عزيز محمد السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في سطور / ح 2


خالد حسين سلطان
2017 / 6 / 16 - 03:38     

تواردت الاخبار بعد ظهر يوم الاربعاء 31 / 5 / 2017 من مدينة اربيل حول وفاة عزيز محمد السكرتير الاسبق للحزب الشيوعي العراقي، للفترة 1964 ــ 1993، عن عمر يناهز 93 عاما، وكعادة العراقيين بدأ تداول وانتقال الخبر بينهم عبر طرق التواصل المختلفة مع هالة من المديح والاطراء للراحل جعلت منه اقرب ما يكون الى الالهة والقديسين والانبياء، من خلال ذاكرة عراقية معطوبة ومشوهة بقصد او دون قصد، وبالتالي انهال علينا الطبالين والمزمرين والمداحين والمتملقين بعشرات التقارير والمقالات عن التاريخ النضالي والانجازات الوطنية والحزبية الفذة للراحل, واكمالا للصورة ادرج هنا بعض المحطات من حياته، وما خفي كان اعظم، ليطلع الجيل الصاعد من الشيوعيين واليساريين وغيرهم على الحقيقة وفقط الحقيقة، والتي يتجاهلها البعض لغرض في نفس يعقوب ولتحريف الوقائع تماشيا مع المصالح الشخصية وسوء النفس البشرية وازدواجية الشخصية العراقية .
ح 2
عزيز واجتماع اب 1964
في اب 1964 عقد اجتماع للجنة المركزية في براغ حضره من تبقى من اعضاء اللجنة المركزية في خارج العراق ومنهم عزيز محمد وبعض الكوادر المتقدمة، ومن الحاضرين كذلك السيدة ثمينة ناجي يوسف زوجة الشهيد الخالد سلام عادل، في هذا الاجتماع تم اقرار ما يسمى بخط آب الشهير وكذلك تم اختيار عزيز محمد سكرتير اول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ولنا وقفة مع هذين الحدثين المهمين في تاريخ الحزب والذين تركا اثرهما على مديات بعيدة .
خط اب : وهو توجه سياسي يدعو الى المهادنة ومحاولة ترطيب الاجواء مع نظام عارف، ولا سيما بعد الانفراج النسبي الذي حصل في العنف والترهيب ضد الحزب وكذلك بالنسبة للمعتقلين الشيوعيين، حيث تمكنت التنظيمات الحزبية من سحب نفس عميق الى حد ما، وكذلك بعض الخطوات ذات الابعاد الاشتراكية مثل تأميم بعض منشآت القطاع الخاص، ليصل هذا الترطيب وبتطرف الى الايحاء الى امكانية الانضمام الى الاتحاد الاشتراكي، التجمع السياسي الذي اسسه نظام عارف على غرار ما فعل جمال عبد الناصر، وهذا الاندفاع بالتأكيد لا يخلوا من رغبة الاخ الكبير الاتحاد السوفياتي السابق ومنظره ( سسولوف )، وبغض النظر عن مدى صواب او خطأ هذا الخط فان غالبية الحاضرين كانوا مع الخط باستثناء حالة او حالتين، حيث ظهر اعتراض من هنا وتحفظ من هناك، والمؤيدين للخط كانوا على نوعين، حيث منهم من كان مع الخط لإيمان مبدئي ان مصلحة الوطن والحزب تتطلب ذلك، والنوع الاخر كان مع الخط، تماشيا مع الموجة، كموقف انتهازي وكان على رأس هذا النوع عزيز محمد، حيث سرعان ما تراجع وانقلب بزاوية 180 درجة، بحجة انه وافق عليه تماشيا مع رغبة غالبية الرفاق، وانه كان جديد على السكرتارية ولن يتمكن من المواجهة والاعتراض، وخصوصا بعد ان رفضت القواعد الحزبية والكوادر في الداخل هذا الخط جملة وتفصيلا وبحدة، كادت ان تصل الى الانشقاق والتمرد او الاستقالة، وشكلت حالة الرفض هذه ولا سيما في بغداد اللبنات الاولى لانشقاق القيادة المركزية 1967 ، ومن هنا بدأت ملامح المكر والخداع في طريقة العمل الحزبي لعزيز محمد، حيث استغل حالة الرفض شبه العامة لخط اب من قبل القواعد الحزبية، لتحسين صورته، فعمل على تهميش وابعاد بعض الرفاق ولا سيما من العرب، وبنفس شوفيني، بحجة انهم عرابي خط اب، وذلك خلال الكونفرنس الثالث 1967 والمؤتمر الثاني 1970 ليخرج هو سالما غانما، كما اعتاد على ذلك في المنعطفات الحرجة .
