مُقترحَات برنَامج عمَل لمبادرة توحِيد اليسار العِراقيّ


السموأل راجي
2017 / 5 / 7 - 23:08     

يجرِي نِقاشٌ جديّ حول مشرُوع لتوحيد اليسار العِراقي،وأيًّا كانت الآليّات والأُطُر،فلا بُدّ لأيّ مُبادِرٍ ، ومن مُنطلقات إنحِيازه إلى الهُـمُوم الشّعبِيّة في التحرُّر الوطنِيّ والدِّيمُقراطيّ وتطلُّعات كادحِي العِراق في الإنعِتاق الإجتِماعِيّ ،أن يتقدم إلى الشّعب بِــبرنامجٍ يقترحه عليه لتحقيق التغيير الجِذرِيّ الذي يكرس أهداف الثّورة المنشُودَة ويستجيب للمطامح الذي ضحى من أجلها الشُّهداء ويؤسس لعراقٍ جديد خالٍ من العِرقِيّة الشُّوفينِيّة والتعصُّب والإختراق الأجنبِيّ والتّلاعُب بمُقَدَّرات شعبِه الذي قاوم الإستبداد أيًّا كان مأتاه .
وضعت الهيمنة الاستعمارية الشعب العراقِيّ بجميع طبقاته وجها لوجه مع البرجوازية الاستعمارية والكمبرادوريين العراقِيِّين والملاكين العقاريين المتعاونين مع جهاز الدولة المشلُولَة المدعُومَة من مافِيات إيران من جهة ومن البيت الأبيض من جهةٍ ثانِيَة ، ويُمثِّلُ النِّظام العِراقِيّ الحالِيّ بمختلف أجهزتهِ العسكرية والبوليسية والقضائية والإدارية والسياسية ما يُشبِه دولة بورجوازية طُفيلِيّة معادية للديمقراطية. لا شعبية ولا وطنية، بها تُنظم البورجوازية الكبيرة العميلة والاحتكارات والدُّوَل الغازِيَة نهبها لثروات البلاد واستغلالها واضطهادها للطبقات الشعبية.
وبناء على ذلك تشُقّ المُجتمَع العراقِيّ تناقُضَات أساسيّة ثلاثة:
• التّناقض بين الشّعب (الطبقة العاملة وأنصاف البروليتاريِّــين، الفلاحون الفقراء والصغار، البورجوازيّة الصّغيرة فِي المُدُن) وبين الإحتلال (وخاصة الأمريكية والبريطانيّة) وتوابع طهران مِن بُورجوازية كبيرة محليّة (الخاصة والبيروقراطيّة).
• التناقض بين الفلاّحين وبين البُورجوازيّة الزّراعية وبقايَا الإستغلال ما قبل الرّأسمالي.
• التّناقض بين الطبقة العاملة والبرجوازية.
ويُشكِّل أَوَّلُهَا التّناقض الرّئيسي في المُجتمع العِراقِيّ حالِيًّا ويرتبِط بِضرُورَة حَسْمِه التّناقُضان الآخرَان.
تقترِح الجبهة اليسارِيّة أو ما يتم الاتفاق على تسميته بين مكونَات الملتقِين من أجلِ برنامجٍ مُتكامِل ينقسِمُ إجرائِيًّا وليس فعلِيًّا حسب مُحتويات بُنُودِه إلى شِـــقٍّ سياسِيّ وإقتِصادِيّ وإجتماعِيٍّ وبرامج خُصُوصِيّة تُــعْنَى بالمرأة والشّباب والبِطالة والبِيئَة والثّقافَة والرِّياضة.

سياسِيًّا:
إقامة الجمهورية الديمقراطية الشعبية على أنقاض الدولة المشلُولَة والنّاتِجَة عن إحتِلالٍ دموِيٍّ غاشِم.

