لا قدسية بعد اليوم، انكشفت اللعبة


محمد باليزيد
2017 / 5 / 27 - 15:26     

لقد دعا إلى فصل الدين عن السياسة الكثير الكثير من مفكري هذه الأمة. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ففصل الدين عن السياسة ليس سوى مدخلا/ركيزة من ركائز مشروع نهوض هذه الأمة وتقدمها الذي ما تزال تقف في وجهه قوى رجعية متعددة. أو لنقل قوة واحدة هي مجموع البرجوازية الطفيلية التي لا بنت تعليما وطنيا يصبو إلى إخراج غالبية هذا الشعب من الجهل والأمية وفرز نخبته التي يمكنها حمله إلى دروب التقدم والابتكار ولا بنت اقتصادا يمكن أن يكون جميع أبناء هذا الوطن ضمن مدخلاته كي يستفيدوا كلهم من مخرجاته. إقحام الدين في السياسة وصل، حين وجدت الدولة نفسها في مأزق أمام حركة مطلبية قوية، وصل هذا الإقحام مستوى من الرداءة لا مستوى بعده.
نعلم أن خطبة الجمعة لا حرية للأشخاص/الفقهاء في نسجها فهي تقدم إليهم نصا كاملا يلتزمون بتلاوته. فإذن خطبة الجمعة الماضية في مسجد الحسيمة تتحمل وزارة الأوقاف مسؤوليتها. ولأن الأمر هكذا فوزارة الأوقاف
* هي من يتحمل مسؤولية السب والقذف في وجه حراك شعبي مطلبي سلمي.
* هي من يتحمل مسؤولية تحولها إلى بيدق في يد وزارة الداخلية تخدم تكتيكاتها وأهدافها.
* هي من يتحمل جر مواطن إلى الانجرار للدفاع عن نفسه وقضيته بوجه هجوم مغرض.
* هي من يتحمل مسؤولية تحويل بيوت الله إلى مكان صراع سياسي من حق من هوجم فيه أن يرد ولا يراعي حرمة المكان ما دام المهاجم، والذي هو الدولة وما أدراك ما الدولة، ما دام المهاجم لم يحترم هذه القدسية.
الدولة المغربية ككل تستغل الدين في السياسة وذلك حط من دين الله تعالى حيث تنزله إلى خدمة أغراضها السياسية. فمن يعاقب الدولة المغربية، ككل دول العالم المتخلف، على هذا الجرم الكبير؟ أم أننا دائما إزاء منطق "قتل امرئ...وقتل شعب آمن.."؟
"الفتنة" ؟!؟! سلاطين المسلمين منذ معاوية أو قبله مولعون بهذه الكلمة. والآن البرجوازية المغربية لا تبرهن، باستعمالها هذه "الفتنة"، سوى عن تعفنها الضارب جذوره حتى معاوية.
وفي ما يلي نص بلاغ وزارة الأوقاف: "شهد أحد مساجد مدينة الحسيمة أثناء صلاة الجمعة فتنة كبيرة حين أقدم شخص على الوقوف والصراخ في وجه الخطيب ونعته بأقبح النعوت، فأحدث فوضى عارمة ترتب عنها عدم إلقاء الخطبة الثانية مما أفسد الجمعة وأساء إلى الجماعة.
وبالإضافة إلى ما نص عليه القانون من أحكام تعاقب كل من يعرقل أداء الشعائر الدينية، فإن الحدث، بالنسبة لضمير الأمة، يمثل تصرفا منكرا في هذا البلد الذي يحيط العبادات وطقوسها بأكبر قدر من الإجلال والتعظيم والوقار.
وتستنكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أشد ما يكون الاستنكار، تعمد الإخلال بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله، مصداقا لقوله تعالى "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها."
انظر الصفحات الإلكترونية لكل من بديل، هسبريس ولكم (المغرب).