عزيز والسكرتارية : في اجتماع براغ اب 1964 اختير عزيز محمد سكرتيرا للحزب الشيوعي العراقي ( او انتخب لذلك المركز كما يحلوا للبعض ان يقول )، وجاء هذا الاختيار ضمن الظروف المعقدة التي كان يمر بها الحزب والوطن بالاضافة الى المخلفات الثقيلة للماضي القريب وساحاول تحديد الاسباب التي دعت لاختيار عزيز محمد لهذا المركز. اولها واهمها انه بلا موقف واضح المعالم في اي قضية وبالتالي لم يختلف خلاف حاد مع اي احد من الرفاق، فعند طرح اي قضية في اجتماعات اللجنة المركزية، ينتظر عزيز محمد ان يدلوا الجميع بآرائهم وملاحظاتهم، ومن ثم يعرض هو موقفه ( ان كان له موقف ) ليكون مع الرأي الوسط والقريب من الغالبية، حتى ان لم يكن مقتنعا به، فهو على استعداد للانقلاب على ذلك الموقف في اي وقت، ومن هنا جاءت شهرته بالمواقف الوسطية والتوفيقية والتي يعتبرها البعض اهم محاسن عزيز، وهي في الحقيقة مكر وخداع وانتهازية صارخة، فهو مع الجميع وضد الجميع في نفس الوقت وبانتهازية مقيتة. بعض القادة كانوا معاقبين او مجمدين ومبعدين على اثر صراع كتلة الاربعة مع قيادة الشهيد سلام عادل، وبالتالي لا يمكن اختيارهم لمثل هذا المركز بسبب تلك العقوبات وهم ( عامر عبد الله ، بهاء الدين نوري ، زكي خيري ، ثابت حبيب العاني ) علما ان عزيز كان محسوبا على تلك الكتلة الى حد ما ولكنه تمكن من التملص منها في الوقت المناسب كما اسلفنا في الحلقة الأولى، وعموما فان هؤلاء القادة كانوا، ولا سيما اول ثلاثة منهم، مع اختيار عزيز لمنصب السكرتير لانه اختيار يتناغم مع طموح كل واحد منهم، باعتبار ان شخصية عزيز الضعيفة، كما كانوا يعتقدون، تبقي الباب مفتوحا امامهم للمنافسة في مراحل لاحقة على منصب السكرتير بعد ان يتقادم موضوع كتلة الاربعة، وباعتبار ان عزيز وبما متوفر من انطباعات عنه، توحي بانه سهل الازاحة عن طريقهم، قبل ان تكشف انياب المكر والمراوغة والخداع والتآمر لعزيز، وخصوصا ان اختياره يعتبر اختيار مؤقت وطارئ، لان اختيار السكرتير من صلاحية اعلى هيئة في الحزب، المؤتمر الحزبي، ولعدم امكانية عقد مؤتمر في مثل تلك الظروف، تم الاختيار بهذا الشكل. اما الفقيد عبد السلام الناصري ( انور مصطفي ) فالى وقت قريب من اب 1967 كانت كفته هي الراجحة كونه السكرتير القادم، ولكن الوحي الاممي، وكونه عضو احتياط في المكتب السياسي قبل 8 شباط 1963، في حين عزيز عضوا اصيلا فيه رجح كفة عزيز على الناصري، وترك هذا الانقلاب الاممي اثرا سيئا في نفس الناصري وتداعت علاقته مع عزيز في وقت لاحق ولاسيما بعد العودة الى الوطن. ويذكر الفقيد ناصر عبود ( ابو خالد ) الذي كان حاضرا في اجتماع اب 1967 انه عارض اختيار عزيز لمركز السكرتير كونه لا يصلح لهذا المركز فهو صاحب شخصية ضعيفة ولا يملك مؤهلات المركز، وقد اضمر عزيز محمد هذا