رئيس للوقف الشيعي ام فقيه لداعش !


مالوم ابو رغيف
2017 / 5 / 13 - 23:55     

علاء الموسوي رئيس الوقف الشيعي، (الوقف مؤسسة تعني بادارة الاضرحة والمزارات والاموال والمدارس والجامعات الشيعية وتخصص له ملايين الدولارات تقتطع من الميزانية العراقية التي تعتمد على تصدير النفط لاغير) وفي درس فقهي انتشرت مقاطع منه على اليوتوب وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، اكد بان مفهوم الجهاد في الاسلام يعني القتال.
واوضح بان ثلاثة اطراف يجب قتالهم، وهم حسب ما ذكر :
الكفار المشركون، وهؤلاء اما الملاحدة او عبدة الاصنام فاما يقتلون او يدخلون الاسلام.
والطرف الثاني الكفار من اهل الكتاب وعنى بهم اليهود والنصارى( المسيحيون) والغرض من قتالهم ادخالهم الاسلام فان أبوا أُجبرو على دفع الجزية او يُقّتلون.
والفئة الثالثة هم المجوس والصابئة وهولاء كفار يجب قتالهم الى ان يرضخوا لعقيدة الاسلام او يكون مصيرهم القتل.
واستمر شارحا غرض الجهاد بانه لزيادة رقعة الاسلام وليس طمعا بالاستيلاء على اراضي واموال الكفار كما يتقول به اعداء الاسلام. وقال بان محاربة الدول غير الاسلامية هي انها تشكل عائقا يحول دون دخول الناس غير المسلمين في الدين الاسلامي، وان الغرض من محاربتها هو اسقاطها لازالة مانع الدخول في الاسلام، وافترض بان الدولة التي تعلن اسلامها لا ينبغي محاربتها وتصبح دولة محترمة(اي الرضوخ والخنوع او الحرب والقتل)
لا يختلف المسلمون حول مفهوم الجهاد ولا حول الاطراف التي يجب مقاتلتها، فهم متفقون على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم واجتهاداتهم، فهو شرع وسنة نبوية فقد جاء في القرآن:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}
وتوجد كثير من الايات تحض على الجهاد وتفرد للمجاهدين منزلة عظيمة وتصفهم بانهم احياء عند ربهم يرزقون.
اما السنة النبوية فقد جاء على لسان ابي هريرة نقلا عن النبي محمد بانه قال
(والذي نفسي بيده لوددت ان أقتل في سبيل الله ،ثم أحيا ،ثم أقتل ،ثم أحيا ،ثم أقتل ،ثم أحيا ثم اقتل)
ومصادر الشريعة ثلاثة، القرآن والسنة وآراء الفقهاء وفق القياس والاستنباط والاجتهاد، وجميعها(مصادر الشريعة) تؤكد على الجهاد حسب المفهوم الذي يؤمن به علاء الموسوي.
الاختلاف بين الطوائف الاسلامية عندما يتعلق الامر بالجهاد هو في تكفير بعضها البعض، فالوهابية مثلا تفسر الجهاد كما فسره علاء الموسوي وكما يؤمن به رجال الدين الشيعة ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر صباح شبر ومرتضى القزويني وبشير النجفي وغيرهم، لكنهم، اي الوهابيين يضيفون الى قائمة المشركين كل من الشيعة والصوفيين وكذلك(ما تتطلبه الظروف السياسية والخطط المخابراتية) فيفتون بوجوب قتالهم واجبارهم عى الدخول في الاسلام الصحيح (الدين الوهابي) او قتلهم واستحلال فروج نسائهم.
(لاحظ ان المرأة غير المسلمة تعتبر في عداد الغنائم وحتى لو أسلمت لا يحميها اسلامها من الاسر فقد اسلمت نساء كثر في صدر الاسلام لكنهن بقين جواري وسراري وموضوع للنكاح.)
