات والحديد والصلب والجرارات والحصادات والسيارات؟ اليس من الافضل لنا تزويدينا بمصانع اكبر، شراء مزيدا من المواد الخام لإنتاج السلع الاستهلاكية واعطاء السكان مزيدا من الحاجات الصغيره العامه للحياة ،بدل ان يصبح الشعب احمرا . إنشاء صناعة في ظل تخلفنا، وصناعة من الطراز الأول - حلم خطير ".
بكل تأكيد، يمكننا بمبلغ ثلاثة 3مليارات روبل بالعملة الصعبه، الناتجة عن ادارة اقتصاد شفاف وقاس ان ينفق على خلق صناعتنا - كان بامكاننا تحويلها لاستيراد المواد الخام وزيادة الإنتاج من السلع الاستهلاكية. هذا أيضا نوع من "الخطة". ولكن في ظل هذه "الخطة" لن يكون لدينا أية صناعة أو هندسة ميكانيكية، أو جرارات وسيارات، وطائرات ودبابات. سنكون عاجزين عن صد اي عدو خارجي .
ونكون بذلك عملنا على تقويض أسس الاشتراكية في بلادنا. ووقعنا اسرى البرجوازية، الداخلية والخارجية.
بالطبع، كان من الضروري الاختيار بين خطتين: خطة التراجع، الأمر الذي سيؤدي ، ولا يمكن إلا أن يؤدي إلى هزيمة الاشتراكية، وخطة للهجوم، الذي أدى، وكما تعلمون إلى انتصار الاشتراكية في بلادنا
لقد اخترنا خطة التقدم، والمضي قدما على الطريق اللينيني، وتنحى جانبا الرفاق كما الناس الذين لم يروا أكثر من تحت أنوفهم، والذين غضوا البصر عن المستقبل القريب في بلادنا، ومستقبل الاشتراكية فيها.
ولكن هؤلاء الرفاق لم تقتصر خطواتهم دائما على النقد والمقاومة السلبية. وانما هددونا بإثارة التمرد في الحزب ضد اللجنة المركزية. علاوة على ذلك، هدد البعض منا بالرصاص. على ما يبدو، كانوا يأملون بتخويفنا واجبارنا على حرف مسارنا عن الخط اللينيني.
من الواضح،ان هؤلاء الأشخاص قد نسوا أننا نحن البلاشفة - اناس من نوع خاص-. نسوا أنه لا الصعوبات ولا التهديدات يمكن أن تخيف البلاشفة. نسوا أننا قد تم تدريبنا من قبل لينين العظيم، قائدنا، معلمنا، والدنا، الذي كان يعرف ولا يعترف بالخوف في المعركة. نسوا أنه كلما اشتد غضب الأعداء وكلما وقعوا في حالة هستيرية أكثر من المعارضين داخل الحزب، كلما زادت قوة البلاشفة لنضال جديد وبسرعة مضاعفه للمضي قدما ..
بالحقيقه أننا لم نفكر يوما بالتراجع عن المسار اللينيني.وانما تعزيزه لقد واستمتنا في المضي به قدما بسرعة أكبر، متخطين جميع العقبات التي تعترض طريقنا.
صحيح في متابعة هذا الموضوع كنا مضطرين بالطبع للتعامل مع بعض هؤلاء الرفاق . لكن بهذا الموضوع بالحقيقة لا يمكن عمل شئ اخر.لا بد لي أن أعترف هنا بأنني وضعت يدي أيضا في هذه المساله .
أجل، أيها الرفاق، لقد مضينا بكل ثقه وسرعة فائقه في طريق التصنيع والعمل الجماعي لبلادنا.والآن هذا الطريق يمكن اعتباره تم اجتيازه بالفعل.
الآن لقد اصبح معلوما لدى الجميع بان كل ما حققناه بهذا الطريق لقي اعجابا ونجاحا كبيرين .الآن الجميع يقر بأننا نمتلك صناعة ضخمه ومن الدرجة الأولى، زراعة اليه قوية ،نظام متنام ومتطور للنقل، وجيش أحمر منظم ومجهز بشكل ممتاز .هذا يعني أننا قد تخطينا بشكل أساسي فترة الحاجه الى التطور التقني .