الموقف لناصر عبود ليكون ضمن المغضوب عليهم في وقت الحساب وبعد الهجرة الجماعية لقيادة الحزب 1978 ـ 1979، جاء تصريح عبود في لقاء له مدون ومنشور مع الاعلامي توفيق التميمي، وللامانة فهذا معنى التصريح وليس نصه. وعموما فان اختيار عزيز لمركز السكرتير لا يخلوا من روائح شوفينيه، ولا سيما بعد تداعي اعداد القادة العرب في قمة الهرم بسبب احداث 8 شباط، في حين تمكن غالبية القادة الكرد من الافلات من المذبحة باتجاه الجبل، ولعلها كانت بداية اخطر مرحلة في تاريخ الحزب واقصد بها تكريد الحزب. وهكذا تلاقت الرغبات والتسويات غير المعلنة مع الوحي الاممي ليصبح عزيز سكرتيرا ( مؤقتا ) للحزب الشيوعي العراقي ويتمسك بالمركز لمدة 30 عاما تقريبا .
عزيز وانشقاق القيادة المركزية 1967 كما ذكرنا، تركت تداعيات خط اب واجتماع براغ في اب 1964 اثرها على عموم مفاصل الحزب، وانتشرت البلبلة الفكرية، ولا سيما في تنظيمات منطقة بغداد، باعتبارها قلب الحزب واهم واخطر المنظمات وذلك لقربها وتماسها مع قيادة الحزب، فقد تضاعفت وتعاضمت التمردات وحالات العصيان فيها وتلاقت مع المواقف والطموحات الذاتية والشخصية للفقيد حسين الكمر ( وليد )، والذي اصبح فيما بعد الشخص الثاني في القيادة المركزية، لينقلب عليها بعد حين. وهنالك من جاء وبتخطيط مسبق بعزيز الحاج من خارج العراق الى بغداد ليصبح سكرتيرا لمنطقة بغداد، فتلاقت وتلاقحت الطموحات الشخصية مع المخططات التآمرية للعديد من الاطراف، ليتفجر اكبر واخطر انشقاق في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في 17 ايلول 1967 والمعروف باسم القيادة المركزية بزعامة عزيز الحاج، وحصل ما حصل من تطاحن حزبي ورفاقي، اضر بالحزب ضررا فادحا، فقد الحزب في هذا المنزلق بحدود الف كادر حزبي مجرب ومختبر والاف الرفاق والمؤيدين والاصدقاء والانصار. عاد بعضهم الى صفوف الحزب لاحقا، ولكن بانكسار واحباط، بالاضافة الى اعدام وتصفية وتسقيط العشرات من المناضلين في قصر النهاية بعد الانهيار المعروف لعزيز الحاج، وقع الانشقاق وعزيز محمد في خارج العراق، وكما اعتاد في الظروف الحرجة، حيث اعتبر البعض ان عزيز محمد يمتلك حاسة سادسة تنشط في الظروف الحرجة والخطرة، فتتحسس الخطر على بعد اميال وتعطي مؤشرا لصاحبها بضرورة الافلات الى الخارج وبحجج مختلفة لغرض العلاج او المساهمة في نشاطات حزبية لاحزاب شقيقة او لأغراض الصيانة وحفاظا على السكرتير الاول وحتى لا تتكرر مأساة 1949 و 1963 في استشهاد قادة الحزب كما حصل مع الشهداء الابرار فهد وسلام عادل، ولكن شتان بين عزيز محمد وهؤلاء القادة الاشاوس، وهذا ما حصل تكرارا ومرارا وسنعرج على ذلك لاحقا في فقرة خاصة من تلك السطور، في حين يعتقد البعض ان عزيز محمد له عصفورته الخاصة التي تخبره بخطر الاوضاع في وقت مبكر .