لذلك، عندما استولى التنظيم الارهابي داعش على الموصل واستعبد اليزيديات وباعهن في سوق النخاسة واغتصب الشيعيات والشبكيات والمسيحيات، لم نسمع احتجاجا اسلاميا واضحا على ادانة جوهر الفعل واقتصرت ردة الفعل على ادانة السلوك، والفرق بين الاثنين كبير. فأدانة جوهر الفعل تعني ادانة مفهوم الجهاد، اما ادانة السلوك فهو تنزيه لجوهر الفعل وانتقاد التطبيق.
ان ذلك لا يختلف كثير عن الدعاء المعروف:
اللهم لا نسألك رد القضاء انما اللطف به.
الضجة ضد علاء الموسوي متعددة الاهداف ولأغراض، ففي وقت الانتخابات الكل يتصيد فضائح الكل، فمنها ماهو ذو اغراض سياسية ومنها ما هو ذو اغراض طائفية ومنها ما هو ذو اغراض تنافسية تهدف على ابعاد علاء الموسوي عن منصب رئاسة الوقف الشيعي لتنصب مكانه فاسدا آخرا.
وكل هذه الضجة لا تدين جوهر مفهوم الجهاد او بطلانه في عصرنا الحاضر انما تركز على عدم اثارة الفتنة في هذا الوقت، وهم دائما ما يرددون الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها، بينما الهدف الذي يجب الوصول اليه هو القضاء على مصادر الفتنة ومنها الجهاد.
هناك بالطبع اصوات مخلصة ارتفعت لتدين هذا التوحش والهمجية والدموية في تصريحات رجل يعتمر العمامة ويرأس مؤسسة حكومية يعاني بلدها من تبعات همجية تنظيم اسلامي يبرر كل جرائمه ومخازيه باسم الجهاد الذي لا يختلف في جوهره عن ذلك الذي يؤمن به علاء الموسوي ويدعي محاربته.
في الرد على هذه الضجة المثارة ضد (تصريحات او اشارات، او شروحات) علاء الموسوي وبحسب بيان للوقف، صدر مساء الجمعة (12 أيار 2017)، جاء بان المقطع الذي تضمن حديثا لرئيس ديوان الوقف والذي تطرق فيه إلى المسيحيين، كان "درسا فقهيا نظريا قبل ثلاث سنين واقتطع جزء منه، ولم يتضمن أية دعوة عملية للقتال أو الاعتداء على أحد من أتباع الديانات المذكورة"
ولنا ان نشير الى النقاط التالية فيما يخص الرد
ـ انه يؤكد صحة المفهوم النظري للجهاد وفق ما شرحه علاء الموسوي رئيس الوقف الشيعي ولا يتنصل منه، وان التحجج بان المقطع قديم( قبل ثلاثة سنوات) لا يغير من الامر شيئا اذا لم يطرأ تغييرا جذريا على فكر علاء الموسوي حول ما جاء في درسه الفقهي.
ـ ان الدرس الفقهي النظري هو اكثر ثباتا في اذهان طلاب الشريعة الذين يتتلمذون على يد مشايخ يرسخون في اذهانهم تعاليم الحقد والبغض على الاخر.
ـ لا يختلف مشايح الارهاب في دروسهم الفقهية عن المشايخ الذين لا يُنسبون الى الارهاب ومنهم علاء الموسوي.
ـ تطرق البيان الى المسيحيين، واهمل اليهود والمجوس والصابئة الذين ذكرهم علاء الموسوي في درسه الفقهي بالأسم، وكان هؤلاء لا يستحقون الاحترام او الذكر.
ـ ان الفتنة هي ليس فقط التصريحات العلنية التي تدعو الى الارهاب، بل ايضا الدروس التي تلقن للطلاب في مختلف الحلقات الدينية لطلاب الشريعة والفقه والعلوم الدينية.
نشير هنا الى ان الاحمدية او القيدانية على ما فيها من خزعبلات وخرافات لكنها الفرقة الاسلامية الوحيدة التي الغت ما يسمى (فريضة الجهاد) فكفرتها جميع المذاهب الاسلامية واعتبرت اتباعها خارجين عن الاسلام ومنعوا من اداء مناسك الحج .