الجزء الثاني الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة وإعادة إنتاج علاقات الإنتاج


عليه اخرس
2017 / 5 / 21 - 11:21     

الفصل الثالث في التناقض
ممارسات الصراع الطبقي
الجزا الثاني الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة وإعادة إنتاج علاقات الإنتاج
الصراع الأيديولوجي شكل من أشكال الصراع الطبقي. في هذه المقولة اللينينية بالذات نجد الأساس النظري لتحديد هذه العلاقة. فالصراع الطبقي يستهدف السلطة السياسية. معنى هذا أن الطبقة المسيطرة تستخدم السلطة السياسية التي تمتلكها لإخضاع تطور البنية الاجتماعية لسيطرتها الطبقية، أي لإبقاء هذا التطور في إطار علاقات الإنتاج التي تحددها كطبقة مسيطرة. واستخدامها للسلطة السياسية هو في حد ذاته ممارسة لعنفها الطبقي الذي تواجه به، في صراعها السياسي، بقية الطبقات الاجتماعية التي تخضعها لسيطرتها الطبقية. إن ممارسة الطبقة المسيطرة لسيطرتها الطبقية هي أن تفرض بالعنف على الصراع الطبقي للطبقات التي تسيطر عليها إطارا بنيويا من التطور هو إطار علاقات الإنتاج القائمة، أي أن تمنع هذا الصراع من أن يخرج عن الإطار البنيوي لتطوره.ففي بقاء الصراع الطبقي في هذا الإطار إبقاء لعلاقات الإنتاج القائمة. لهذا، يظهر الصراع الطبقي بمظهر الصراع الأيديولوجي أو الصراع الاقتصادي، ما دام تحركه قائما في هذا الإطار البنيوي. إن للصراع الطبقي إذن، أشكالاً مختلفة، أي ممارسات متميزة تتحرك على المستويات البنيوية المتميزة للبنية الاجتماعية. أي إن له ممارسة سياسية وممارسة اقتصادية وممارسة ايديولوجية. غير أن ممارسته هذه، في شكلها المحدد،تختلف باختلاف الطبقة الاجتماعية التي تمارسه، وتتحدد عند كل طبقة بممارسته من قبل الطبقة الأخرى.فممارسة الطبقة المسيطرة للصراع الطبقي، في شكلها المحدد كممارسة سياسية، وبوجه خاص في إطار الزمان البنيوي، هي التي تحدد ممارسته من قبل الطبقات الخاضعة لسيطرتها الطبقية كممارسة أيديولوجية أو اقتصادية. معنى هذا أن الشكل الرئيسي، أي المسيطر، في الصراع الطبقي، في إطار الزمان البنيوي، هو بوجه عام الشكل الأيديولوجي أو الاقتصادي، وهذا الشكل نتيجة للممارسة السياسية بالذات للطبقة المسيطرة. فالممارسة السياسية للطبقة المسيطرة لصراعها الطبقي تقوم في أساسها على منع الطبقات الخاضعة لسيطرتها الطبقية من أن تمارس صراعها الطبقي ممارسة سياسية، لأن الممارسة السياسية للصراع الطبقي هي، بكل بداهة، بالنسبة إلى هذه الطبقات، محاولة لإجراء التحويل الثوري في علاقات الإنتاج الطبقية القائمة، أي محاولة ثورية لانتزاع السلطة السياسية من يد الطبقة المسيطرة، وإخضاع هذه الطبقة للسيطرة الطبقية للطبقة الرئيسية التي تقود عملية هذا التحويل الثوري. إن الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة تستهدف إذن، بكل بساطة اعادة إنتاج علاقات الإنتاج التي تحقق لهذه الطبقة سيطرتها الطبقية، أو بالأحرى ، استمرار سيطرتها الطبقية. فالعملية الاجتماعية لإعادة الإنتاج هذه عملية اقتصادية تتحقق في عملية الإنتاج الاجتماعي نفسها، أي على المستوى الاقتصادي في البنية الاجتماعية، بفعل الممارسة السياسية الخاصة بالطبقة المسيطرة، أي بفعل عنفها الطبقي. معنى هذا أن العملية الاقتصادية نفسها لاستمرار تحقق الإنتاج الاجتماعي في شكله التاريخي المحدد، أي في إطار علاقات الإنتاج الطبقية القائمة، لا تتم بذاتها، بل بفعل الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة، أو قل: إنها لا تتم في شكل آلية طبيعية إ ّ لا بفعل هذه الممارسة السياسية، كأثر لها. بهذا المعنى يمكن القول: إن استمرار تحقق هذه العملية الاقتصادية، كعملية اقتصادية، بتحقق إعادة إنتاج علاقات الإنتاج لا يكون إلا بعملية سياسية هي صراع طبقي تمارسه الطبقة المسيطرة باستمرار. هنا يظهر لنا مدى فعل المستوى السياسي في المستوى الاقتصادي نفسه داخل تطور البنية الاجتماعية. فالتناقض السياسي إذن، يحدد التناقض الاقتصادي بالشكل الذي يتحدد به. معنى هذا أن التحرك المتميز للتناقض الاقتصادي، الذي هو التناقض المحدد في النهاية لمختلف تناقضات البنية الاجتماعية، لا يتم إلا في إطار علاقته بتطور التناقض السياسي، وبالشكل الذي يحدده به هذا التناقض السياسي.

مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني
مهدي عامل
النسخ الالكتروني عليه اخرس