معنى اليوم الآخر


محمد عبد القادر الفار
2017 / 7 / 14 - 18:49     

عرفت اليوم شيئا هاما بخصوص "اليوم الآخر"

لا لا ليس ميعاده

فمن أنا لأطلع على ذلك. فلا محمود المقام الذي تقدم فاخترق ولا شديد القوى الذي لو تقدم لاحترق عرفا ليعرف من لو حدث نفسه بالتقدم لهلك سلفا، من حسرته على العالم.

وعلى كل حال فإن كنت سأتبع الظن وأخرص فانا اظن الموعد بعيدا والموضوع لا يزال في أوله ولي في ذلك بدل الحجة حجج (راجع مقالي "الموقف من استمرار الوجود" / الجزء الثالث: الإنسان ثمرة الكون ).

وبالعودة إلى ما اكتشفته اليوم. فإن ما عرفته عن اليوم الآخر هو: معناه.

والمعنى هو مبرر الوجود في كون هو في الأساس وصف كلامي بين كاف "كن" ونونها.

لماذا الايمان باليوم الآخر أساسي جدا حتى قرن بالإيمان بالله في الدين الخاتم؛ دين الخلاصة.

اليوم الآخر هو فقط ما يستدعي الماضي من جديد ويحيله إلى حقيقة. وبغير اليوم الآخر فإن الماضي يكاد يتحول إلى وهم.

كيف؟
فكر في من عاشوا قبل عشر الاف سنة والاحداث التي جرت في ذلك الزمن. الذهن يتعامل تلقائيا مع تلك الاحداث وهؤلاء الاشخاص على انهم وهم تقريبا، خيال، ماض اكتسب أسطورية تجعله يكاد يكون معدوما.
باليوم الآخر يعاد استدعاء الماضي ومحاكمته وإعادة الاعتبار إليه فيعاد تأكيد أنه حقيقي وصلب. ما مضى لم يزل. هذا مما يحققه اليوم الآخر.

اليوم الآخر يعبر عن فهم المؤمن أن ما يمضي لا يزول وأن الذاكرة حقيقة.

حتى لا يزول الماضي، ليس أمامنا إلا يوم آخر يمكن فيه استدعاء كل ما حدث وكل من عاش. والقطع مع الماضي يثير ضحك من يؤمن باليوم الآخر، فماذا يعني القطع مع ماض عمره عشرات او مئات او حتى آلاف السنين مع يقين لا يجاوره شك في أن اللحظة الأولى نفسها ستستدعى يوما ما، بأهلها وحيزها واصواتها وروائحها وأجوائها.

لأن الماضي حق، ولأننا لن نصبح وهما بعد أن نمضي، لكل هذا: نؤمن باليوم الآخر.

باليوم الآخر ستفهم ان ما لم تدركه زمانا حقيقة، كما توقن بالسفر ان ما لم تدركه مكانا هو واقع. والمراقب الشاهد ليس كمن يحكى له.

باليوم الآخر يتسنى لك ان تجلس مع معاوية ابن ابي سفيان مثلا وتخوض معه حوارا وتشرب معه القهوة وتحدثه كيف تغير الزمن خلال الف وخمسمئة سنة ويعبر لك هو عن دهشته. باليوم الاخر تخوص ما كان مجرد قصص مهما صدقته، تخوضه بحواسك. يفقد من هيبته قليلا نعم ولكن يصبح حقيقيا.