إلاه محمد والقسم، محاولة فهم متواضعة


سائس ابراهيم
2017 / 5 / 19 - 13:30     

تساؤلي هذه المرة : ما رأي القراء في آيتي التالية :
"يُرِيدُونَ إِطْفَاءَ نُورِ الْعَقَلِ بِمَكْرِهِمْ وَأَرَاجِيفِهِمْ، وَالْعَقْلُ مُتِمٌّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْجَاهِلُونَ". ه

القسم بغير الذات الإلهية محرم في الإسلام، لكن... لكن... محمداَ وإلهه مارسا الحلف بكل ما يخطر لهما على البال : الخيل، الشرر المتطاير من حوافرها، النقع، السحاب، الريح، الشمس، القمر... الخ، فلماذا يمنعنا إلاه محمد من اليمين بما نشاء ويمارسه هو. ه
قال بعض "علماء" المسلمين : "حينما نزل القرآن وقف الناس منه مواقف متباينة، فمنهم الشاك، ومنهم المنكر، ومنهم الخصم الألد. فجاء القسم، لإزالة الشكوك، وإحباط الشبهات، وإقامة الحجة..."، ولهذا وجدنا أغلب السور التي ورد فيها القسم مكية، وكان حكماء قريش يجادلون محمد ويتحدونه، حيث لبث ثلاث عشرة سنة يدعو دون أن يؤمن أن يتجاوز عدد المؤمنين به عدد أصابع اليدين "قيل أن مجموع من آمن به في مكة 13، وقال آخرون 17، وزاد البعض الآخر رقماً ثالثاً هو 72 مؤمناً". وفي مواجهة قريش وعقلائها لم يجد إلا أغلظ الإيمان كي يثق به الناس، والحاجة الوحيدة في نظرنا التي أرغمته على هذا، كان العامل النفسي مثل قوله "فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم.." استهلالاً، لمعرفته أنه سيقول أشياء مستحيلة التصديق، وبالفعل تُبَيّن أن الأغلبية الساحقة من ساكنة مكة لم يؤمنوا به رغم اليمين ورغم التهديد بعذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة، ولهذا هاجر إلى أخواله بالمدينة مُغَيِّراً سياسته حيث ابتدأ بالعدوان والغزو "الغزوات الثلاث الأولى قبل معركة بدر كانت بواسطة شطار وصعاليك تهامة بدل جنود المؤمنين". وحينما تَقَوَّى، بَدَّلَ اللطف والدعوة الحسنة والتعايش والقسم إلى الغزو والإرهاب والقتل موازاة مع الْإِرْشَاء بواسطة الإقتصاد "الأسلاب والغنائم كاقتصاد حرب" كان أنجع وسيلة لكثرة الأتباع الْمُسْتَرْزِقِينَ بأموال الغزو، ولهذا غاب أسلوب القسم نهائياً تقريباً في الآيات المدنية. ه
احتاج إلى كل هذا الكم الهائل والغريب من حلف اليمين في مرحلة الإستضعاف، رغم أنه يصعب علينا فهم الدلالة على غرابة الأشياء المُقْسَم بها والتي جعلت المفسرين يتخبطون في البحث عن تبريرات مقبولة لها. مع اختلافهم وكالعادة دائماَ في محاولات التفسير هاته التي جاءت في أغلب الأحيان أغرب من الآيات نفسها. ه

أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالملائكة : وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا. وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا. وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا. فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا. ه
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالرياح : والذاريات ذرواً، والمرسلات عرفاُ، فالعاصفات عصفاً، والناشرات نشراً. ه
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالطور : وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ: الطور. وَطُورِ سِينِينَ : التين
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالكتاب : وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رِقٍّ مَنْشُورٍ : الطور
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالبيت : وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ: الطور
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالبحر: وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ : الطور
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بيوم القيامة : لَا أَقْسَمَ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ : القيامة
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالنفس : وَلَا أَقْسَمَ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ : القيامة. وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا : الشمس
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بيوم الحساب : وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ : البروج
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالشاهد : وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ : البروج
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالنجم : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى : النجم
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالفجر : وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ : الفجر
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالضحى : والضُّحَى، والَّليْلِ إِذَا سَجَى : الضحى
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالليالي العشر : وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ : الفجر
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالمفرد والمثنى : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ : الفجر
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالرجل والمرأة : وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى : الليل
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالوالد وبالولد : لَا أَقْسَمَ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ : البلد
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالشمس : وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا : الشمس
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالقمر : وَالْقَمَرِ إَذَا تَلَاهَا : الشمس
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالنهار : وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا الشمس
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالليل : وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا : الشمس
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالسماء : وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ : البروج. وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا : الشمس
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالأرض : وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا : الشمس
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالسقف : وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ : الطور
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالتين والزيتون : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ : التين
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بجبل سيناء : وَطُورِ سِنِينَ : التين
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالبلد : لَا أَقْسَمَ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ : البلد
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالخيل : وَالْعَادَيَاتِ ضَبْحاً : العاديات
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بحوافر الخيل : فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً : العاديات
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالخيل أو الجمال التي تغير صبحاً : فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً : العاديات
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالوقت : وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ : العصر
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بحرف الصاد حسب المفسرين : صَ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ : سورة صَ
أَقْسَمَ مُحَمَّدٌ عَلَى لِسَانِ إَلَاهِهِ بالقرآن : صَ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ : سورة صَ

أَقْسَمَ إَلَاه مُحَمَّدٌ بشخصه : ه
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ، قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ : سبأ
وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ : يونس
فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ : الحجر
فَورَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ : مريم
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ : النساء
فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ : المعارج

القسم القرآني كما قلنا وقع على أمور مهمة جداً، هي أصول الإيمان، فإذا كانت الغاية تحقيق المحلوف عليه وإثباته في ذهن المؤمن، فالمؤمن مصدق لا يحتاج إلى يمين، وإن كان المقصود به تحقيقه وإثباته في ذهن الكافر، فالكافر لا يصدق باليمين، ولا يقنعه إلا الدليل الساطع، والبرهان القاطع. ه
قالوا : " قالت العلماء : أقسم الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم، في قوله : لَعَمْرِكَ إِنهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون. لتعرف الناس عظمته عند الله تعالى، ومكانته لديه". ه
ونرد عليهم : ما الغرض بالحلف بحوافر الخيل التي يتطاير منها الشرر : والموريات قدحاً. أَلِعَظَمَةِ حوافر الخيل أم لعظمة الشرر المتطاير منها ؟؟؟. ه

عجبي من كل هذا الإسفاف، وعجبي الأكبر من إيمان العامة به. ه