لكن بتخطي مرحلة الحاجه الى التطور التقني، نكون قد دخلنا في مرحلة جديدة، وهي فترة أود تسميتها مرحلة الحاجه الى التطور البشري، في مجال الكوادر والموارد البشرية، في مجال العمال القادرين على استغلال التقنية،وتعزيزها ودفعها قدما .
بالحقيقة انه يوجد لدينا تكنولوجيا كافيه لمجمل القطاعات للمصانع والمزارع الجماعية والدولة والجيش،لكننا نفتقر الى اشخاص لديهم الخبرة اللازمة بما يكفي لاستغلال التكنولوجيا بالحد الأقصى الذي يمكن الاستفادة منها. في السابق قلنا بأن الكنولوجيا "تقرر كل شيء".
هذا الشعار ساعدنا، بمعنى، أننا قضينا على مرحلة الحاجه الى التطور التقني وبنينا قاعدة تقنية واسعة في كل فرع من فروع النشاطات لتسليح شعبنا بتقنية من الدرجة الأولى . هذا أمر جيد جدا. ولكن هذا بعيدا وبعيدا بما فيه الكفايه لسد حاجتنا.
ومن أجل تشغيل التكنولوجيا والاستفادة منها على أكمل وجه، نحن بحاجة الى كوادر قادرة على إتقان التكنولوجيا هذه واستخدامها بجميع أحكام الفن.
التكنولوجيا دون اشخاص يجيدونها، ميتة. اما التكنولوجيا بقيادة كوادر تتقنها يمكن وينبغي أن تصنع المعجزات.
لوان في مصانعنا ومعاملنا الممتازه ،ومزارعنا الجماعية والعامه ، في جيشنا الأحمر وجدت كوادر كافية قادرة على تسخير هذه التقنية، فكانت بلدنا قد تقدمت بشكل ملموس بضعفين اوأربع اضعاف أكثر مما هي عليه الان.
لهذا السبب يجب التركيز الآن على الناس، على الكوادر، على العمال الذين يتقنون التكنولوجيا
هذا هو سبب الشعار القديم، " التكنولوجيا تقرر كل شيء"، والتي تعتبر انعكاسا لفترة مرت بالفعل، عندما كان لدينا نقص في التكنولوجيا، يجب الآن الاستعاضة عنه بشعار جديد، شعار بأن "الكوادر تقرر كل شيء".
بهذا تكمن الاهميه الآن .
هل يمكن القول بان شعبنا فهم وأدرك تماما ألاهمية العظيمة لهذا الشعار الجديد؟ لا اعتقد ذلك.
وإلا لما كان لدينا هذا الموقف البشع من الشعب، من الموظفين، من العمال، والذي نلاحظه في كثير من الأحيان في ممارستنا .
الشعار "الكوادر تقرر كل شيء" يتطلب ان يبدي قادتنا موقفا أكثر اهتماما بموظفينا، "بالصغير" و"الكبير" بغض النظر عن المنطقة او المجال الذي يعملون فيه والتعاطي معهم بإهتمام ومساعدتهم عند الحاجة إلى الدعم، وتشجيعهم عند تحقيق الخطوة الأولى نحو النجاح ، لدفعهم إلى الأمام، الخ
وبالمناسبه حتى الآن،في الواقع نحن في كثير من الحالات والوقائع نعاني من قسوة البيروقراطية وعلاقتها البشعه بالموظفين.
هذا، في الواقع، ايضا ما يفسر أنه بدلا من دراسة الناس والتعرف عليها وفقط بعد معرفتها يمكن اختيارها وتوظيفها،في كثير من الأحيان تلقى الناس كأدوات.
لقد تعلمنا تقدير الآلات وتقديم تقاريرعن الكميه الموجوده منها في مصانعنا ومعاملنا .