عزيز والبعث
عاد البعث للسلطة ثانية في انقلاب 17 تموز 1968 وبالتالف مع بعض الضباط من خارج تنظيمات البعث وفي 30 تموز من نفس العام احكم البعث قبضته على الحكم باستبعاد هؤلاء الضباط. قبل تنفيذ البعث لانقلابه هذا اتصل احمد حسن البكر بقيادة الحزب الشيوعي وعن طريق مكرم الطالباني، ليعلم الشيوعيين عن نية البعث بالقفز الى السلطة ورغبته بان يشاركه الشيوعيين بتلك العملية، في رغبة من البعث لتبيض صفحته وتجاوز مرحلة ومجازر 8 شباط الاسود ولو من الناحية الشكلية. موقف الحزب الشيوعي كان رفض المشاركة، وجاء هذا القرار بعد التشاور والتداول بين اعضاء القيادة وعزيز كان شبه المستمع لاراء غالبية الرفاق بعدم المشاركة، فابلغ البعث بقرار الرفض وبصيغة هادئة نسبيا لحين ما تتضح الصورة بشكل افضل، محاولة البعث تلك، كانت الغمزة الأولى للشيوعيين لغرض سحبهم الى ساحة العمل العلني والمشاركة في الحكم وان كان شكليا، ولم تنقطع او تتوقف تلك المحاولات لحين ما تمكن البعث من سحب عزيز والحزب نحو مستنقع الجبحة ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) في تموز 1973، وقبل التعريج على موضوعة الجبهة لا بد من الخوض في الظروف والملابسات ( على الاقل المعلوم منها ) التي اوصلت الحزب للجبهة ولا سيما بعد ان سالت الكثير من الدماء الشيوعية النقية ومرت مياه كثيرة من تحت الجسور. حيث استخدم البعث سياسة الترغيب والترهيب والجزرة والعصا مع الشيوعيين على مدى خمس سنوات من تموز 1968 الى تموز 1973، شنت فيها الكثير من الحملات الدامية لاعتقال وتصفية وتسقيط الشيوعيين وبكل المستويات الحزبية من الاصدقاء والمؤيدين الى كوادر وقادة اعضاء في اللجنة المركزية، تخللتها فترات من الهدوء النسبي او التوقف يتناغم مع مستوى ووتيرة المباحثات حول ميثاق العمل الوطني الذي طرحه البعث، وصيغة وشكل المشاركة في الحكم وغيرها من الامور .
عزيز والمؤتمر الثاني للحزب 1970
عقد المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي العراقي في ايلول 1970 في كردستان العراق، لدراسة وضع الحزب والبلد وتحديد سياسة الحزب للمرحلة القادمة والموقف من البعث، وتسقيط واحدة من الحجج التي ساهمت في انشقاق الحزب في ايلول 1967 ( انشقاق القيادة المركزية ) وهي عدم عقد مؤتمر للحزب منذ فترة طويلة. عقد المؤتمر في ظروف حزبية حرجة، قبل المؤتمر كانت الضغوطات شديدة على عزيز محمد من قبل البعث ولا سيما من قبل صدام حسين بالذات للسير حثيثا نحو تصديق ميثاق العمل الوطني واعلان الجبهة، فكان رد عزيز محمد بضرورة اعطاءه الوقت الكافي لترويض واقناع بعض القادة والكوادر الرافضين لموضوع الجبهة. التقط المقبور صدام حسين تلك المعلومة وركز جهده في معرفة هؤلاء المعارضين والعمل على تسقيطهم او تصفيتهم، ولا يستبعد ان يكون عزيز محمد هو من سرب اسماء المعارضين للتعاون مع البعث لصدام حسين بشكل مقصود، وخصوصا انه قبيل انعقاد المؤتمر بايام قليلة التقي عزيز محمد بصدام حسين واحمد حسن البكر، لينطلق بعدها نحو المؤتمر الثاني. في المؤتمر جرى تداول وتدارس