تُحقق الجمهورية الديمقراطية الشعبية الاستقلال الكامل والفعلي للعِراق والسيادة للشعب. ويضمن دستورها:
السّيادة الكاملة للشّعب بِإسنادٍ دُستُورِيٍّ للسُّلطَة العُليا في الدّولة كامِلَةً إلى نُوَّاب مُنتَخَبِين يُمكن سحب الثّقة منهُم في كل وقت، ويتحقق هذا الهدف عبر انتخاب المجلس التشريعي في ظِلّ نظامٍ برلمانِيٍّ شعبِيٍّ بِما هُو أكثر الأنظمة السياسية ديمقراطيّةً وأخَفَّهَا شُرُورًا، لأن السُّلطة الحقيقيّة فيه، بِــيَدِ البَرلمان، (أي بيد مُمَثِّلي الشعب) الذي تفُوقُ سُلطته بقيّة مؤسسات الحكم مما يجعله قادرا على عزل السلطة التنفيذية دون أن يكون بمقدورها حلّه ومن بعدِهِ إنتِخاب كل أجهزة السلطة المحليّة الضيِّقَة والمناطقيّة عن طريق الاقتراع الحُرّ والمُباشر والسرّي لكل المواطنِين البالغين من العمر 18 سنة فما فوق، وحق كل منتخب في الترشح لكافة المؤسسات التمثيلية والتمثيل النسبي في كافة الانتخابات وحق سحب الثقة من كل منتخب دون استثناء إذا قررت ذلك أغلبية منتخبيه بِما يعنِي صُلُوحِيّة النّاخبِين في عزل من إنتخبُوه عند الإقتِضاء بمُقتضَى دُستُورٍ أنجزتهُ جمعِيّة تأسيسيّة مُنتخَبَة على قاعدة التّمثِيلِيّة النّسبِيّة للمُحافظات والتّنظِيمات الجماهِيرِيّة ومن بعدها الأحزاب وليس على قاعدة الإنتماء المذهبِيّ أو العِرقِيّ ، دُستُورٍ ينُصّ على إستقلالِيّة كاملة وفعليّة للقُضاة المُنْتَخَبِين ويُمثِّلُهُم مجلس أعلى للقضاء مُنتَخَب من بين المعنِيِّين ويضمَنُ لكُلّ مُواطِن حقَّ مُتابعة أيّ مُوَظَّف من موظّفِي الدّولة بما في ذلك الوُزَرَاء مجانًا.
يُناضِل اليساريُّون المجتمعون من أجل حرية المعتقد والتعبير والصحافة والتنظيم والإجتماع والإضراب والتظاهر والنقل والإبداع الفني والعلمي و احترام حُرمة الأشخاص بمَنْعٍ وتجرِيمٍ دُستُوريٍّ لِـكُل أشكال التّعذيب المادِّي والمعنوِيّ وحُرمة المَسكن والحيَاة الخاصّة وسِريَّـة المُراسَلات والإتِّـصالات الهاتفيّة وغيرها ومعاقبة كل انتهاكٍ لها وقبل كُلّ ذلك فتح تحقِيقاتٍ واسعة في ملفّات السُّجُون السريّة والميليشيات وجرائِم الإحتِلال عبر لِجانٍ مُختَصَّة مُستقلّة عن كافّة الأحزاب والهيئات الطّائِفِيّة الواجِب حَــلُّــها من بعد التّنصِيص على المساواة الكاملة بين الجنسين في الحُقُوق و فصل الدين عن الدولة، أي اعتبار مسألة المعتقد مسالة شخصية ليس من حق الدّولة التدخل فيها أو استغلالها للتضييق على الحقوق المادية والمعنوية للمواطن بما يفتحُ مسألة علمانيّة التّعليم في كُل المراحل.
ولا يكُونُ من هذا الإطَار التجميعيّ لقوى اليسَار من لا يُكافِح داخل العِراق في سبِيل سياسَة خارجيّة مناهضة للمافيات الأطلسِيّة ومُشتقّاتِها والصهيونية والفاشيّة والعنصريّة وأدواتهم من دواعش ومشتقاتهم وميليشيّات، سياسة تُوَجَّــــهُ إلى تعزِيز الرّوابط بين الشُّعُوب و التّضامن الأمَميّ مع باقي شُعُوب العَالم ومُـساندة حركاتها التحرُّريّة الإجتماعيّة والوطنِــيّة.

إقتِصادِيًّا:

بصفةٍ مُباشِرَة ، يُطالِب المجتمعُون في العِراق ويُناضِلُون ميدانِيًّا من أجل تأميم المَصَالح الإمبرياليّة تأميمًا كاملَا دُون تعويضٍ وعَدم الإعتِراف بالدُّيُون الخارجيّة التي أنْجَزَتها الرجعيّة بِمعزلٍ عن الإرادة الشّعبِيّة وتجريد البُورجوازية الكبيرة بمُختلف شرائحها وخاصّةً المُتعاوِنَة مع الإحتِلال من أملاكها: وسائل إنتاج وبُنوك وثرَوات مَهما كانت دون تعويض وتحويل ذلك إلى ملكيّةٍ لدولة المُنْتِجِين وحُلَفائِهِم،وتعلِيق سدادِ ديُون أخرَى لحِين الخلاَص من الحرب على الإرهاب وملحقاته
تأميم التجارة الخارجية وتجارة الجملة الداخلية ووضعها بين أيدي سُلطة الدِّيمُقراطِيّة الشّعبِيّة.
وتهدِفُ هذِهِ البُنُود إلى تشييد إقتصادٍ وطني مُستقلٍّ وشعبيٍّ عبر إعطاء الأولويّة في الإستثمار والدّعم للقِطاعات المُنتجة (الصناعة والفلاحة ) وبعث مشاريع اقتصادية جديدة ذات قدرة إنتاجيَّة عاليَة وطاقة تشغيليّة كبِيرة خاصة في مناطق الحِرمان البعثِيّ والدّمار الأطلسِيّ والتّخريب الطائِفيّ وإحكام توظِيف المُقدّرات الإقتصادِيّة لكلّ مناطِق العِراق بما يحقق اندماجا اقتصاديا داخل كُلّ محافَظَة وعلى المُستوَى الوطنِيّ ناجِعٍ وأفضل، ومنح الشّغِيلة حقّ إدارة المُؤسّسات الإقتصادِيّة الإنتاجِيّة الــمُــؤمَّـمَة عبر مجالس منتخبَة من بين طواقِم العمل داخل المُؤسّسات وإلغاء كل الأداءات غير المباشرة والمُسَلَّطَة على الكادِحِين وإقرار نِظامٍ ضريبِيٍّ يُعْفِي ضعاف الدّخل من المُوظّفِين ويكُون تصاعُدِيًّا وِفْقَ مقدار الأُجُور والمداخِيل وعادِلٍ مع إقرار ضريبةٍ إستثنائِيّة على الثّروات ، لن يكُون شُيُوعِيًّا من لا يعمَل على إسْناد الحرفِـيِّـين الصّغار في المدينة والرِّيف وحَـثِّـهِـم على تطوير أساليب انتاجِهِم في نِطاق التّعاوُن بينهم مُستغِــلِّـين التقدُّم التّقنيّ ومُعتمِدِين على طُرُق تنظِـيم الطّبقَة العَاملة لسيرورَة العَمل.