ولكنني لا أعرف حالة واحدة التي تم فيها العزم على تقديم تقرير وفقا لما ذكر عن عدد الناس التي تدربت على ايادينا في فترة معينة، وكيف ساعدنا الناس على النمو لتؤدي مهارة في العمل. بماذا يفسر هذا؟ هذا يفسر حقيقة أنه عندنا لم نتعلم بعد أن نقدر الناس، وأن نقدر العمال، ونقدر الكوادر
أذكر حادثة وقعت في سيبيريا، عندما كنت انذاك في المنفى. كان ذلك في فصل الربيع، اثناء الفيضانات.ذهب نحو ثلاثين رجلا الى النهر لسحب الأخشاب التي كانت تنقل في مهب النهر الضخم الهائج
عند المساء عادوا إلى القرية، ولكن دون احد الرفاق الذي بقي في عداد المفقودين. وعند السؤال عنه أجابوا بدون مبالات بأنه "بقي هناك". وردا على سؤالي، "ما المقصود ببقي هناك؟" أجابوا بنفس اللامبالاة، "لماذا تسأل - غرق، بطبيعة الحال"."وبعد ذلك بدا واحد منهم على عجل الى مكان ما، قائلا أنه" سيكون من الضروري الذهاب ليسقي الفرس".
عندما كنت اوجه اللوم لهم وعلى ابرازهم الاهتمام بالحيوانات أكثر من الرجال، رد واحد منهم : في ظل موافقة عامه من الموجودين :" لماذا يجب علينا أن ناسف على الرجال؟ يمكننا دائما صنع الرجال. ولكن الفرس ... فقط جرب ان تعمل فرسا. هذه حادثه، قد يكون تافهة لكم، ولكن مميزة جدا.
يبدو لي أن موقف اللامبالاة الذي يتعاطى به بعض من قادتنا مع الناس، مع الكوادر وعدم قدرتهم على تقدير الناس، يعتبر من مخلفات علاقة غريبة من الناس للناس والتي اظهرت كما اوردته عن حدث سيبيريا البعيدة
وهكذا، ايها الرفاق، إذا أردنا النجاح في التغلب على ندرة الناس وتوفير كوادر كافية في بلادنا قادرة على تطوير التقنية ووضعها موضع التنفيذ، علينا أولا وقبل كل شيء أن نتعلم أن نقدر الناس، نقدر الكوادر، ونقدر كل عامل قادرعلى ان يعطي امكانياتة التي تعود بالفائده في خدمة قضيتنا المشتركة. لقد حان الوقت لكي ندرك أنه من بين جميع رؤوس الأموال القيمة التي يمتلكها العالم، فإن الأهم والأكثر أهمية هو الناس ،الكوادر. يجب ادراك أنه في ظل ظروفنا الحالية "الكوادر تقرر كل شيء."
إذا كان لدينا كوادر جيدة وعديدة في الصناعة والزراعة والنقل والجيش - سيكون لدينا وطن لا يقهر. إذا لم يكن لدينا مثل هذه الكوادر - سوف نعرج على كلا الساقين.
في ختام كلمتي، اسمحوا لي أن أقترح نخب بصحة ونجاح خريجينا من أكاديميات الجيش الأحمر. وأتمنى لهم النجاح التوفيق في تنظيم وتوجيه الدفاع عن بلدنا.
ايها الرفاق، لقد تخرجتم من مؤسسات التعليم العالي، والتي تلقيتم فيها الحصن الأول. ولكن المدرسة - ليست سوى المرحلة التحضيرية. فالكوادر يحصلون على تجربتهم الحقيقيه من خلال التطبيق العملي، وخارج المدرسة، اي في مواجهة الصعوبات والتغلب عليها.وتذكروا رفاقي الاعزاء بأنهم فقط هؤلاء هم الكوادر الجيده الذين لا يخشون الصعوبات ولا يختبئون من المصاعب بل على العكس من ذلك يخرجون لمواجهة الصعوبات من أجل التغلب والقضاء عليها.
فقط في حقل الصراع مع الصعوبات تنشا الكوادرالحقيقية. وإذا امتلك جيشنا كمية كافيه من هذه الكوادرالصلبه، فانه سوف يكون لدينا جيش لا يقهر.
بصحتكم ، رفاقي الاعزاء !
يوسف فيساريونوفيتش ستالين
خطاب ستالين وثائق ومواد: Nevezhin VA :المصدر
برافدا 6 ايار 1935
ترجمة عليه اخرس