رسالة إلى زينب


علاء مهدي
2017 / 6 / 1 - 09:57     

(زينب . .فتاة أسترالية من أصل عراقي غادرتنا في أنفجار الكرادة في 29 أيار 2017)

عمو زينب . .
لا أعرفك ، ولم يسبق لي التعرف عليك
لكنني ، قرأت عنك . . .
قالوا أنك من سوق الشيوخ لكنك نشأت في أستراليا
أنا كذلك ، من الحلة الفيحاء وأعيش في أستراليا منذعقود
لذلك ، نحن نشترك في انتمائنا للعراق وأستراليا
كم هو جميل أن نتشابه في ذلك؟
أن نحمل معاً جذور حضارات الأولين
ونتمتع بمزايا المواطنة الأسترالية الحرة.
عمو زينب . .
سمعت أنك سافرت للوطن الذي ولدنا فيه وعشقناه
وأنك رغبت بتناول الأيس كريم بعد الأفطار . . .
في شوارع الكرادة . . .
يقال أن مساءات الكرادة جميلة . .
لكنك لم تكملي تناولها . . . لأن
لأن "رقيعاً" قرر أن يرحل للجنة . . .
لينعم بالـ " الحور العين " . . .
فصادف أن تكون نهايته ، برفقتك وعدد آخر من الأبرياء . .
تألمت لأنه لم يقتلك فقط . . بل أنه
لم يسمح لك بأن تفتخري بجمال بغداد أمام زميلاتك الأستراليات
عمو زينب . .
أنا حزين لأنك لم تعودي لنا ، للوطن الذي ضمك إلى صدره . .
لكنك فزت بجائزة العودة لاحضان الأم . . . أرض الوطن.
أما أنا . . .
فسأرقد بأرض وطني الجديد . . . .
بعيداً عن وادي السلام . . . في بلد السلام
الذي لم يعد فيه سلام . .
سنتلقي يوماً . .
لنتحدث عن غباء . . .
الإرهابيين والفاسدين.




.