كل الامور ضمن برنامج العمل وادين انشقاق القيادة المركزية وشدد الموقف من قادته وجرى انتخاب لجنة مركزية للحزب وبدورها انتخبت عزيز محمد سكرتيرا لها، وتم استبعاد عدد من الرفاق من اللجنة المركزية بحجة موقفهم من خط اب مجاملة للمعارضة وحفاظا على ماء وجه عزيز محمد كونه كان من العرابين الاساسيين لخط اب ولكنه تملص منه وكالمعتاد في الوقت المناسب ولينقلب عليه بزاوية 180 درجة وبانتهازية مقيته راميا بنتائجه على كاهل رفاق اخرين وخصوصا ممن كان لهم دور بارز في لم شتات الحزب بعد مجزرة 8 شباط الاسود. اهم النقاشات في المؤتمر واكثرها وطيسا وحماوة كان الموقف من البعث، وبعد اخذ ورد أوصى المؤتمر بجواز التعاون مع البعث في مجال العمل الجبهوي ولكن بشروط ثابتة وحازمة وغير قابلة للتاويل بعد ان كان الكونفرنس الثالث قد حرم التعاون مع البعث ولا سيما جناح ( البكر ـ صدام ). بعد المؤتمر شنت حملة قاسية لاجهزة الامن البعثية لضرب الحزب وتنظيماته، حيث تمكنت الاجهزة الامنية من اعتقال عضو اللجنة المركزية ومسؤول منطقة بغداد توفيق احمد، الذي لم يصمد تحت سطوة الاجهزة الامنية، فانهار وادلى بما لديه من معلومات وسلم تنظيمات منطقة بغداد بالكامل، واندفع الى مصاحبة رجال الامن في شوارع بغداد لالتقاط من يصادف من الرفاق الذين يعرفهم، وتوفيق احمد هذا من الرفاق الكرد والوجوه الجديدة في اللجنة المركزية، والذي ارتقى لها بدفع من عزيز محمد ضمن اللمسات الاولى لتكريد قيادة الحزب ومفاصله المهمة، وتوفيق هذا بدون تاريخ حزبي ونضالي معروف. ومن ضمن من اعتقلوا في تلك الحملة سعيد ابراهيم رشيد الكادر العمالي والعضو المرشح للجنة منطقة بغداد ونسيب عزيز محمد ( شقيق زوجته ) حيث انهار وكان من ضمن المعترفين او المصادقين على اعترافات غيرهم ، وسحب الى كردستان وقام بالتحقيق معه جاسم الحلوائي، حول ظروف وملابسات اعتقاله وموقفه في التحقيق، وقد جرى التستر والتعتيم على هذا الموضوع حفاظا على هيبة ومكانة عزيز كسكرتير للحزب، ولم تذكر تلك المعلومة سوى في مذكرات جاسم الحلوائي. فقد الحزب في تلك الحملة وما بعدها نخبة مهمة من خيرة قادة وكوادر ورفاق الحزب وغالبيتهم من المعارضين للتعاون مع البعث وجبهته القادمة. وهنا لا بد من تذكر، طلب عزيز من قادة البعث بإعطائه الوقت الكافي لاقناع رفاقه المعارضين للتعاون مع البعث ودور التسريبات لاسماء هؤلاء الرفاق في تصفية غالبيتهم ضم حملة البعث المسعورة. ومع الانسياق مع البعث باتجاه الجبهة تم التراجع عن مقررات المؤتمر الثاني بخصوص الموقف من البعث والشروط الحازمة للتعاون معه، وامر عزيز باتلاف 5000 نسخة من كتاب وثائق ومقررات المؤتمر الثاني والتي وصلت توا من المانيا الديمقراطية، وكان مقررا توزيعها على منظمات الحزب، اشرف على حرقها واتلافها، في مقر اللجنة المركزية في بغداد / ساحة عقبة بن نافع، جاسم الحلوائي عضو اللجنة المركزية لضمان عدم تسريب اي نسخة منها الى التنظيمات ( ذكر ذلك في مذكرات الفقيد زكي خيري وفي موقعين مختلفين من المذكرات ) .
بغداد ــ 15/6/2017
يتبع