إجتماعيّا وثقافيّا:

وفِي ظِلّ إستفحال البِطالة وحالة الغليان الإجتماعِيّ وتواصُل عمليّات التّسرِيح الجماعِيّ للعُمّال والمُوَظَّفِين وإغلاق مُؤسّسات عامّة والتّفوِيت في قطاعاتٍ لِــفائِدَة مافيات لا بُدَّ من النِّضال في سبِيل ضمان حق الشغل لكل مواطن بلغ سن العمل وعلى قاعِدة الإختِصاص إذا ما تعلّق الأمر بِــخِـرِّيجِي الجامعات ومراكِز الإعداد الـمِـهَنِيّ . كما يُكافِح المُتّفِقُون على وحدة قُوى اليسَار في درب توفِير مساكِن لائِقَة لكُلّ مُواطِن عراقِيّ ومُصادرة القُصُور والإقامات الثانوية التي يمتلكها الأثرياء والعمارات والفيلات التي يستغلها مُعاوِنُو الإحتِلال وحواشِيهِم وتجرِيم المُضاربات العقاريّة واستخدامها لتلبية حاجيات الشعب، إضافةً لِـــتأميم القطاع الصحي وضمان المعالجة المجانيّة لكُـلّ مُواطِن بدُون إعتِبار دينه أو طائفته وإعتماد المُواطنَة فقط دُون غيْر إذ لا مجال لتشيِـيد منظُومة إجتماعيّة خارِج سِياق عُمُومِيّة الصحّة ومجانيّتها وتعمِيم مرافقها في كلّ أنحاء العِراق وتهيِئة البُنَى الصحيّة في الأهوار وأرياف العِراق وإعمار ما دمّره الإرهاب والعُدوان الأطلسيّ وغارات ما يُسمى التحالف الدُّولِيّ.

ن تتحقّق نهضَة العِراق خارِج إحتِرام خُصُوصيّات التنوُّع الحضارِيّ وإدراج لُغات كُلّ المُكوّنات في البرامج التّربَوِيّة دُون تميِيز من زاوِيَة النهوض بالثّقافة الوطنيّة وتشجيع الإبداع الأدبي والفني والبحث العلمي وجعله في خدمة قضايا الشعب والتقدُّم ، ومن هذا المنظُور يُناضِل المُجتمعُون في سبِيل تعليمٍ مجانيٍّ وإجباريٍّ ومُــوَحَّدٍ لجميع الأطفال من الجنسين حتى سنّ السّادسة عشر وربط الجانب النّظريّ فيه بالحياة العمليّة والإنتاج ونشر العُلُوم الإنسانِيّة والإجتماعيّة في كافّة الإختصاصات لبِناء جيلٍ يتبنّى فِكرًا نقدِيًّا علميًّا يقطع مع الخُرافة والطائِفِيّة ويُساهِم في رسم معالم عِراقٍ جديدٍ ولا يكُون ذلِك إلاّ توفير الغذاء واللباس ولوازم الدراسة من قبل الدولة للطّلَبَة من أبناء الطّبقة الكادحة مادَام الفقْرُ موجُودًا ومركَزة الدّولَة المنشُودَة لفُرُوع العُلُوم والتّـقْـنِـيَة والبحثِ العِلميّ قصدَ تكوينِ كوادِرَ تحتاجُها المُؤسّسات الإنتاجيّة الصناعيّة منها والفلاحيّة للقطع مع إستيراد كفاءات في بلدٍ قادِرٍ على توفِير كافّةِ إحتياجاتِه .